النحت في مصر القديمة
النحت في مصر القديمة | حقائق وتاريخ تطور فن النحت المجسم والبارز الفرعوني

النحت في مصر القديمة | الحقائق التاريخية عن فنون الزخرفة وفن الرسم في حضارة مصر القديمة واهم المهندسين المعمارين والنحاتين في في تاريخ الفن المصري القديم والمزيد.

حقائق وتاريخ تطور فن النحت المجسم والبارز الفرعوني, اكتشف اسرار بناء تمثال ابي الهول وجميع منحوتات المصريين القدماء الفراعنة والمزيد عن ثقافة تاريخ الحضارة الفرعونية.

النحت في مصر القديمة بالمملكة العتيقة:

النحت في مصر القديمة المجسم العتيق:

تمثال جالس خاص بالملك خع سخموي من الأسرة المصرية الثانية  وهو من أقدم الآثار الفرعونية. ويظهر الملك مرتدياً تاج الوجه القبلي جالساً على عرشه ويده اليسرى مضمومة على صدره بينما تستقر يده اليمنى على ركبته، وتزين القاعدة نقوش تصور الأعداء المهزومين من أهالي الوجه البحري. ويوحي وجه الملك بالهيبة وجلال الملك.

وهناك تماثيل من عصر الأسرة المصرية الأولى، منها تمثال لرجل يرتدي رداءً مع إخفاء الأعضاء الذكرية الذي سيصبح شائعاً في العصور القادمة، وتمثال من اللازورد لامرأة بيدين مضمومتين. ومن الأسرة الثانية هناك تمثال واضح المعالم لسيدة تضع يدها اليسرى عند ثديها الأيمن.

النحت البارز العتيق:

أهم نموذج مبكر له هو صلاية الملك نعرمر، وهي منقوشة على وجهين، الوجه الأول يعلوه رأسان للإلهة حتحورالالهة المصرية القديمة” على شكل رأس بقرة بينهما اسم الملك باللغة المصرية القديمة بحروف الهيروغليفية. والصلاية مقسمة إلى سطور.

في السطر الأول رسم الملك يرتدي تاج الوجه القبلي الأبيض ويمسك بيسراه برأس أسير راكع وبيمناه الهرواة التي يوشك أن يهوي بها على رأس عدوه.

ويقف بمواجهة الملك الصقر حور أو حورس على نبات البردي ممسكاً بحبل يمر من أنف رأس آدمي يخرج من نفس الأرض التي ينمو فيها النبات وخلف الملك يظهر تابع الملك، أما السطر الأخير الأسفل فيظهر فيه رجلان عاريان يحاولان الهروب ومن خلفهما شكل حصن.

الوجه الثاني من الصلاية:

يتكون من أربعة سطور، الأول يشبه مقابلة في الوجه الأول والثاني صورة الملك وهو يرتدي تاج الوجه البحري الأحمر يتبعه حامل صندله في موكب نصر وأمامه حملة الألوية وهو ينظر جثث الأعداء المفصولة رؤوسهم.

أما السطر الثالث فمكون من رجلين يمسكان بحيوانين خرافيين لهما رقبتان طويلتان متعانقتان. وفي السطر الرابع الأسفل هناك ثور يمثل الملك يطرح شخصاً على الأرض ويقتحم بقرنيه أحد أسوار القلعة.

المثال الآخر للنحت البارز هو لوحة حجرية في مقبرة الملك دن (الملك الثعبان) بها نقش يصور الإله حورس واقفاً على بناء يمثل واجهة القصر الملكي.

ورمز لاسم الملك بصورة ثعبان يقف فوق سور القصر وذلك كناية عن حماية الإله الصقر.

وهناك طبق مستدير مصنوع من حجر الطلق (الصابوني الأسود) وعليه نحت بارز يمثل كلبين يهاجمان غزالين؛ والغزالان وأحد الكلبين مصنوعين من الألبستر (المرمر) الوردي وملصوقين على سطح الطبق وقد عثر عليه في مقبرة حماكا بسقارة.

وهناك النحت البارز للصقر الذي يمثل حورس والملك الثعبان من الأسرة الأولى وهو نحت حجري. فضلاً عن طبعات الأختام الأسطوانية التي انتشرت في هذا العصر وكانت تعبر عن دقة متناهية في النقش.

النحت في مصر القديمة المجسم القديم:

كان النحت يتجسد فنياً أكثر في أنواع الحجر والديوريت والبازلت ويتفجر بالحس الرفيع والملامح المعبرة.

ومن تماثيل الفراعنة لمجموعة تماثيل الملك منقرع من الأسرة المصرية الرابعة بعصر المملكة القديمة في مصر الفرعونية مع زوجته الملكة خع مرر نبتي الثانية اشهر ملكات مصر الفرعونية، ولقد مثل الملك واقفاً وذراعاه مبسوطتان على الفخذين، ويداه مقفلتان والإبهام ظاهر، وتقف زوجته جانباً مطوقة إياه بإحدى ذراعيها ويمثل هذا التمثال الكمال في التعبير عن جمال الرجولة والأنوثة مع الاحتفاط بجلال الشخصية، كما عبر عنه أحد نوابغ مثالي الدولة القديمة.

ولا شك أن الميزة المهمة. لهذا التمثال هي قدرة الفنان على إظهار شفافية وجمال ملابس الملكة وبساطة خطوط النحت واستقامتها.

النحت في مصر القديمة البارز القديم:

تطور النحت البارز على السطوح الصلبة والهشة بشكل واضح، فكانت تنقش على جدران المقابر المصرية الداخلية حياة صاحب القبر اليومية، وذلك لاعتقاده أنه من الجائز أن تنقلب إلى صور حقيقية يتمتع بها في حياته الأخرى، وكانت هذه المناظر إما أن تكون منقوشة على الحجر، وإما أن ترسم على أرضية من الطين المغطى بالجص ثم الخشب على المناظر الملونة.

والنقوش على نوعين:

بارز وهو ما ينحت فيه ما حول أجزاء الموضوع بحيث تبرز الأشكال فوق مستوى الجدار، وغائر ويكتفى فيه بحفر الخطوط المحددة للأشكال كما تنحت تفاصيلها. وهذه الخطوط تكون أعمق من سطح الجدار.

تتميز النقوش الموجودة على جدران المقابر الملكية بالمواضيع الدينية كمان كان منتشر في ديانة قدماء المصريين، وتقدم مقبرة الملك زوسر اشهر ملوك الفراعنة من الأسرة المصرية الثالثة نموذجاً لذلك حيث يشاهد الملك ممشوق القوام مرتدياً تاج الوجه القبلي ويقوم ببعض الطقوس الدينية، وبالرغم من أن هذه النقوش ذات بروز بسيط عن الخلفية إلا أن خطوطها الدقيقة تدل على دراسة واضحة لجسم الملك الذي ظهرت تفاصيله بوضوح.

ومن أهم المقابر ذات النقوش الجميلة مقبرة تي ومقبرة بتاح حتب من عهد الأسرة المصرية الخامسة في سقارة، إذ تمتاز نقوشها بتنوع الموضوعات وحيوية المناظر وجمال الخطوط وتعتبر هذه المقبرة أحسن مثال لذلك حيث تروي نقوشها صوراً من حياته. فيظهر في إحداها واقفاً في قاربه في وضع ثابت لا حركة فيه.

يراقب رجاله المستقلين قارباً آخر يصطادون فرس البحر، ويدل تصميم المنظر على مهارة ومقدرة فنية كبيرة، حيث استخدم الفنان نبات البردي النامي في الماء كخلفية للصورة وسجل عليها أشكال الطيور المختلفة التي تقف على زهرات النبات. ويلاحظ اهتمام الفنان بتسجيل الأحداث وقت وقوعها؛ فنشاهد حيوانين يهاجمان أعشاش الطيور، كما يظهر الطابع الزخرفي في المياه الشفافة التي تظهر فيها الأسماك وفرس البحر بخطوط متعرجة.

