الحكم في مصر القديمة | الهرم السياسي الفرعوني وطبقات المجتمع المصري القديم وما هي اول سلطه سياسيه في مصر الفرعونيه وابرز مظاهر الحضاره المصريه بداية من ملوك الفراعنة والوزير والكهنة والمزيد.
كيف كان نظام الحكم الملكي وهرم السلطة في حضارة مصر القديمة وكيف كان عناصر الحكم في مصر الفرعونية الحاكمة من الملك، الملكة، الأمير، ولي العهد في الأعياد الرسمية والاحتفالات بــ الحضارة الفرعونية وما هي اسرار الخلود المعنوي والجسدي للملك؟ ما هي الألقاب الملكية التي يحصل عليها الملك؟ والمزيد من اسرار نظام الحكم الملكي.
يستند نظام الحكم في مصر القديمة إلى أساس إلهي صرف، حيث كان الملوك منذ عصر ما قبل الأسرات وحضارة نقادة الثالثة هم الالهة المصرية القديمة الذين حكموا مصر، وتقول الكتابات المصرية إن البلاد كانت محكومة من قبل ملوك الفراعنة الذين حكموا مصر والعالم والكون، ولعل أول حاكم كان هو الإله (أتوم – رع) الذي خلق الكون والناس حسب ديانة قدماء المصريين.
وهذا ما يفسر الأصل الإلهي للملوكية في وادي نهر النيل، ثم جاء بعده آلهة ملوك آخرون حتى إذا ما وصلنا إلى عصر ما قبل الأسرات تجسد الآلهة في بشر كان آخرهم، في ذلك الزمن، هو الملك نعرمر من الأسرة المصرية الأولى الذي وحد البلاد وأسس حكومة مركزية قوية كان فيها هو حور(حورس) فهو على شكل إله حي منظور في شكل إنسان وله كل حقوق الآلهة المصرية المعروفة.
الحكم في مصر القديمة
من هنا فقد كان الأساس السياسي والاجتماعي الذي قامت عليه الحضارة المصرية، هو التأكيد بأن مصر يحكمها إله، وأن هذا الإله الجالس على عرش الكنانة غير محدود المعرفة والمقدرة، وأنه على علم بكل ما يدور في البلاد، ومن هنا كان من الصعب أن نفرق بين الملك والدولة.
إذ كانت كلمته قانون، ورغبته أمر، ورعيته ملك يمينه، يتصرف فيها متى شاء، وكيف شاء، وهكذا كانت الضرائب المصرية القديمة تؤدى لتملأ خزائنه، والحروب تقوم من أجل شهرته وإعلاء ذكره، والعمائر تقام تكريماً له، وتشريفاً لقدره، وكل أملاك البلاد خالصة له، وهي حقه، فإذا سمح لمخلوق ما أن يكون له فيها نصيب، فإن هذا لا يعدو أن يكون إعارة يستردها عندما يشاء.
وتبدو لنا هذه العقيدة السياسية مثل سيفٍ ذي حدين؛ فهي من ناحية كانت تمثل أقصى أنواع الاستبداد الشرقي الذي يضع إنساناً بمرتبة الإله، أو أن يراه إلهاً مجسداً خالداً في العالمين الأول والآخر حيث تطغى أحكامه وطريقة حكمه على كل شيء ولكيلا ينازع الملك الإله بشرٌ.
وربما كانت أسباب نشوء الألوهية الملكية هذه انتصار الملوك الفراعنة الأوائل على منافسيهم بصعوبة أو وضع حد للتنافس على الملكية الموحدة آنذاك عن طريق رفعها إلى مرتبة الألوهية. أما الحد الآخر فيكمن في أن الملكية الإلهية هي التي حافظت على وحدة مصر كإقليم صلد على مدى ما يقرب من 3000 سنة نعمت مصر، في أغلبها، بالاستقرار والبناء وهو ما صنع حضارة عظيمة لها.
هذه النظرة في الحكم تختلف عن النظرة السومرية، والرافدينية عموماً، وهي الموازي الحضاري الذي رافق مصر طيلة تاريخ الحضارة الفرعونية، فقد كانت الملكية في وادي الرافدين، من وجهة نظر أهلها، قد نزلت من مكان مقدس هو السماء لكن من استلمها هم بشر تحمَّلوا المسؤولية وليسوا آلهة (متجسدين على شكل بشر) كما في وادي النيل، فالملك الرافديني هو نائب للإله، من البشر، على الأرض وليس إلهاً بالمرة.
ما هو نظام الحكم في مصر القديمة؟
يرى عالم المصريات الامريكي الدكتور جون ويلسون أن نظام الدولة في مصر القديمة يمكن أن يشبه هرماً كبيراً للدولة التي يديرها الوزير والموظفون الكبار وحكام الأقاليم، وفوق هذا الهرم هناك هرم صغير يخص المؤسسة الملكية المكونة من الملك وبيته
الملك
كان منشأ العقيدة الملكية الإلهية في مصر ديني الجذور، لأن دراستنا لديانة دويلات المدن في عصر ما قبل الأسرات في الاسرة المصرية صفرين والاسرة المصرية صفر تعلمنا أن مدينة ثينيس ومدينة نخن “الكوم الأحمر” هما من قادتا وحدة مصر، وكلاهما كان يتخذ من الإله (حورس) إلهاً أساسياً، وهو ما جعل هذا الإله رمزاً للملوك الذين قادوا وحدة البلاد.
ثم تماهى هؤلاء الملوك مع الإله حتى بدت الملوكية بطابع إلهي؛ فالملك في حياته هو الإله (حورس) عندما يولد ويشب، وهو (رع) عندما ينضج ويحكم، وهما (حورس ورع) إلها الشمس، وهو اوزوريس عندما يموت فيحكم شعبه حسب أساطير الفراعنة، في العالم الآخر كإله، وهكذا تظل دائرة الإله الملك شمسية.
وكان الملك يسمى في النصوص الأولي باسم (نتر) أو (الإله الخير الطيب) وهو حورس ورمزه الصقر الذي هو رمز حورس، ومنذ الأسرة المصرية الخامسة بفترة المملكة القديمة في مصر الفرعونية دعي أيضاً باسم (ابن رع) لأن حورس هو ابن رع، وتسمى بلاد مصر (ابنة رع) أي أنه يعادل أو يساوي أرض مصر كلها، وكان الملك ابن الإله رع من امرأة بشرية تتزوج من الملك الذي هو (رع) أي الشمس.
ورغم أن هناك من يرى أن لقب الفرعون (برعا) كان موجوداً منذ الأسرة الأولى، لكنه صار لقب الملك منذ الاسرة المصرية الثامنة عشر بفترة المملكة الحديثة في مصر القديمة يلقب بـ(فرعون) وتعني (البيت الكبير) أي العالم لأنه أصبح امبراطوراً:
لقبه في الأسرات (1-4) | الإله الخير الطيب | نتر |
لقبه في الأسرات (5-17) | لأنه يمثل حورس (وحورس ابن رع) | ابن رع |
لقبه في الأسرات (18-30) | البيت الكبير | فرعون |
ولذلك نحبذ أن نسميه الملك وليس الفرعون لأن لقب الفرعون متأخر، ولا نحبذ استخدام مصطلح الحضارة الفرعونية لأنه، من الناحية العلمية، يدل على النصف الثاني فقط من ملوك مصر، فضلاً عن عدم ميلنا، أساساً، لتسمية الحضارة بلقب ملوكها، ولذلك نحبذ تسمية الحضارة المصرية القديمة لأنه الأدق والأشمل.
ولقد كانت لعقيدة الملكية الإلهية أن وحدت ما بين شخص الملك الإله والمجتمع؛ وكان لذلك أثره في ربط الفكر الديني بالمجتمع ونمت نتيجة لها مجموعة من القيم سادت بين أفراد الشعب، فقد كان الملك هو المثل الأعلى الذي يقتدي به الإنسان المصري القديم ويطيعه طاعة كاملة من أجل تحقيق الخير له ولمجتمعه.
كما أن أمل الفرد في النهاية أن يكسب رضاء هذا الملك “الإله” باعتباره مصدر كل الهبات «فليتفضل الملك ويعطي» ولم تكن النتائج المترتبة على إيمان الإنسان المصري القديم بالملكية الإلهية كلها نتائج معنوية وإنما كانت هناك من النتائج ما أخذ طابعاً مادياً بحتاً في بعض مظاهره، فغي ما يتعلق بالطقوس الجنائزية كان غاية ما يطمح إليه الفرد هو تعطف الملك عليه ببعض لوازم المقبرة أو السماح له بسرد ألقابه أو وظائفه أو بعض الأعمال التي كلفه بها.
الخلود المعنوي والجسدي للملك – الحكم في مصر القديمة
كان المصريون يعبرون عن الخلود المعنوي للملك عن طريق تخليد ذكراه بالكتابات باللغة المصرية القديمة والرسوم والمنحوتات على جدران المعابد المصرية والمقابر المصرية مع كثافة رمزية شديدة تظهر هذا الخلود، فقد كانوا يرفقون بعض رسومات الملك بعلامة المليون التي تدل على اللانهاية، فضلا عن تلازم رمزي الفوضى والنظام أو ما يدل عليهما.
يظهر الملك رمسيس الثاني من الاسرة المصرية التاسعة عشر (رع مسس سو-مري إمن) محبوب أمون الذي أنجبه رع وهو واقف بين حورس وست وهما يحملان العلامة “حح” علامة رقم المليون والتي تشير إلى اللانهائية أو الأبدية في الزمن، وفي نهاية كل علامة حب نجد علامة ال “رن” في أسفلها والتي تشير إلى الاسم الذي يحمله الإنسان.
ومضمون ككل أنه عن طريق حورس والاله ست اللذين يمثلان (النور والظلام) أو (الخير والشر) أو (النظام والفوضى) وهو ما يشير لتكامل وحدة الأضداد وتلازمها ويلمح إلى الخلود.
أما الخلود الجسدي للملك فيبرز في أفضل أشكاله بعمليات التحنيط الواسعة التي جرت لأجساد الملوك المصريين الفراعنة، حيث بنيت هذه العملية على أساس عقيدة أن الروح تغادر الجسد لوهلة بسيطة أثناء الموت لكنها سرعان ما تعود وتحل في الجسد الذي غادرته، ولذلك يجب الاحتفاظ بالجثة وعدم تركها عرضة للتعفن والتحلل.
ما هي اول سلطه سياسيه في مصر الفرعونيه؟
وكانوا يذيلون اسم الملك أو لقبه بالدعاء له “له الحياة والسعادة والصحة” كما كانت هناك ثلاث صفات إلهية متصلة بالملكية وهي “حو” أي اللفظ ذو السلطة أو الأمر الخالق، و”سيا” ومعناها الإدراك أو الفهم، و”ماعت” ومعناها العدل.
وتستمر هذه الهالة من القداسة والتأليه، وبخاصة في عهد الأسوة الرابعة، حيث نرى الملكية الإلهية في قمة سطوتها، وعنفوان قوتها، في تسلطها على شعبها، وإيمانها بنفسها، فضلاً عن إيمان شعبها بها، ولكننا في الوقت نفسه نكاد نحس بأن شيئاً ما سيحدث ليرقق من هالة التقديس. حيث نرى الملك خفرع من الأسرة المصرية الرابعة يلقب نفسه بلقب “سارع” أي “ابن رع”، وإذ كان هناك، من يذهب إلى أن هذا اللقب إنما ظهر منذ أيام الملك خوفو، بل من أيام الملك سنفرو”.