النحت في مصر القديمة | حقائق وتاريخ تطور فن النحت المجسم والبارز الفرعوني

النحت في مصر القديمة بالمملكة الوسيطة:

النحت الوسيط:

ضعف النحت في هذا الحضر ولم يكن منتشراً ومن نماذجه:

  1. تمثال الملك منتوحتب الأول من الأسرة الحادية عشر بعصر المملكة الوسطى في مصر القديمة وهو يرتدي تاج الشمال.
  2. رأس تمثال الملك سنوسرت الثالث من الاسرة الذي تبدو ملامحه البشرية نات طبيعة قلقة وخائفة وحزينة ولا توحي بالهيبة كما كانت تماثيل الملوك السابقين في المملكة القديمة.

التماثيل الخشبية

تمثال الفتاة التي تحمل سلة فوق رأسها ويعتبر هذا التمثال خروجاً على التماثيل الرسمية، وظهوراً للطابع الشعبي بدلاً من الطابع الملكي.

التماثيل الفخارية الملون

مثل تمثال حيوان فرس البحر.

النحت في مصر القديمة بالمملكة الحديثة:

النحت المجسم الحديث:

ظهرت التماثيل ذات الحجم الطبيعي (حجم الإنسان) والتماثيل الضخمة، ومرت صناعة التماثيل هذه بعدة مراحل هي:

المرحلة المنفتحة:

حيث انفتح الفن المصري على فنون بلاد الشام والأناضول، ونتج عن ذلك اهتمام النحت بالإضافة إلى الوجوه بالأعضاء الأخرى كالأيدي والأرجل وظهور التعبير على الوجه، وليونة في الخطوط العامة مثل تمثال الملك تحتمس الثالث من الاسرة المصرية الثامنة عشر بعصر المملكة الحديثة في مصر القديمة المصنوع من حجر الشست الذي عثر عليه في الكرنك ويعتبر هذا التمثال قطعة فنية عظيمة وذلك لمقدرة الفنان في التعبير عن شبه ابتسامة هادئة تظهر على الوجه. ومع أن الفنان عبر عن شباب الملك في صورة جميلة بخطوط قوية إلا أن وجه الملك ينقصه طابع الهيبة والعظمة الذي عرف في تماثيل الدولة القديمة.

المرحلة الواقعية النحت في مصر القديمة

فن تل العمارنة، حيث خرج النحات عن التقاليد القديمة المتبعة في نحت تماثيل الملوك وفضل تمثيلهم على سجيتهم وطبيعتهم، وأحسن مثال على ذلك مجموعة تماثيل الملك أخناتون وزوجته الملكة نفرتيتي، وهذه أول مرة تظهر تماثيل غير جميلة تميزت بإطالة الوجه وكبر الرأس بالنسبة للعنق النحيل.

كما تظهر الحرية الكاملة في التعبير عن الحقيقة في امتلاء البطن، وهذا التغيير يعد حدثاً جديداً في التماثيل الملكية على نقيض ما كان متبعاً في تماثيل الدولة القديمة التي اتسمت بالقوة والهيبة بجانب التعبير عن الكمال الجسماني، والظاهر أن الملك كان يشجع الفنانين على هذا التطور حيث سجل في أحد النقوش أنه كان يزور مرسم النحات.

والنموذج الآخر لرأس زوجة أخناتون (الملكة نفرتيتي) وهو رأس من الحجر دون تاج وبدقة الملامح وليونة في الخطوط، ورأسها ذو التاج الذي يمتاز بالحيوية والجمال الأنثوي.

النحت في مصر القديمة المرحلة المحافظة:

العودة إلى التقاليد السابقة بعد القضاء على ثورة أخناتون الدينية والرجوع إلى عبادة آمون في طيبة، وظهرت أيضاً الوجوه الجميلة والمعبرة ويتجلى ذلك في آثار الملك توت عنخ آمون الذي عبر فيها الفنان عن شباب الملك الذي توفي صغيراً وتم اكتشافها من خلال مقبرة توت عنخ امون في مقابر وادي الملوك بالاقصر ويتضح ذلك من تمثال الملك الحبشي الموجود بالمتحف المصري في ميدان التحرير.

وكذلك يتم تأثير مدرسة العمارنة كما في تعابير وجه الملك رمسيس الثاني وتدل صناعة هذا التمثال على يد فنان بارع أكسب الحجر الصلد طبيعة فائقة كما يمتاز هذا التمثال بجمال في النسب والخطوط.

التماثيل الضخمة:

ظهرت في مواقع المعابد المصرية، وكان الغرض منها أن تتسق أو تتناسق مع العمارة الضخمة التي ترتبط بها ليتناسب حجمها مع حجم المعابد الجنائزية المشيدة في هذه الفترة، ومثال ذلك تمثالا ممنون الموجودان في سهل طيبة (وقد أطلق الإغريق اسم ممنون على التمثالين.

وظن الرومان أنه يمثل ممنون ابن إيزيس إلهة القمر) ويقال إن أحدهما كانت تنبعث منه أصوات غريبة كل صباح وربما يمثل هذان التمثالان الملك أمنحتب الثالث وقد نحتا لوضعهما أمام مدخل المعبد الجنائزي لأمنحتب الثالث (الذي اندثر الآن) ويبلغ ارتفاع كل منهما حوالي (20م).

ويبلغ مقاس تماثيل معبد أبو سمبل باسوان من الكتف حتى المرفق 15.5 قدم، أي مقاس تمثالي ممنون نفسه تماماً، وإن كان طول الكتفين لهذه التماثيل يبلغ 25 قدماً بزيادة 5 أقدام عن تمثالي ممنون، أما مقاس الأذن فيبلغ 3.5 قدم. وهو نفس مقاس أذن تمثال رمسيس الضخم المحطم في معبد الرامسيوم. وقد انقسمت الآراء فيما يختص بالقيمة الغنية لهذه التماثيل.

فقد كان النقد القديم بطبيعة الحال واقعاً تحت التأثير العام بنوعية العمل الفني، إلى حد يستبعد نقد التفاصيل. وأن التقديرات التي قيمت بها نوعية التماثيل أكبر مما هو اليوم. إن بعض النقاد لم يترددوا في الحديث عن فظاعة وشناعة تماثيل أبو سمبل على أن هذا يعني الحكم على التماثيل الضخمة بقسوة بالغة وتجاهل، ناسين حقيقتين عن تكوينهما.

النحت في مصر القديمة البارز الحديث:

تزين جدران معابد الدولة الحديثة عادة نقوش بارزة تصور مواضيع مختلفة أهمها المعارك والانتصارات الحربية، كما في نقوش معبد تحتمس الثالث الموجودة على جدران معبده في معبد الكرنك؛ حيث نراه يمسك برؤوس أعدائه الآسيويين بيد بينما يهوي بـ (مقمعة) يحملها في اليد الأخرى على رؤوسهم.

ومن النقوش ما يظهر أفراد عائلة الملك أخناتون في جلسات طبيعية، صورت ابنة الملك (أخناتون) وهي الملكة عنخ إسن آمون جالسة على الأرض تأكل بطة ببساطة قد لا تتفق مع الوقار التقليدي الملكي. وهنا نلاحظ صراحة الفنان وحريته في الخطوط المعبرة عن ثنايا جسد الفتاة.

ومن النقوش البارزة، صور المعارك الحربية التي كان يخوضها الجيش في مصر القديمة مثل معركة قادش التي خاضها الملك رمسيس الثاني التي نقشت على قاعة في جدارية في الأقصر على شكل سطور مقطوعة بمشاهد الملك وعربته ومناظر الجنود والأسرى.