الأمر الملفت للانتباه أن المصريين القدماء لم يعبدوا الملك المصري أو الفرعون، ولم يقدموا له الشعائر والطقوس التعبدية، ولم يبنوا معبداً خاصاً به، بل تعبدوا الآلهة المصرية المعروفة وأسسوا معابد لها، وكذلك الملوك المصريون عبدوا الآلهة المعنوية المعروفة وخصوصاً التي كانوا يمثلونها مثل رع إله الشمس أو حورس، وهذه مفارقة معروفة.
كانت الواجبات الخاصة بالملك هي مسؤوليته عن حماية البلاد وبنائها وإقامة طقوس الدين وحماية المدن من الفيضانات، وحين يهمل هذه الأمور لا تقبله الآلهة بين صفوفها فيكون ذلك رادعاً لسلطته المطلقة. وتستمر واجبات الملك بعد موته فعليه حماية شعبه في الآخرة والشفاعة لهم. ولذلك اهتم الناس ببناء الأضرحة والقبور النوعية للملوك كأهرامات الجيزة.
الألقاب الملكية (الأسماء العظيمة) الحكم في مصر القديمة
استدعت المكانة الإلهية للملك ظهور ألقاب ملكية كثيرة كانت ترافق اسم الملك وتكتب قبله عادة وهي:
اسم الميلاد (ابن رع) (سا رع):
وهو لقب الملك الذي ظهر منذ الأسرة الرابعة بصورة متقطعة ثم ظهر بشكل ثابت منذ ثالث ملوك الأسرة المصرية الخامسة (الملك نفر إر كارع. وكانت تظهر بعده صفة هي (رب التجليات) أو الظهور الإلهي أي رب التيجان.
لقب التتويج (نسوت بيتي):
وهو لقب يشير إلى انتساب الملك لمصر العليا والسفلى أو الصعيد والدلتا عن طريق نباتي البوص (الأسل) شعار الصعيد، والنحلة شعار الدلتا، وكلمة (نسوت) تعني شعار الصعيد (الأسل) وأما كلمة (بيت) فترتبط بالإله (مين) الذي يشير إلى الثور. لكن الدلتا تمثل هنا بشعارها وهو النحلة التي ربما كان علاقة بهذا الاسم.
اللقب الحورسي (حر):
وهو لقب يؤكد تماثل الملك مع الإله حورس، وهو ما يشير إلى أنه ورث المُلك عن الإله الأب أوزيريس. ويكتب هذا اللقب داخل مستطيل (سرخ) وفيه واجهة القصر يعلوه الصقر حور إله الأسرات المصرية، والصقر هو الاسم الأبدي للملك أو المنحدر من أوزيريس، وربما أشار إلى أول مدينة قادت توحيد مصر وهي (نخن) (البصيلية الآن) وإلهها حورس من أيام الملك العقرب الثاني ونعرمر.
اللقب النبتي (نبتي) (السيدتان):
وهو لقب يشير إلى وحدة مصر العليا والسفلى أو الصعيد والدلتا، وتكتب على شكل صورة رقمية تشير إلى الإله نخبت إلهة الصعيد وحية ترمز إلى الإلهة وادجيت إلهة الدلتا، وهاتان الإلهتان تحفظان الملك فضلاً عن رمزهما للشمال والجنوب. وكلمة نبتي تدل على الرخمة والأفعى.
لقب حور الذهبي (حر نب):
الذي يشير إلى معنى الذهب الذي استخدمت علامته في الألقاب الملكية الأولى ويعبر عن العظمة والمجد ولون الشمس ويجسد حور.
أما ألقاب الدولة الحديثة فهي كثيرة مثل الثور البطل، حبيب ماعت، حامي مصر، قاهر الشعوب الأجنبية، طويل السنين، كثير الانتصارات، رع القوي في الحق، محبوب امون رع رب الكرنك، الإله الطيب، الباشق الذهبي الجليل.
الحكم في مصر القديمة – من هو اعظم ملوك مصر الفرعونيه؟
كان الملك رمسيس الثاني يحظى بعناية خاصة من الإلهة الأم إيزيس حيث هي من يمنحه رمزي السلطة (عصا الملوكية وتسمى صولجان واس) والحياة (عنخ)، فمثلاً نشاهد في الملك حور محب يقف أمام النتر (الربة) إيزيس تحمل في يديها عصا الواس التي تعبر عن السلطة وفي اليد الأخرى علامة مفتاح الحياة.
“ارتبط التطور السياسي وتغير مكانة الملك منذ النصف الثاني من عصر الدولة القديمة بتطور ديني اقترن به؛ حيث لجأ الكهنة إلى مزج المعتقد الأوزيري مع المعتقد الشمسي بما يحقق لهم ولملوكهم أغراضهم السياسية، ويمكن القول إن هذا دلالة على ازدياد أهمية المعتقد الأوزيري وتغلغله في نفوس الجميع، وهو في الوقت نفسه دليل على تدهور مكانة الملكية.
وللدلالة على ذلك نجد نصوص الأهرام التي حوت أدعية وتعاويذ تساعد الملك في العالم الآخر بعد أن كان من قبل متمتعاً بكل القوى والقداسة التي تجعله ومقبرته – في الأسرة الرابعة – في غنى عن مثل تلك الطقوس.
اعتقد الإنسان المصري القديم بفكرة البعث والحساب والمسؤولية عن أفعاله التي قام بها في حياته الدنيا، وارتبط هذا الاعتقاد بالإله “أوزير” وما تعبر عنه قصصه وأسطورته من عمل للخير واجتناب للشر، ولم يقتصر هذا المعنى الخلقي على الملوك فقط وإنما شمل كل فرد في المجتمع وانعكس هذا التفكير في العادات الجنائزية للإنسان المصري القديم.