وهناك من النقوش الحائطية للنحت البارز ما نقش على جدران معبد حتشبسوت فيالدير البحري

حيث يظهر صف من الجنود الذين يحملون الدروع والرماح. وكذلك ما نقش على جدران معبد ابيدوس ومعبد سيتي الأول في أبيدوس التي تشير إلى وجود القارب الإلهي ومجموعة من الآلهة.

النحت في مصر القديمة بالعصر المتأخر:

النحت المجسم المتأخر:

لم يعثر على تماثيل كثيرة من العصر الصاوي، ومن الأمثلة القليلة تمثال من البازلت يلاحظ أن أسلوب النحت الصاوي طغت عليه طريقة تقليد فنون الدولة القديمة، ولكن فنان ذلك العهد لم يصل إلى دقة تلك المرحلة وأكثر من استعمال حجر البازلت مما ساعد على إظهار الكتل والسطوح في التماثيل المصقولة.

ويظهر الاهتمام بتسجيل ملامح الوجه بدقة في تمثال أحد الكهنة من البازلت، استوحى الفنان تصميمه من الكتلة الحجرية المكعبة وقد كان ذلك شائعاً في التماثيل الجالسة في عهد الدولة القديمة.

أما النحت البارز، فلم يكن له طابع مميز بل كان تقليداً لنقوش الدولة القديمة.

الفن في مصر القديمة | حقائق فن الرسم والنقوش والرسومات وما هي سمات النحت في مصر القديمة وخصائص الفنان المصري القديم بالحضارة الفرعونية وما هي العوامل التي أثرت وكيف تتطور والمزيد من اسرار الفراعنة.

حقائق وتاريخ شخصية وسمات الفنان المصري القديم في عصر الفراعنة وما هي قواعد فن الرسم بــ الحضارة الفرعونية واهم المهندسين المعمارين والنحاتين عبر تاريخ الفرعوني والمزيد.

الفن المصري القديم لا يختلف عن بقية الفنون القديمة في دافع ظهورها الأول، حيث تثبت كل الدلائل الآثارية أنه كان يمارس بدوافع عملية تطبيقية أولاً وليس بدوافع جمالية أو فنية، ويقيناً أننا لا نعرف الزمن الدقيق الذي ظهرت فيه نزعة الميل الجمالي عند الفنان المصري القديم وممارسته للفن باعتباره ضرباً من المتعة الجمالية.

فكل ما لدينا من آثار يشير إلى أن الفن كان في بدايته إما حرفة دينية يتطلبها المعبد أو القصر أو أنها حرفة منزلية يقوم بها من يمارسها من أجل أغراض تطبيقية نفعية، وفي كلا الحالين كان الاهتمام الجمالي تابعاً للحرفة بشكليها هذين.

الفن في مصر القديمة

كان كاهن آمون الأكبر والملوك معاً يطلبون إلى الفنان أن يمثلهم بصورة فيها وقار، وجلال، ورفعة، ويشجعون الفنان أن يظل سكونياً محافظاً في نظرته إلى الأمور، ويرغمونه على خدمة أغراضهم المحافظة. وهكذا كانوا معاً يفعلون كل ما في طاقتهم من أجل منع التجديد في الفن: والحيلولة دون قيام أي نوع من الإصلاح؛ إذ كانوا يخشون حدوث أي تغيير في النظام القائم، ويعلنون أن لقواعد الفن التقليدية من القداسة والعصمة ما للمعتقدات الدينية وأنواع العبادة التقليدية.

ولقد سمح الكهنة للملوك بأن يعدوا آلهة، كيما يجتذبوهم إلى نطاق سلطتهم الخاصة، ومن جهة أخرى، سمح الملوك ببناء المعابد للآلهة والكهنة لكي يزيدوا من شهرتهم الخاصة. فكلا الطرفين كان يود أن يفيد من نفوذ الآخر، وكلاهما كان يريد أن ينتفع من الفنان في (الصراع من أجل المحافظة على السلطة الملكية والكهنوتية.

شخصية الفنان المصري:

كان من المستحيل في ظل هذه الظروف نشوء الدافع الجمالي للفن كما ننعم به نحن حالياً وهو جزء من مكتسبات حرية الفرد والجماعة المعاصرة، وكانت ورش الفنون أشبه بالورش الحرفية تذوب فيها كيانات المبدعين لصالح تحقيق أغراض نفعية لآخرين “في مثل هذه الظروف كان قيام فن مستقل.

يخلق بدوافع جمالية خالصة، ولأغراض جمالية خالصة، أمراً لا يقل استحالة عنه في حضارة نقادة الثالثة وعصر ما قبل الأسرات. فلم تكن الأعمال الفنية، كالآثار المنحوتة أو صور الحائط، قد خلقت لذاتها، ولما فيها من جمال. ولم يكن الفنان يكلف النحت في مصر القديمة لكي توضع تماثيله في مقدمة المعابد وفي السوق، كما هي الحال في العصر الكلاسيكي القديم أو في عصر النهضة، بل كان معظمها ينصب في الأغوار المظلمة للمعبد، وفي أعماق القبور.

خلق الفنان المصري شخصيته الغنية بأعجوبة شخصية لا تشبه ما ظهر من فنون العالم القديم الشرقي بشكل خاص، ولا تشبه الفن الإغريقي الذي اتخذ من النسب النموذجية طريقة له، فالفن المصري أعطى للنسب أهميتها ولكنه حلق بها إلى المستوى الرمزي والسحري الأخاذ وصارت فنونه تشير إلى غموض نادر وعجيب، وربما كان الدين المصري وراء كل هذا ولا نستبعد السحر الذي يرسب في أعماقه ويحركه.

 قواعد فن الرسم المصري:

أما عن قواعد فن الرسم المصري، فهي تستوقف النظر لأول وهلة؛ وقائمة على الرغبة في تصوير الكائن في أبهى صوره: صورة جانبية للرأس، ولكنها أمامية بالنسبة للعين، والكتفان من الأمام وصورة جانبية للجسد. وقد أجاد الفنان في التعبير عن الحركة، ويزيل الكتف الذي لا يمكن مشاهدته، كما تشهد على ذلك بعض صور الجبانة الطيبية أو جرار من المقبرة الصاوية، ولكنه يتجنب بقدر الإمكان أن يخفي تصويره أي شيء من الواقع.

إنه يرفض الوهم. ومن المؤكد أن أفلاطون كان يشير إلى الفنان المصري وقواعده عندما وجه النقد لفن عصره القائم على المظهر الخارجي. إنه عملية خلق، بكل معنى الكلمة. فينبغي أن “يأتي تمثال إلى الدنيا” حتى يصبح حقاً الركيزة المادية التي يلتقي فيها الـ “كا” والـ “با”. إن الأسرار التي يتباهى الفنانون بأنهم على علم بها، ليست أسرار تقنية فحسب، بل دينية أيضاً.

إنهم على دراية بالخطوات التي ينبغي اتباعها في “بيت الذهب” لتحويل الحجر المنحوت إلى “صور حية”. ومن ثم يمكن دفن هذه التماثيل: فقد عثر على تمثال الملك منتوحتب الثاني في باب الحصان مسجى في كفن من الكتان. وهكذا فإن فناناً من الدولة الوسطى قد دون النص التالي على لوحة حجرية يحتفظ بها متحف اللوفر: إني أعرف سر الكلمات الإلهية، وقواعد الحركات الطقسية. لقد ألممت بكل سحر دون أن يغيب عني شيء. فإنني فنان ضليع في فنه، وإنسان متميز برجاحة علمه.

إن تلازم الإيحاء الرمزي مع الرغبة الداخلية للفنان في الرسم، تنتج دائماً خليطاً من الفن العميق والجميل معاً، ولذ يمكن إغفال الجانب القدسي الروحي فيها فهو مَعينها الخفي “تعتبر الفنون المصرية القديمة فنوناً رمزية تعبيرية، ولها دلالاتها الغنية وتميل في مجملها إلى الرمزية التعبيرية لواقع الفكر والتفكير الفرعوني حتى في مطلع تاريخهم الموغل في القدم.