وبعد أن كان يغلب عليها الجانب المادي في الدولة القديمة نتيجة لتجارب الإنسان المصري القديم في النصف الثاني من الدولة القديمة وعصر الاضمحلال الأول، فإن الجانب المعنوي المرتبط بالقيم والمثل العليا كانت ضرورية لتكمل الناحية المادية لتلك العادات الجنائزية ومراسم تتويج الفراعنة..
أما اسم ولقب الملك حور محب: الاسم الميلادي (سا رع) = مري – إمن – حر – إم – حب والذي يعني: محبوب أمون، حور في عيد، واللقب التتويجي (نسوت بيتي) = دجسر – خبرو -رع – ستب – ان – رع والذي يعني: مقدسة هيئات رع، المختار من رع…إلخ
الأعياد الفرعونية الملكية:
- عيد سد (حب سد): وهو عيد تتويج الملك بعد ثلاثين عاماً من الملوكية
- عيد احتفال الملك بأبيه (مين) إله الخصب
- عيد إعلان الملك الجديد
- عيد تتويج الملك الجديد
أورياس (رمز الملوكية): وهي الكوبرا التي تظهر على تاج الفرعون منتصبة، وهي تحميه من القوى المدمرة، وهي أحد رموز الإلهة وادجيت.
كيف كانت الحياة الاجتماعية في مصر القديمة؟
والميزات الأساسية للمجتمع المصري القديم… حقائق وتاريخ الطبقات الاجتماعية في الحضارة الفرعونية وكم كان عدد السكان؟ والمزيد من اسرار حضارة الفراعنة.
لعب نهر النيل دوراً أساسياً في وحدة المجتمع المصري؛ فبمجرد التفاف الناس على ضفاف النيل من شمال مصر إلى أقصى جنوبها، على شكل كأس مترع طويل الساق أو زهرة طويلة الغصن، أعطى دلالة عميقة على توحد المجتمع وتكاتفه وعدم القدرة على فصله إلى مجاميع بيئية أو جغرافية، فمصر التي تبدو مثل واحة طويلة صنعها النيل جمعت حولها المجتمع المصري وأعطته شعوراً
رفض المصريون القدماء غريزياً القتل والسرقة والزنا والخداع والكذب وانتهاك حرمات الموتى وحثوا على المحبة والأخلاق وإرضاء الزوج والزوجة والوالدين والملك، وهذا لا يعني عدم ظهور حالات شاذة في مجتمع كبير استمر لثلاثة آلاف سنة، ولكن الاتجاه العام للمجتمع كان مع الأخلاق الرفيعة والحق ونبذ الشر.
كان المصريون القدماء مولعون بضخامة الحجم في كثير من الأمور مثل المباني الضخمة وحب الثروة والإسراف في مظاهر الترف، وخصوصاً ملوكهم، وكانوا يتمسكون بالتقاليد والقيم وكانوا قليلي الانفتاح على عادات وتقاليد الشعوب الأخرى
كانت عنايتهم الجيش في مصر القديمة والعسكرة قليلة حتى غزاهم الهكسوس، فتكون لهم جيش قوي أنشأ إمبراطورية صغيرة شملت جزءً من بلاد الشام لأمور دفاعية، ونشأ لهم جيش قوي أيام عصر الرعامسة بداية حكم ملوك الاسرة المصرية العشرون الأوائل بشكل خاص، ثم تراخوا في الاهتمام بالجيش وأحبوا حياة السلام في بلادهم لدرجة أن جيوشاً قليلة من شعوب أخرى كالآشوريين والفرس والإغريق وآخرهم الرومان استطاعت دخول مصر بسهولة في مرحلة الأفول الحضاري لمصر.
ما هي ابرز مظاهر الحضاره المصريه؟
كان الشعب المصري عملياً رغم تعلقه بعوالم ما بعد الموت التي سخرها هي الاخرى له قبل الموت، وكان يبدو كما لو أنه احتكر الآخرة له ونصب عليها ملكاً منه ووعد باكتساحها تجارة وربحاً وديناً من قبل شعبه.
رغم وقارهم الديني المذهل لكنهم كانوا على قدر كبير من المرح والعفوية في الأدب المصري القديم وكانوا يمارسون حياة اللهو والجنس والحب في مصر القديمة والعاب الفراعنة الرياضة ويشاركون بزخم في المباريات العامة مثل الداما والنرد، وكانوا يسخرون أحيانا من وقار كهنتهم وآلهتهم ويصنعون الدمى والتماثيل المضحكة لهم كما في الموسيقي في مصر القديمة. وكانوا يصنعون أكاليل الزهور على رؤوسهم ويصنعون لأطفالهم الألعاب ويمارسون المصارعة والملاكمة، وكانوا يرسمون الرجال بلون أحمر والنساء بلون أصفر، وكانوا يلبسون الشعور المستعارة وأغطية الرأس المميزة.
الإصرار على وحدة المجتمع المصري هو أول صفات هذا المجتمع وهو سر حضارته المبكرة واستمرار شخصيته، رغم موقعه كمعبر بين الشرق والغرب فقد عمل هذا الإصرار على وحدة المجتمع طوال التاريخ المصري بصورة فريدة، وبذلك تيسر التجانس العنصري والثقافي وتأكد التعاون الاجتماعي وتوطدت النظم الاجتماعية على مستوى الدولة.
كانت معارف وعلوم مصر المعروفة، النبع الثري للحضارات الأخري كالإغريقية والرومانية، بشكل خاص، وكذلك كانت علوم وطقوس وعقائد الأسرار النبع الأثري والأعظم لهذه الحضارات والشعوب رغم أنها لم تكن مفهومة تماماً عندهم وظلت أسرارها إلى يومنا هذا تمنحها الهيبة والوقار والقوة الأخاذة والمفردة لكل باحث عن الأعماق وأسرارها.
ينفرد الملك وعائلته المالكة بطبقة اجتماعية إلهية لا يمكن أن تصنف وفق المعايير الاخرى للمجتمع المصري ولذلك فهي كيان اجتماعي قائم بذاته، وإذا كانت هذه الطبقة قد نزهت نفسها عن البشر بحجة أن الدم الإلهي يسري فيها فهي، أولاً وأخبر، مجموعة من البشر الذين لهم أهواؤهم وأطماعهم وشهواتهم المحبة للملك والسلطة.
فهم ليسوا بمنأى عن الدراسة الاجتماعية العلمية بل ربما يكونون نموذجاً صالحاً لرصد سريان الوهم الميتافيزيقي في البشر لدرجة التماهي مع العالم الإلهي والأخروي يمكننا من خلاله، كشف هذه النزعة الإلهية عند الإنسان والتي ألقت بطلالها العميقة جداً في الأديان الغنوصية والهرمسية والمسارية بشكل خاص ثم في الأديان التوحيدية، وهذا مبحث يطول الحديث فيه.
كان الملك بمثابة ابن الإله وعائلته بمثابة أبناء الإله.
ما هي طبقات المجتمع المصري القديم؟
كان المجتمع المصري يتكون، في البداية، من طبقتين (عليا وسفلى) ثم مع مجي ء الدولة الوسطى أخذ يتكون المجتمع المصري من ثلاث طبقات أساسية هي:
الطبقة العليا الحكم في مصر القديمة
وقوامها النبلاء والأشراف وحكام الأقاليم وكبار الموظفين والكهنة وكان هؤلاء يتمتعون بامتيازات السلطة والثروة، وكانت امتيازاتهم ورواتبهم تتضخم على حساب الطبقتين اللاحقتين وقد حصلت ثورات اجتماعية ضدهم، وربما كانوا السبب في إعادة انقسام البلاد وتشرذمها في الدولة الوسطى وفي أزمان الاضطرابات.
الطبقة الوسطى:
وقوامها من الموظفين والصناع المهرة والكتبة والأحرار والجنود، وكان توريث المهن سارياً في المجتمع المصري، ولكن هذا لم يمنع انتقال بعض أبناء الطبقة الوسطى إلى الطبقة العليا أو انحدارهم إلى الطبقة السفلى فيتحولون إلى خدم أو أرقاء.
ولعل فضل الطبقة الوسطى على الحضارة المصرية كان هو الأكبر فقد رفدت هذه الطبقة البلاد بالفنانين والصناع المهرة في كل المجالات كما في الطب في مصر القديمة والعمارة في مصر القديمة و النحت في مصر القديمة، وكان نتاج الحضارة المصرية الذي نعرفه بأيدي هؤلاء في أغلبه.
كانت هذه الطبقة بمثابة حلقة الاتصال بين الحاكمين والمحكومين، فهي أصلاً من المحكومين، ولكنها تحتك كثيراً بالحاكمين بسبب طبيعة عملها، فهي تحس بآلام المحكومين وما يلاقونه من شظف العيش وعنت الحياة، وترى بأعينها ما ينعم به الثراة من القوم من متع الحياة وزخرفها، وإنني لأميل كثيراً إلى أنها غالباً، كغيرها من أبناء الطبقة الوسطى.
لم تفسد عن انغماس في الشهوات، وهي في الوقت نفسه لم تزل عن فقر وإملاق، ومن ثم فإن الطبقة الوسطى، في كل الشعوب، إنما هي في الغالب، تحمل سمات المجتمع وما فيه من نقائص وعيوب، وكذا ما فيه من حسناتٍ وأفضال.
من هذه الطبقة ظهر حرفيو الكتابة والكتاب ومنها ظهر الموظفون ومنها الجنود وقد انخفض عدد الكتاب في عصر الدولة الحديثة بسبب انخراط الشباب في الخدمة العسكرية فحذرهم كبار الكتاب، وقد وردت جملة رائعة في وصية كاتب لولده وهو يعظه ويقول له (انظر ليست هناك طبقة غير محكومة أما الكاتب فقط فهو الذي يحكم نفسه).
الطبقة الدنيا:
وقوامها التجار والعمال والفلاحون وأصحاب الحرف الصغيرة كالنجار والحلاق والبستاني وصانع السهام وطواف البريد والدباغ والإسكافي وغيرهم. لم يكن التجار أثرياء كما نتصور بل كانوا طبقة عادية لأنهم أصحاب تجارة داخلية لا تتعدى حدودهم المعاملات الداخلية في المقايضة وهم يتعرضون للأخطار دائماً من أجل أرباح بسيطة. وكذلك كان عمال المناجم والمحاجر وبناة الأهرامات “مقابر عمال بناة الاهرامات” والمعابد والمقابر فكانوا ينقسمون إلى فرق والفرق تنقسم إلى زمر، وكانوا هم البناة الحقيقيين الآثار الفرعونية مصر.
وحين نجمع الفرعون مع المجتمع ونفصل أكثر في الطبقات الاجتماعية فيمكننا أن نستعين بهذا الهرم الاجتماعي الموضح في الشكل أدناه وهو يضم (الفرعون، الحكومة الرسمية المكونة من الوزير وكاهن آمون الأكبر والنبلاء، الجنود، الكتبة، التجار، أصحاب الحرف، المزارعون في الزراعة في مصر القديمة، العبيد).
وكان الفلاحون أصحاب شريان الحياة الاقتصادية فهم موفرو الطعام والغلة لكل الشعب؛ وكانوا هم الأكثر ثباتاً في مهنتهم بحكم تعلقهم بالأرض، وهم من يؤلف غالبية الشعب؛ المصري القديم وسنناقش وضعهم في الفصل الخاص بالمظهر الاقتصادي وبالزراعة حصراً.