عبر الفنانون المصريون عن الأصالة والمعاصرة في أزمانهم السحيقة مما أضفى على تراثهم الغني سمة حضارية أذهلت علماء العصريات. فمثلً الأعمدة في أبهاء المعابد كانت تتسم بالتعبيرية الرمزية. فكانت على هيئة نبات البردي أو زهرة اللوتس إشارة إلى البرك والمستنقعات. التي تنمو بها.

وكانت هذه الأعمدة النباتية الشكل توحي للملك الإله بجو خاص عندما كان يسبح بزورقه في موكبه المهيب من مقصورة المعبد الداخلية لفنائه. فنجد الفنانين القدماء قد أظهروا بجلاء الفنون الدينية فصوروها من خلال مفهومهم عن العالم الأخروي بعد الموت.

وبالرغم من اختفاء شخصية الفنان خلف هذه الدوافع السياسية (البلاط) والدينية (المعبد) والعملية (المنزل) فقد ظهرت هناك بعض الأسماء في تاريخ الفن المصري القديم منها:

الفن في مصر القديمة واهم المهندسين المعمارين والنحاتين في في تاريخ الفن المصري القديم:

النحات انيني  (أنينا):

المهندس إنيني المعماري الملكي أنينا ورئيس المهندسين والمعماري الكبير في عصر الاسرة المصرية الثامنة عشر، والمسؤول عن مشاريع البناء مع الفراعنة الملك أمنحتب الأول والملك تحتمس الأول والملك تحتمس الثاني والملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث. وكانت لديه العديد من الألقاب، بما في ذلك مراقب السايلو، مراقب مباني الملك، المشرف على العمال في سندات الخزانة وربما أيضاً أشرف على بناء القبر ومشرحة معبد أمنحتب الأول، وكان مسؤولاً عن توسيع معبد الكرنك.

كلفه تحتمس الأول بالعديد من مشاريع البناء خلال فترة حكمه، بما في ذلك مقبرة الملك امنحتب الأول أول مقبرة منحوتة في وادي الملوك، وملاعب عديدة وتماثيل، والانتهاء من توسيع الخزانة الذي بدأه أمنحتب الأول، وقاعة الأعمدة الكبرى التي شيدت من خشب الأرز في الكرنك لإحياء ذكرى انتصار تحتمس الأول على الهكسوس بعد وفاة تحتمس الأول.

وقد احتفظ إنيني بمكانته في عهد حتشبسوت، رغم ظهور مهندس معماري جديد فنان هو الوزير سننموت،، وهو المقرب من الملكة حتشبسوت، لكنه أنجز أعمالاً مهمة؛ أبرزها بناء معبدها الجنائزي في الدير البحري. وواصل الإشراف على العديد من الهياكل بتكليف من حتشبسوت، وكان قبره واحداً من الهياكل القليلة التي لم يحفر اسم حتشبسوت فقط عليها بل ذكر اسمه، ربما احتراماً له وتكريماً لما فعله من هذه الأعمال الغنية العظيمة.

المهندس سينموت:

كان سينموت من أسرة متواضعة، وبعد حكم حتشبسوت أصح أحد المهندسين المعماريين في البلاط الملكي وكان فناناً أيضاً، وله قصة حب عميقة مع حتشبسوت، وقد حصل على أكثر من ثمانين لقباً خلال فترة توليه منصب مسؤول ومدير العمل في البلاط الملكي وكان مراقباً لمباني الإله آمون.

النحات دجتموسي، ثوتموسس:

النحات الملكي لتل العمارنة، وقد كان أحد نحاتي الفرعون أخناتون، وحين نقبت البعثة الآثارية في مدينة أخناتون وجدت ورشة النحت في مصر القديمة عثرت فيها على اسم هذا النحات الذي يعتقد أنه نحت تمثال الملكة نفرتيتي الملون، ويعتقد أنه نحت أغلب تماثيل تل العمارنة.

النحات بك:

 (أو باك، والاسم يعني “خادم” في المصرية القديمة) وكان كبير النحاتين الملكيين في عهد أخناتون. وكان والده نحاتاً في عهد الملك أمنحتب الثالث، وكانت والدته روي امرأة من مدينة هليوبوليس.

الزخرفة المصرية القديمة | الديكور والطراز الفرعوني في التصميم الداخلي وصناعة والأثاث الديني والدنيوي.

حقائق تطور فن المسرح الديني المصري في حضارة مصر الفرعونية، اكتشف تاريخ فن الزخرفة عند الفراعنة واسرار الحضارة الفرعونية.

استعملت أخشاب الطرفاء والسنط والجميز والتين في صناعة الأثاث الجنائزي والديكور المصري القديم، وكانت كل هذه الأخشاب متوفرة في مصر، وكذلك استوردوا الأخشاب الثمينة كالأرز والأبنوس.

كانت أدوات النجارة وصنع الديكور حجرية ومعدنية ويوضح لنا حقائق عن التجارة في مصر القديمة، أما أهم قطع الأثاث عند المصريين فكانت الأسرة ومساند الأرجل والصناديق والكراسي، وبشكل عام يمكننا تصنيف الديكور والأثاث كما يلي:

الزخرفة المصرية القديمة – الأثاث الديني عند الفراعنة:

الذي كان يستخدم في المعابد والأثاث الجنائزي الذي كانت تجهز به المقابر وأهرامات الجيزة:

أثاث المعابد:

يحتوي المعبد عادة على الكراسي وأثاث الحائط وتماثيل الآلهة والملوك. وهناك آثاث يشمل الصناديق وما يشبه الأسرة وغيرها.

الأثاث الجنائزي:

ويشمل الأسرة ومساند الرأس والمقاصير الخشبية والمحقات وموقد القرابين والتابوت الفرعوني وقطع الألعاب الخشبية والعجلات وصناديق تماثيل الأوشابتي (وهي للأعضاء الداخلية مومياء الفراعنة)، والأواني الكانونية من الألبستر والمراكب أو السفن الخشبية الصفيرة (لنقل المتوفى للعالم الآخر!)، وهناك المقصورات الملكية الذهبية للملوك.

الزخرفة المصرية القديمة – الأثاث الدنيوي:

يختلف الأثاث الدنيوي حسب المرتبة الاجتماعية للفرد؛ القصور الفرعونية كانت لا تضاهى في أثاثها الفريد وديكوراتها النادرة، ولعل أثاث الملك توت عنخ آمون الذي يحتاج كتاباً كاملاً لوصفه، يمثل نموذجاً مذهلاً للأثاث الفرعوني بما يحويه من صناديق وأسرة وكراسي وتوابيت ودواليب. وكان الأثاث التقليدي للبيوت المصرية يضم أنواعاً متواضعة لكنها تحمل طابع الفن المعمري في التزيين والديكور.

لم يعرف قدماء المصريين المناضد والطاولات، ولكنهم كانوا يستعملون صواني من القش المجدول على حامل من فخار لوضع صحاف الطعام، كما كانوا يصنعون حوامل من خشب لجرار الماء والخمرة والجعة، واستعمل المصريون القدماء توابيت من رقائق الخشب الملصق بعضها فوق بعض، وقد ضمن لها ذلك عمراً مديداً.

أما الملابس في مصر القديمة والأشياء الشخصية فكانت تحفظ في صناديق أو سلال من القصب، وكانت الصناديق تصنع، في بادئ الأمر من ألواح خشبية متداخلة، ثم صارت في عهد المملكة القديمة من أطر خشبية تسدها ألواح من الخشب ولها غطاء أسطواني أو مثلثي الشكل، وكان أهم ما يتصف به الأثاث المصري القديم خفة الوزن وسهولة النقل.