بقية أفراد الطبقة الدنيا هم رعاة الأغنام والخنازير والصيادون والملاحون. وكانت هناك طبقة الرقيق التي كان أهلها هم من الشعوب الأجنبية التي خسرت الحروب مع مصر وجلبوا أسرى، وهم العبيد الذين يملكهم كبار القوم ويعملون كخدم أو كفلاحين وعمال في أرض أسيادهم.
عدد السكان
لم يكن عدد السكان واحداً طيلة التاريخ المصري الطويل، فقد كان عدد المصريين القدماء عرضة للزيادة والنقصان. حسب الظروف البيئية والصحية والسياسية.
و”يرى بتري أن السكان وصلوا إلى أقصى عدد لهم في عصر الدولة القديمة، وقدر عددهم في زمن الرعامسة بحوالي 10 – 12 مليون على أساس أن البلاد أمدت الجيش بحوالي 650 ألف جندي، وبعد اضمحلال نفوذ البطالمة تراوح العدد بين 7 – 7.5 مليون ويرى أيضاً أن نسبة المواليد في مصر القديمة كانت حوالي 60 بالألف.
وأن ربع هذا العدد من المواليد يموت قبل أن يبلغ سن الالتحاق المدارس، وهذا التقدير خاص للأسرة 19 (14 – 13 ق٠م) ويرى أنه من تقدير عدد التلاميذ ونسب المواليد والوفيات يتحتم أن يكون مجموع عدد السكان هو 14 مليوناً من الأنفس.
ولا يعني تقدم الزمن زيادة في عددهم رغم الظروف المستقرة نسبياً في مصر قياساً لغيرها من البلدان، فقد تناقص عدد السكان في العصر الهلنستي إلى نصف ما كان عليه في عصر الدولة الحديثة. ولا شك أن أعداد السكان – كما سبق ذكره – كانت عرضة للزيادة والنقصان الشديد كما أن بعض ما وصلنا من بيانات بها كثير من الشطط في التقدير.
وينكر هيرودوت أن مصر في الوقت الذي حكم فيه الملك أمازيس “الملك أحمس الثاني“، كان بها الكثير من المدن نتيجة ما جاد به النيل على البلاد من خير، فكان بها 1000 مدينة آهلة بالسكان. وإن كان المؤرخ اليوناني ديودور الصقلي, قدر جملة البلاد بما فيها المدن في الوقت نفسه بـ 18000، وارتفع الرقم زمن البطالمة إلى 30000، وعلى ذلك قدر عدد السكان بنحو 7 ملايين نسمة.
حكومة مصر القديمة والهرم السياسي الحكومي منصب الوزير والكهنة في الحضارة الفرعونية وكيف تحولت من نظام دولة المدينة إلى المملكة إلى الإمبراطورية وما هو دور حكام الأقاليم والدواوين الستة الكبيرة والموظفون الكبار في نظام حكومة حضارة مصر القديمة.
الحكومة في عهد الدولة القديمة
الوزير في حكومة مصر القديمة – الحكم في مصر القديمة
ظهر منصب الوزير منذ بداية الأسرات في العصر القديم، وهناك من يرى أن “وظيفة الوزير إنما ظهرت منذ عهد ايمحوتب وزير زوسر، وطبقاً لما جاء في نقش من وادي الحمامات، يرجع إلى الفترة فيما بين عامي 495 و491 ق.م فقد كان ايمحوتب يحمل لقب الوزير، هذا ويذهب فريق ثالث إلى أنها بدأت منذ أيام (سنفرو) مؤسس الأسرة الرابعة، وأن أول وزير له لقب مشهود به على الآثار بصفة قاطعة إنما هو (نفر ماعت) ابن الملك سنفرو.
وعلى أي حال، فلقد كان يعاون الملك مستشاران، واحد للصعيد، والاخر للدلتا، وربما كانت أعلى وظيفة في عصر التأسيس هي وظيفة (عامل الختم)، والتي تدل على الخاتم والخازن الأمين، وربما ظهرت لأول مرة في عهد الملك دن فقد حملها (حماكا)، وفي أخريات عهد الأسرة الثانية ظهر لقب (حامل أختام الإله) وأصبح اختصاصه أكبر من اختصاص اللقب الأول.
كان الملك لا يتدخل في التفاصيل الإدارية ويتركها للوزير وموظفيه؛ فقد كان الملك يرى أن مكانته أكبر من مكانة البشر المنشغلين بهذه الأمور، وكان أقرب الناس إليه من يسري في جسدهم الدم الملكي، رغم ازدياد أهمية الوزير وقادة الجيش وأمراء الأقاليم بعد الدولة الحديثة منذ الأسرة الثامنة عشرة بشكل خاص.
كان الوزير في عصر الفراعنة يُطلع الملك على شؤون الدولة صباح كل يوم وكان يسدي له التوجيهات والنصائح؛ وكانت السلطتان التشريعية والتنفيذية بيد الملك لكنه كان يعطي منها، بهذه التوجيهات والنصائح إلى الوزير.
وكانت ألقاب الوزير كثيرة منها: رئيس كبار موظفي الوجهين القبلي والبحري، كبيرة القضاة (كبير خمسة دار تحوتي) محافظ العاصمة، رئيس البلاط والديوان الملكي، ناظر جميع أشغال الملك، المشرف على ما تعطيه السماء وتخرجه الأرض ويقدمه النيل والمدير لكل ما في البلاد جميعها.
المشرف على دور المحفوظات ودور السلاح، رئيس الدواوين الستة الكبيرة. وكان الوزير، بشكل عام، يشرف على ثلاث مؤسسات كبرى هي (حكام الأقاليم، الموظفون والدواوين، القوات المسلحة).