وأهم مفردات الأثاث الدنيوي هي (الأسرة، مساند الرأس، الكراسي، المناضد، المقاعد، الطاولات، الصناديق، الدواليب، الحوامل الخشبية، الأبواب، الشبابيك السلالم.. إلخ). وكانت قوائم الكراسي والأسرة تصنع على شكل قوائم الحيوانات وهناك مقاعد مدورة وثلاثية الأرجل وبعضها قابل للطي.

الكراسي الأقدم كانت من الحجر، وهي مكعبة الشكل ثم صنعت قوائمها من الخشب، أما مقاعدها فكانت من حجر الصوان الأملس المستوي، وفي العصور اللاحقة أصبحت مقعرة بعض الشيء. وظهرت مساند الظهر ومساند الأيدي متأخرة.

كانت عمليات التزيين للأثاث تجري، في الغالب، وفق معطيات دينية؛ فالآلهة ورموزها وأساطيرها كانت حاضرة فيها وكذلك المعابد والطقوس، وكانت الثرية منها تطلى بالذهب وتطعم بالعاج والزجاج الملون والأحجار الكريمة، وهناك قشور تستقى منها الأخشاب النادرة بسمك قليل يصل إلى بضعة ملمترات تغطى بها سطوح الأثاث المصنوعة من الخشب العادي.

تطور فن الزخرفة المصرية القديمة في الحضارة الفرعونية:

بدأ فن الزخرفة المصرية متواضعًا في عصر ما قبل الأسرات، لكنه وصل إلى ذروته الأولى في عهد الأسرتين الرابعة والخامسة، ثد بدأ بالانحدار حتي مجيء الدولة الحديثة مع الأسرة الثامنة عشرة، حيث بدأت ذروته الثانية التي امتدت إلى العصر الصاوي ثم انحدرت ثانية حتي جاء العصر الهلنستي بزخرفة مصرية إغريقية من طراز خاص، وكان الزخارف المصرية تستجيب لعقائد ما بعد الموت.

فقد زخرفت المقابر والأهرامات للاكتشاف أسرار بناء الأهرامات (التي كانت مكسورة بالجص الأبيض المزخرف علي مساحة الهرم الخارجية كلها)، وقد تميزت الزخارف بألوانها الجذابة وبساطتها وتناسقها وتوازنا وتركيبها الجمالي العالي.

ظهرت الزخارف في حقول الصناعات اليدوية والغنية بشكل. واسع. فهناك الزخارف المعمارية والعمارة في مصر القديمة والخشبية والنسيجية والمعدنية والحجرية والخزفية والفخارية وغيرها، وكانت الزخرفة أساس فن التطريز على الثياب والمنسوجات.

وتتميز الزخارف المصرية بنماذج تزيينية تضم أشكالاً تمثل قرص الشمس ناشراً جناحيه ذات اليمين، وذات الشمال كي يحيط المكان بحمايته، ويرعاه برعايته. واستعمل العقاب المصري رمزاً للبحث، لأنه في اعتقاد قدماء المصريين يولد في كومة مستديرة من السماد، ويطير الفرخ فوراً عقب انفجار هذه الكرة السماوية.

واستخدمت أيضاً زهرة البشنين بكثرة (وهي ترمز إلى خصب الأرض) وقد استخدم قدماء المصريين زهرة اللوتس في كثير من زخارفهم، وهذه الزهرة تشاهد في وسط أوراقها المستديرة والمنتشرة فوق سطح المياه، وعلى ضفاف نهر النيل. وقد سميت هذه الزهرة فيما بعد زهرة مصر القديمة أو وردة النيل.

لأنها كانت أعم وأجمل زهرة عرفت في ذلك الوقت، فرسمت في الطقوس الدينية، وأدخلت في كثير من الأفاريز والأشرطة الزخرفية. واستخدم المصريون أيضاً زهرة الأقحوان والسوسن، وزهرة البردي، والعنب، وسعف التخيل، في كثير من التصاميم الزخرفية المختلفة وعلى تيجان الأعمدة.

أنواع الزخرفة المصرية حسب نوع وحداتها:

 الزخرفة المقدسة

 الزخرفة النباتية

 الزخرفة الحيوانية

 الزخرفة البشرية

 الزخرفة الطبيعية

 الزخرفة الرمزية

 الزخرفة الهندسية

 الزخرفة الكتابية

المسرح الديني المصري بالعصر الفرعوني:

سنؤكد أولاً فكرتنا العامة حول إمكانية وجود مسرح قبل القرن الخامس قبل الميلاد عند الإغريق وخصوصا في الحضارات الشرقية ونقول إنه لا يوجد مثل هذا المسرح نهائياً؛ لأن المسرح فن دنيوي انفصل عن طقوس الدراما الدينية والمعبد وأصبح مقصوداً من الناحية الفنية والجمالية ولم يعد جمهوره من المؤمنين الذين يؤدون طقساً دينياً بل هم جمهور يبغي المتعة والتطهر الجمالي الروحي وليس الديني.

وهذه الأفكار عرفناها في أكثر من مكان وناقشنا بها فكرتنا عن المسرح السومري (الديني) رغم وجود تعليمات مسرحية وجوقة وممثل في نصوص ذلك المسرح.

ولذلك نفضل تسمية المسرح الديني، وهو ليس بمسرح كالذي نعرفه عند الإغريق أوفي حاضرنا، بل هو دراما دينية تؤدى في المعبد أو كجزء من احتفالات وطقوس دينية فيالأعياد الفرعونية الدينية ومنها أعياد راس السنة، وهذا يعني أن الحضارات الشرقية كلها ومعها حضارات الغرب الإيجية والكريتية وصولاً إلى القرن الخامس قبل الميلاد في أثينا لم تنتج مسرحاً، بل ربما أنتج بعضها طقوساً درامية دينية هي جزء من الدين وليس الدنيا.

الأمر ينطبق على ما يطلق عليه بـ (المسرح المصري القديم، أو المسرح الفرعوني) ويبالغ المتطرفون في الحديث عنه، وهو لا يعدو أن يكون طقوساً دينية هي جزء من الدين، وليس فناً قائماً بذاته. وهكذا يكون مصطلح (المسرح الديني) مشروطاً ومختلفاً عن (فن المسرح) الذي هو مسرح دنيوي ابتداءً.

ولكي نثبت وجهة نظرنا هذه نقول إنه لم يعثر على مسارح مشيدة أو آثار تدل على أبنية خاصة بالعروض المسرحية، في حين ظهرتا مثل هذه الأبنية في المسرح اليوناني. كذلك عدم وجود حرفة أو مهنة التمثيل في ما ذكر من المهن في مصر القديمة.

أما بالنسبة للنصوص التي يرى البعض أنها نصوص مسرحية فهي نصوص دينية أولاً قد تؤولها قراءات حديثة على أنها مسرحية، لكنها بكل صراحة إما أساطير الفراعنة أو طقوس دينية ترتبط بإيزيس واوزوريس بشكل خاص، وسنفصل في معالجة هذا الأمر. والحقيقة أن الباحثين في علم المصريات هم الذين روجوا لهذه الفكرة وأوهموا الكثيرين بها وجعلوهم يحاولون إثباتها قسراً ومن هؤلاء العلماء.

الزخرفة المصرية القديمة  ونظريات الباحثين في علماء علم المصريات:

  1. جورج بنديت: أمين قسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر بفرنسا عام 1900.
  2. شيفر: وهو باحث ألماني (1904) اعتبر أسرار أوزوريس نصوصاً مسرحية وجمع منها من عهد الملك سنوسرت الثالث.
  3. كورت زيته: اكتشف في برديات رامسيوم الطبية نصاً رأى أنه نص مسرحي لدراما دينية في عام 1928.
  4. جيمس هنري برشد: أشار في كتاب فجر الضمير لوجود مسرح مصري قديم.
  5. سليم حسن: دافع بحماس عن وجود مسرح مصري قديم وأورد نصوصاً مسرحية في كتاب الأدب الفرعوني.
  6. دريوتون: أكثر المدافعين عن فكرة وجود مسوح مصري قديم في كتابه (المسرح المصري القديم) حيث حاول تفنيد الآراء المعارضة لذلك.
  7. شيلدون تشبسي: دافع عن وجود مسرح مصري في كتابه (تاريخ المسرح في ثلاثة آلاف سنة).
  8. فيرمان: إنكليزي حقق مسرحية (انتصار حورس) وأخرجها لكليته.
  9. لويس عوض: حاول إثبات وجود مسرح مصري قديم عن طريق كتبه ومقالاته.
  10. الإدريس نيكول: كان متأرجحاً بين الشك واليقين في كتابه (المسرحية العالمية)، لكنه يؤيد تأثر الإغريق بطقوس مصر القديمة.
  11. م. د. برك: نشر عام 1933 نصاً عن أبيدوس فيه حوارات مسرحية.