يرى علماء علم المصريات أن انتزاع الحكم من أصحابه الشرعيين في الأسرة الرابعة قد تم بمساعدة من كهنة الإله بتاح الذين احتفظوا بوراثة منصب الوزارة بعد أن كانت تلك الوظيفة الهامة تعطى لولي العهد وبذلك يظل الملك محتفظاً بكل السلطات في مملكته. يدل على ذك وجود أكثر من وزير حمل الاسم نفسه، كما يدل أيضاً أن السلطة قد قسمت بين “رع” و”بتاح” حيث احتفظ الأول بسلطة الملك والثاني بمنصب الوزارة.
كان بتاح حتب الوزير والحكيم المشهور 2356 — 2388 ق.م من أشهر الوزراء؛ فهو كاهن ماعت ومؤلف التعليمات الأخلاقية، والذي يخبرنا أنه كان الوزير للملك، وتظهر صورته رفعة مكانته من خلال الطوق الذهبي للنبلاء وثوب الوزير الطويل والصولجان وتسريحه الشعر واللحية.
الكهنة في حكومة مصر القديمة:
كان الكهنة يشكلون صمام الأمان الديني بالنسبة للملك، فهم، وإن كانوا تحت إمرته، يمنحون القوة الروحية له ويبررون رفعته وألوهيته ويحافظون على مكانته رسمياً وشعبياً، فضلاً عن كونهم من يمسك بشؤون العبادة والحفاظ على طقوسها داخل وخارج المعبد.
وقد “بقي للملك من سلطانه المزدوج الديني والتشريعي ثانيهما وحسب، وانتدب للمهمة الأولى كهاناً يقومون بأعبائها. وبذلك تميز نشاطهم المباشر بتخصصهم في رعاية العبادة، عبادة الآلهة وكل ما يتصل بهذه العبادة من مظاهر خارج المعبد، فأما دورهم في الناحية الاجتماعية والروحية فقد كان محصوراً في أضيق الحدود.
ولا ينبغي أن ننسى الدقة في مفهوم مصطلح الكاهن؛ فالكهان لم يكونوا طائفة منعزلة تعيش على هامش المجتمع، ولا تخشاه إلا لاستمالة الجماهير ودفعها نحو حياة خلقية أرفع مستوى وأقوى نشاطاً من حياتها العادية.
كلا! بل كان أولئك الكهنة المصريون يقومون بدور دقيق جداً. فهم نواب الملك صاحب الحق الوحيد في القيام بالخدمة الدينية، وكان قوامها العمل على رعاية الوجود الإلهي على الأرض ممثلة في صورة متكاملة داخل قدسه في المعبد.
حكام الأقاليم الحكم في مصر القديمة
انقسمت مصر إلى أقاليم سميت بالمصرية (سبت، سبات) حسب جغرافيا مصر القديمة وسميت أيام الإغريق بـ (نوم). وقد نشأت فكرة الأقاليم قديماً عندما حفر المصريون الأحواض لاستيعاب مياه فيضان النيل في الزراعة، وتحولت الأحواض إلى دلالات على الأقاليم وكان عددها في البداية 22 في الصعيد و16 في الدلتا، ثم أصبحت 22 في الصعيد و20 في الدلتا.
تطورت فكرة الإقليم وأصبحت له عاصمة وحاكم وجهاز إداري ومعبد وإله خاص بالإقليم، كان حاكم الإقليم مسؤولا عن النشاط الزراعي أولاً، ولذلك أصبح لقب حاكم الإقليم هو (عدج مر) الذي يعني (المشرف على حفر القنوات)، ومن واجباته الأخرى القيام بالإحصاء العام للسكان كل عامين.
وللحاكم ألقاب أخرى مثل (زاب: القاضي، سشم تا: مدير الأرض، حتاحت: حاكم القصر، ايمرا حت عا: مدير القصر الملكي، حتاتيسوت: نائب الملك، رخ نيسون: المعروف لدى الملك، أمر ابوت: مدير الإرساليات الملكية، كاهن ماعت، كاهن حقت).
ويترأس حاكم الإقليم المجلس الاستشاري (ورمج شمعو) الذي يتكون من عشرة مدراء مثل المفتش والمشرف على البيوت وغيرهم.
وكان مسؤولا عن الأمن وعن التجنيد أثناء الحروب وإشاعة أوامر الملك، وكان أقصى ما يحلم به الحاكم هو أن يصبح مديراً في العاصمة الملكية في محكمة الستة أو موظفا كبيرا وربما وزيراً.
كانت حكومة الملك ونظام الإدارة فيها يتميزان بالبيروقراطية الشديدة؛ فهناك العدد الكبير من الكتبة ورؤسائهم ورتب الموظفين الآخرين، وكان من بين كبارهم حاكم الإقليم، فقد كانت البلاد مقسمة إلى ولايات، كما أن إدارة البلاد ظلت متميزة من ناحية تقسيمها إلى القسمين الكبيرين، الوجه القبلي والبحري.
بحيث أن وزيراً خاصاً كان يعين لكل منهما في بعض الأحايين. وكان حاكم الإقليم قائد الجيش الخاص بها. وهناك وظيفة تالية كبيرة هي (بيت الخزينة)، أي إدارة المالية، وعلى رأسها أمين خزينة الإله.