أما الذين رفضوا فكرة وجود مسرح مصري قديم فهم:

  1. فيدمان: عالم المصريات الألماني الذي عارض جورج بنديت.
  2. عبد المعطي شعراوي: وقد قدم لنا الباحث فتحي سيد فرج في مقالاته عن (المسرح في مصر الفرعونية) معلومات قيمة عن المؤيدين والمعارضين أعلاه حول وجود المسرح المصري القديم.

وضع دريوتون، وهو أشد المتحمسين لوجود مسرح مصري قديم، قائمة بمجموعة من النصوص المصرية التي كان يرى أنها نصوص مسرحية وأعطاها أسماء من مضامين ما تبقى منها وهي:

  1. ميلاد حور وتأليهه (من متون التوابيت كتاب أمدوات )
  2. هزيمة أبوفيس الشاملة (من كتاب الموتى)
  3. معركة تحتي ضد أبوفيس (بردية بريمنر ريند)
  4. إيزيس وعقاربها السبعة (لوحة مترنيج السحرية)
  5. حور وقد لدغته عقرب (لوحة ميترنخ)
  6. عودة سيث (بردية 3126 في متحف اللوفر)
  7. محن رسول حور (ملحق أ)
  8. انتصار حور على أفراس النهر (ملحق ب)
  9. معركة حور (على أفراس النهر ملحق ب)
  10. شعائر تتويج الملك سنوسرت الأول
  11. نص شيكو
  12. مشهد مسرحية حور الدينية المحجبة

نصوصاً أخرى ذكرها الباحثون الآخرون وهي:

نصوص آلام أوزوريس:

يخلص عالم المصريات والاثار الفرنسي الدكتور إتيين دريوتون
إلى أن الشواهد والأدلة التي وجدناها قادتنا إلى أن مصر شهدت نوعين من العروض المسرحية اتخذا سبيلين مختلفين لا يمكن الخلط بينهما وهما:

الحفلات الطقسية، والدراما الدينية، وإذا كانت الحفلات الدينية التي لم يكن لها من الدراما إلا الأداء، فإن المسرحيات الدينية كانت شيئا آخر، فقد كانت مسرحية حقة بمدلولها الذي نعرفه اليوم، تحاكي كلها أحداث الماضي أو كما تخال، كما يعتمد فيها على الأشخاص والحركات والحوار.

وليس ثمة رموز يقصد بها إثارة إيحاءات معينة، لهذا كانت عرضاً مسرحياً لا عرضاً طقسياً، وما نعرفه اليوم عن الحفلات الطقسية أي المسرحيات الدينية هو نص شيكو.

وتعود مثل هذه الاستنتاجات وتدفعنا إلى التأكيد على وجود مسرح ديني مصري قديم يتراوح بين طقوس دينية وطقوس درامية، وهي في الحالين تقع داخل النظام الديني؛ فالنظارة فيها جزء من الطقس الديني وليسوا منفصلين عنه.

أما ما يخص فرقة التمثيل فلا نعتقد مطلقاً بوجود فرق تمثيل متخصصة أو ملحقة بالمعبد تقوم بأدوار كهذه بل هم كهنة من الدرجة المتواضعة وخدم المعبد يتناوبون عليها في المناسبات.

ومن هنا يأتي دور تطور الزخرفة المصرية القديمة الفرعونية.

نصب أدفو:

الذي يرجع تاريخه إلى أوائل الأسرة الثامنة عشرة، فلا نعتقد مطلقاً أنه يتحدث عن ممثل بالمعنى الدقيق بل هو ربما عبد أو خادم لسيده كان يقوم بأدوار تعينه على قضاء الوقت أو السفر، ولا يمكن الاعتماد على ما ورد فيه (وهو الأثر اليتيم في مجاله) على أنه دلالة على وجود ممثل أو ممثلين في تلك الأزمان.

الحفلات الطقسية كان يقيمها الكهنة في المعابد وكان يدرب لأجلها بعض الكهنة لتعلم الرقص الديني الذي كان يقام حول البركة المقدسة في قدس الأقداس المعابد وكان يسيطر عليها الأداء والإيماءات والحركات الطقسية.

المسرحيات الدينية كانت هي الأخرى عروضاً لبعض الأساطير أو الطقوس الأسطورية داخل المعبد يقوم بها بعض الكهنة ويخضع لها احتراماً الناس باعتبارها أداءً شعائرياً لما حصل في الزمن المقدس (الأسطوري).

ربما كانت الدراما الطقسية الغنائية تميل نحو العرض الدرامي فقد جسدت بعض اللوحات المرسومة أنواعاً كهذه ولكنه ليس من المؤكد إذ كان ذلك يجري تحت عنوان التمثيل أو المسرح وربما تكون الجوقة قد ظهرت في الطقوس المصرية لكنها لم تتخطى وضعها الديني.

كان الكهنة يقومون بدور الجوقة ورئيس الجوقة، وأصبحت مهنة دينية متوارثة، ومن مظاهر الجوقة في الاحتفالات الدينية أن الكهنة (القادة) كانوا يلبسون ملابس أعدت خصيصاً للحفلات تمتاز في تصميمها بأن ألوانها زاهية ونقوشها كثيرة.

ذلك بالإضافة إلى اسم الدور الذي يرتدي صاحبه حلته على الكتف الأيسر، ذلك بالإضافة إلى أن المصري القديم قد عرف الأقنعة واستخدمها في الكثير من العروض المسرحية الغنائية التي كانت تستخدم فيها الجوقة.

ثم سرعان ما تلاشت من العروض المسرحيات الفرعونية تلك الفقرات الغنائية الجماعية التي كانت (الجوقة) تتغنى بها إذ أن الدراما قد اتخذت شكلاً آخر أكثر مأساوية عندما أخذت أناشيد الجوقة تميل إلى الانفصال تدريجياً عن الفعل الدرامي. 

فن الرسم في مصر القديمة | حقائق تطور فن الرسم على الجدران والمقابر الفرعونية، اكتشف اسرار الفنون التشكيلية عبر تاريخ الحضارة الفرعونية والمزيد من ثقافة الفن عند المصريين القدماء الفراعنة.

فن الرسم في مصر القديمة

المملكة العتيقة:

ظهر الرسم في هذه المرحلة على الأحجار والأختام الأسطوانية؛ وكان بسيطاً فقد ظهر على سبيل المثال، نقوشات من عصر الملك نعرمر في أبيدوس، نقوشات مرسومة من جبل شيخ سويلم في نهاية عصر ما قبل الأسرات توضح معركة ما.

المملكة القديمة:

استخدم الفنان أحياناً الألوان في توضيح نقوشه البارزة. كما استعملها أيضاً في عمل صور جدارية على طبق الجص المغطي للجدران، وأشهر مثل لهذا النوع الأخير صورة (الأوزات الست) التي نقلت عن مقبرة نفر ماعت بميدوم إلى المتحف المصري وتشهد هذه اللوحة بدقة الفنان في اختياره للألوان الطبيعية لهذه الطيور.