الدواوين الستة الكبيرة والموظفون الكبار الحكم في مصر القديمة
كانت عاصمة مصر التي يحكم من خلالها الملك البلاد كلها تضم مجموعة من الموظفين الكبار الذين كانوا يأتمرون بإمرة الوزير ولهم مجموعة من الدواوين والإدارات والمصالح الحكومية الستة الكبيرة وهي:
الإدارة الملكية المركزية (بيت الملك: بر – نو)، وهي مختلفة عن مؤسسة القصر الملكي (بر – عا) التي هو جزء من الهرم الملكي الصغير، وكانت هذه الإدارة المركزية المقر الرئيس للحكومة وتضم لها:
-
- إدارة الوثائق الحكومية
- إدارة السجلات أو الأختام
- إدارة النسخ والمحفوظات
- إدارة الضرائب
ولكل من هذه الإدارات فروع في الأقاليم.
ديوان الحقول: الذي كان يهتم بالأراضي الزراعية الممتدة حول نهر النيل وفي الواحات البحرية وقرب المقابر والأهرامات.
ديوان الخزانة: ويسمى بيت المال الأبيض (برجح) ويكون عادة تحت إشراف الوزير مباشرة (مدير البيت الأبيض المزدوج)، وله فروع في الأقاليم وتنقسم إلى:
بيت الذهب
ببيت المؤونة
ديوان الأشغال والمباني: ويختص ببناء المنشآت المختلفة كالمعابد والمقابر الملكية، وكانت ربة العمران هي (سشات) التي كانت أيضاً إلهة الكثاب والمحاسبين، وقيل عنها إنها (أول من خط وحسب) وكان العمران يستوجب جمع الوظيفتين معاً.
دار العدالة (دار تحوتي): وكان فيها خمسة قضاة كبار يرأسهم الوزير الذي -يلقب بـ (كبير خمسة تحوت).
اسرار:
كانت الطبقة الحاكمة في مصر تسيطر على الحياة الاجتماعية والسياسية كلما تقدم الزمن وضعفت سلطة الملك نسبياً و”كانت تلك الحضارة أرستقراطية الطابع مظهراً ومخبراً.
ففي البداية كان الملك الإله هو الذي يتحكم بكل شيء. وعندما بدأ يشاركه في الألوهية أولاده وأحفاده الذين بدأوا يشاركونه أيضاً في ممارسة سلطات الحكم، عندئذ بدأ الضعف يتسرب إن مركزية الدولة، وازداد بالتالي نفوذ وثروات هذه الطبقة المتميزة التي كانت تتباهى دائماً بقرب أعضائها من الملك، كما تتباهى بمشاركتها للملك في خلوده الأبدي في الحياة الآخرة.
وحول هذه الطبقة الأرستقراطية دارت كل الأنشطة الاقتصادية والأنشطة الغنية، بل من أجل هذه الطبقة وجدت هذه الأنشطة في الأصل لتخدمها، فهم الذين كانوا يمتلكون تلك المقابر والمصاطب الفخمة المزدانة بالعديد من أعمال النحت والتصوير، والتي توقف من أجلها الأوقاف من أراضي زراعية وممتلكات أخرى.
من نظام دولة المدينة إلى المملكة إلى الإمبراطورية:
لم يكن لهذا النظام حظ كبير في مصر، فقد نشأت المدن القديمة في مصر منذ عصر الكالكوليت وهو عصر ما قبل الأسرات، ولكنها سرعان ما اندمجت في نظام ملكي شمالي هو المملكة الشمالية في الدلتا وعاصمتها بوتو، والمملكة الجنوبية في الصعيد وعاصمتها نخن. وكان مفهوم الإقليم هو الغالب على مفهوم دولة المدينة.
وحتى نظام الدولتين أو المملكتين لم يستمر طويلة؛ فقد جرت محاولتان لتوحيدهما نجحت الثانية على يد (مينا) وأصبحت مصر مملكة واحدة مع بداية العصور التاريخية القديمة في حدود 3100 ق.م.
لكن هذه المملكة ترنحت وتفككت، لزمن مؤقت، منذ الأسرة السابعة إلى الأسرة الثانية عشرة وهو عصر الانتقال الأول، وتلاه عصر الاضمحلال الثاني وعصر الاضمحلال الثالث كانت تنزلق فيه المملكة إلى نظام دول المدينة، لكن الوحدة السياسية لمصر كانت سرعان ما تعود.
النظام الإمبراطوري نشأ في أعقاب مطاردة الهكسوس ونشوء ذراع شرقية لمصر في بلاد الشام وذراع جنوبية في بلاد النوبة والحبشة والصومال، ويمكننا القول إن مصر كانت مضطرة لإنشاء الإمبراطورية وليست مختارة لها أو قاصدة التوسع؛ ففي الشام كانت مصالحها السياسية والعسكرية تقضي بوضع الميدانيين والحيثيين في حدود بعيدة عن مصر.
أي في شمال الشام، وفي بلاد النوبة وجنوبها كانت مصالحها الاقتصادية تقضي بوضع حاميات عسكرية وتجارية لاستقرار تمويل مصر بالبضائع الضرورية من هناك وردع التسلل إليها، أما غرباً فلم تتوغل مصر في ليبيا كثيراً فقد اكتفت بردع الغزوات الليبية الطائشة بين حين واخر.
ربما كانت مصر أفضل دولة في العالم القديم في ثبات نظامها السياسي والإداري قياساً إلى ما حصل مع دول العالم القديم الأخرى آخذين بالاعتبار طول زمنها الحضاري الذي يمتد لحوالي 3000 سنة.
مصادر الحكم في مصر القديمة: كتاب الحضارة المصرية خزعل الماجدي
شركة رحلات الغردقة توفر لك أحسن عروض أسعار للرحلات البحرية والسفاري وجولات الأقصر لمشاهدة رسومات الحكم في مصر القديمة على جدران المعابد والقاهرة للعروسين شهل العسل والعائلات والمسافرون العرب عند قدومك للغردقة، الجونة، سهل الحشيش، مكادي بي، سوما بي بخدمات مميزة من أفضل منظم الجولات السياحية في الغردقة مصر.