وهناك لوحة (النبيل تي) يراقب صيد فرس البحر، وهو نقش جداري ملون في مقبرة النبيل بسقارة من عصر الدولة القديمة حوالي 2400 ق.م وهناك أيضاً من مقبرة كاجمني في الجيزة رسومات تصور حياة الفلاحين.

والمثال الآخر من المقبرة النبيل (تي) أيضاً، حيث تظهر لوحة ملونة فيها فلاح مصري يتقدم مجموعة من العجول، وهناك نقوش كتابية في القسم العلوي من اللوحة.

الرسم في مصر القديمة بالمملكة الوسيطة:

رغم قلة اللوحات الجدارية إلا أنها تمتاز بالدقة، وبعضها يبرز العمق وأهم اللوحات في مقابر بني حسن بالمنيا وأهمها:

لوحة الطيور وشجرة السنط: حيث تتضح براعة الفنان في محاكاة الطبيعة ونلاحظ أنه وزع الطيور المختلفة على فروع الشجرة ذات الأوراق الدقيقة في تنسيق فتي جميل، كما أنه صور الملامح المميزة لهذه الطيور بدقة فائقة، فيظهر الهدهد بألوانه الطبيعية واقفاً بين مجموعة من الطيور.

وهناك لوحة إطعام المها (الغزال) من قبل خادمين:

حيث نلاحظ تقدم الفنان في فهم قواعد المنظور؛ فبدلاً من أن يرسم الكائنات على خط أرضية واحد، نجد أنه يرسم الحيوان الموجود بالناحية اليسرى على خط أرضية مرتفع قليلة عن المجموعة اليمنى وذلك لإبراز العمق.

وهناك لوحات تصور الهكسوس وبعض العاب الفراعنة الرياضية.

فن الرسم في مصر القديمة بالمملكة الحديثة:

انتشر فن التصوير بكثرة، ويعتبر هذا العصر قمة هذا الفن، فقد حلت التصاوير الجدارية محل النقوش البارزة (النحت البارز) الملونة في زخارف المقابر، وأحسنها ما وجد في مقابر النبلاء لا في المقابر الملكية؛ فمثلاً هناك لوحة من مقبرة إيبوكي ونب آمون  ضمن مقابر الخوخة ومقابر النبلاء بالأقصر “مقابر طيبة”  لصيد الطيور بعصا معقوفة.

وهي لوحة مدهشة توضح أميراً وسط بستان يصيد الطيور بالعصا، وتبرز براعة الفنان في رسم أنواع من الطيور الطائرة والواقفة والساقطة رغم أن وقفة الأمير تظهر الجسد وكأنه أمامي في حين أن الوقفة جانبية… وهو أمر لا يخلو من كل التصوير المصري القديم.

وهناك فريسكو (لوحات جصية) في مقابر القرنة التي توضح الأطعمة التي تنقش للميت على جدران القبور ليتمتع بها بعد موته، وتظهر براعة هذه اللوحة في قدرتها على تصوير الغطاء الشفاف الذي يغطي جسد المرأة التي تقوم بتوصيل الأطعمة والأشربة إلى الميت. وكذلك صورة شاب يحمل غزالاً على رقبته، وهي صورة تقليدية درجت الفنون القديمة في الشرق الأدنى على رسمها.

ولوحات لبنات النبيل مقبرة أوسرحات وميريسخونس تظهر سعة العينين وتسريحات الشعر وغطاءه، وهي صور نموذجية للفن المصري القديم الذي ما زال يؤكد على الصورة الجانبية ويتحاشى الصورة الأمامية أو المجسمة.

وهناك تصوير على غطاء صندوق يوضح صيد السباع لأحد الأمراء أو الملوك وتمتاز هذه اللوحة في قدرة الفنان على تصوير الأسود في حركة وحيوية مذهلة وهي تهاجم وتهرب من حصان الملك الذي تجسدت ملامحه ليشير بذلك إلى سطوة الملك وقدرته على هزيمة الأسود.

وكذلك راقصات الجنوب الغجريات في رقصات متميزة وحركات خاصة. وهناك المثال الآخر من جدارية ملونة وجدت في إحدى مقابر أمراء الأسرة (18) في الدولة الحديثة، ويصور هذا الجزء فرقة عازفات وراقصات بالإضافة إلى سيدات بملابس فاخرة ذات ثنيات عديدة يتمتعن بمشاهد الرقص وسماع الغناء.

الخرطوش:

الخراطيش الفرعونية أيقونة فرعونية مرسومة تعبر عن اسم الفرعون بالهيروغليفية، ولأن الفرعون يمتلك خمسة أسماء فقد اقتصر الخرطوش على رسم وكتابة اسمين من أسمائه وهما الاسم ما قبل الأخير المسبوق بعبارة (ابن رع) والاسم الأخير الذي هو (ملك مصر العليا والسفلى). وأشهر الخراطيش هي الخراطيش الرمسيسية عصر الرعامسة

فن الرسم في مصر القديمة بالعصر المتأخر:

هبط التصوير في هذا العصر ومال الفنانون لاستنساخ الصور القديمة دون إبداع جديد، وليس في ذاكرة هذه المرحلة من لوحات جدارية أو صور فخارية وحجرية ما يدل على إبداع أو مهارة.

وبصورة عامة فقد نفذت الرسوم الجدارية المصرية، على جدران المعابد لتعظيم فكرة الإله، وعلى جدران القصور، لتوثيق نشاطات الملوك الحياتية والدينية، ولقد أوجد الفكر نظاماً خاصاً لتوزيع موضوعية المشاهد على فضاءات العمارة، فغي أبنية المقابر كانت الرسوم ذات الموضوعات الحياتية مثل الكدح في الحقول ومغامرات الصحراء والحفلات في الدور في أجواء الموسيقى والرقص والغناء، وتنفذ على جدران المقابر الخارجية.

في حين احتلت الموضوعات ذات الدلالات الدينية مثل مشاهد التعبد أمام الآلهة والمواكب الجنائزية الأماكن العميقة الداخلية في أجواف المقابر. وفي ذلك نوع من الوعي في مسرحة الحدث بين بنائيته الحياتية والدينية، ونوع من التميز في منظومة الفن، بين واقعياته الحسية البصرية التي تعيد نسخ التجربة المعاشة وصولاً إلى الكشف والتأويل الرمزي المفعم بالتجريدات الصورية والمثولوجية.

والحقيقة أن التصوير المصري القديم، من حيث المضمون ينقسم إلى ثلاثة:

  1. المشاهد اليومية للحياة.
  2. مشاهد الطقوس الجنائزية التي تقام للميت قبل دفنه.
  3. مشاهد العالم الآخر ما بعد الموت وآلهته وتفاصيله.

وقد رتبت المناظر في المقابر وفق قاعدة عامة بحيث يبدو ما يتصل بالحياة اليومية في القاعة العريضة التي تمتد إلى يمين المدخل ويساره، بينما ما يتصل بالشعائر الجنائزية والدينية يبدو في القاعة الطولية المتجهة مع محور المقبرة والتي تنتهي عادة بالمقصورة المحفورة في الجدار الغربي، حيث يوضع تمثال الميت ويمثل مشهد المستنقع وصيد السمك وصيد الطيور عنصراً رئيساً في زخرفة المقابر.

فن الرسم في مصر القديمة والفنون الصغرى (التطبيقية):

المملكة العتيقة:

في مقابر الأسرة الأولى عثر على أساور من الذهب والفيروز واللازورد ومن بينها سوار يحمل زخارف على هيئة واجهة قصر يعلوه الإله حورسى وهي تخص زوجة الملك دن.

ومن مقبرة الملك دن خامس ملوك الأسرة الأولى عثر على قطعة عاجية بها نقوش تصوره وهو يهوي بالهراوة على رأس أسير.

ومن المصوغات الذهبية الجميلة التي تنسب إلى ذلك العصر ما عثر عليه في مقبرة حماكا وزير الملك دن وهي عبارة عن كلبي صيد يهاجمان غزالين، وهداك تمثال صغير من العاج لملك عثر عليه في أبيدوس وهو مزخرف بوحدات صدفية.

المثال الآخر هو في الشكل المرافق وهو عبارة عن مجموعة من الأواني والأطباق النحاسية ومائدة قرابين عثر عليها بمقبرة (إيدى) بمنطقة إبيدوس والتي يرجع تاريخها إلى عام 2300ق.م وبالنسبة للأواني ذات (البزبوز) نلاحظ أن البزبوز قد صنع منفصلاً عن الوعاء.

ثم تم تثبيته في جسم الوعاء بطريقة الدق المعروفة في الأعمال النحاسية، وهي الطريقة نفسها التي اتبعت في عصر الأسرات المبكرة ولها شواهد كثيرة وعثر عليها بمقابر أبيدوس ومقابر سقارة.

والمثال الآخر هو في الشكل المرفق وهو عبارة عن أربع من الأساور عثر عليها ملفوفة حول ذراع مكفن بالكتان مقبرة الملك جر بأبيدوس، ثلاث منها مصنوعة من قطع خرزية من الفيروز الأزرق المخضر، واللازورد الداكن الزرقة، وحجر الجمشث الأرجواني البنفسجي.

أما الأسورة الرابعة العليا فمصنوعة من رقائق مدككة من الخزف على شكل (سِرخ) أو واجهة القصر ويظهر على كل منها صقر يمثل الإله حورس. ويرجع تاريخ هذه الأساور إلى نحو عام 3100 ق.م.

أما في الخزف فإن أقدم الألوان التي عرفت في ذلك الوقت من الخزف هي اللون الأحمر واللون الأسود، ولكن هذا كان مسبوقاً بصنع الطاسات والقدور في لون واحد. لقد كان فن الصقل معروفاً تشهد بذلك المزهريات السوداء والحمراء والمتعددة الألوان.

أما الخزف غير المصقول فقد كان يزخرف باللون الأحمر مع رسوم ترمز إلى الكائنات البشرية، وحيوانات من فصيلة الغزال والنعام والزوارق المشرعة وغير المشرعة والجبال والمياه. لقد كانت جميع هذه الخزفيات مختلفة في الحجم وغالباً في الشكل، وكان واضحاً جداً أن الخزاف لم يحاول أبداً توحيد إنتاجه وأن الحجم والشكل لهذه الأواني اعتمد على الكيفية وكمية المواد المتاحة وخياله الفردي.

فن الرسم في مصر القديمة بالمملكة القديمة:

ازدهر فن الصناعات حيث عثر على أوانٍ من المرمر تفنن الصانع في أشكالها، كما تدل القلادة المنقوشة على رقبة الأميرة (نوفرت) على دقة ومقدرة الفنان في تطعيم المصنوعات المعدنية والأحجار الملونة المتناسقة وأكبر مجموعة من المصاغ عثر عليها في مقبرة الملكة حتب حرس الأولى والدة الملك خوفو وتتضمن هذه المجموعة أواني ذهبية وخلاخيل فضية مرصعة بالفيروز واللازورد.

كما أنه عثر على رأس صقر ذهبية من عهد الأسرة المصرية السادسة. إلا أن الفنون اضمحلت في أواخر الأسرة السادسة حيث حصلت اضطرابات سياسية.

المملكة الوسيطة:

تميزت الدولة الوسطى بمجموعة فريدة من الحلي الذهبية المطعمة بالأحجار الكريمة، عثر عليها في دهشور واللاهون، ولدقة صناعتها وجمالها وصياغتها العالية صرح بعض الباحثين بأنها تفوق كثيراً حلي الملك توت عنخ آمون…. ومن أجمل ما عثر عليه ما يلي:

فن الرسم في مصر القديمة بالمملكة الحديثة:

كان للثراء أثره في المصنوعات الدقيقة، وتدل على ذلك الآثار التي عثر عليها المنقبون في مقابر الدولة الحديثة. وتكون مجموعة الآثار التي عثر عليها في مقبرة الملك توت عنخ آمون أحسن مثل لدراسة هذا النوع من الفنون؛ حيث وجدت المقبرة سليمة لم يمسها لصوص المقابر الفرعونية بعكس المقابر الملكية الأخرى. ومن آثارها ما يلي:

  1. الكرسي الموشى بالذهب وتصور نقوشه الملك جالساً على سجيته والملكة تعطره.
  2. قناع الملك وتابوته الذهبي المطعمين بأحجار ملونة.
  3. آنية من الألبستر (المرمر) على شكل زهرة اللوتس.
  4. الصندوق الخشبي المزخرف بمناظر صيد السباع وحيوانات الصحراء من جهة وحروب الملك مع الآسيويين والنوبيين من الجهة الأخرى.
  5. العلبة المنحوتة على شكل بطة عائمة تحملها فتاة سابحة على يدها.

كانت الفنون الصغرى أعظم الفنون في مصر، ذلك أن الحذق والجد اللذين شيدا الكرنك والأهرام ومعبد الأقصر، واللذين ملآ الهياكل بتماثيل الحجارة قد انصرفا أيضاً إلى تجميل المنازل من داخلها وتزيين الأجسام وابتكار جميع متع الحياة ونعمها، فالنساجون قد صنعوا الطنافس والقماش المزركش الذي يزين الجدران، والوسائد الغنية بألوانها والرقيقة في نسجها رقة لا يكاد يصدقها العقل، وانتقلت الرسوم التي ابتدعوها إلى سوريا ولا تزال منتشرة فيها إلى هذه الأيام.

ولقد كشفت مخلفات توت عنخ آمون عما كان عليه أثاث قدماء المصريين من ترفٍ عجيب، وعما بلغته كل قطعة وكل جزء من قطعة من صقل بديع سواء في ذلك كراسيه المكسوة بالفضة والذهب البراقين، والأسرّة ذات الرسوم الفخمة والصناعة الدقيقة.

وصناديق الجواهر وعلب العطور الدقيقة الصنع الجميلة النقش والمزهريات التي لا تضارعها إلا مزهريات الصين، وكانت موائدهم تحمل آنية ثمينة من الفضة والذهب والبرونز وكؤوساً من البلور وجفاناً براقة من حجر الديوريت صقلت ورقت حتى كاد الضوء ينفذ من خلال جدرانها الحجرية.

وهناك من القيشاني المصري العديد من التكوينات الصغيرة مثل التماثيل والخواتم ودبابيس الأذن

وكان واحداً من الألوان الأكثر شيوعاً منه هو الأخضر والأزرق الذي يسمى (تهينيت) وهو تقليد الفيروز وكان مرتبطاً مع إلهة مهمة هي (حتحور) التي تعرفا أحياناً باسم “سيدة الفيروز”.

فن الرسم في مصر القديمة بالعصر المتأخر:

ظهرت بعض الصناعات الغنية على شكل أوانٍ معدنية تدل على بساطة جميلة في خطوطها، كما عثر على تماثيل برونزية لبعض الحيوانات كالقطط.

وتتميز آثار هذه الفترة بتوابيت بها جثث لثيران عثر عليها في (سيرابيوم) سقارة، وهذا يوضح عبادة وتقدير أهل هذه الفترة للعجل (أبيس) وكانوا يعتقدون أن الإله (بتاح) قد تقمصه.

مصادر النحت في مصر القديمة: كتاب الحضارة المصرية خزعل الماجدي

شركة رحلات الغردقة توفر لك أحسن عروض أسعار للرحلات البحرية والسفاري وجولات الأقصر لمشاهدة المعابد والمقابر للاكتشاف النحت في مصر القديمة والقاهرة للعروسين شهل العسل والعائلات والمسافرون العرب عند قدومك للغردقة، الجونة، سهل الحشيش، مكادي بي، سوما بي بخدمات مميزة من أفضل منظم الجولات السياحية في الغردقة مصر.

النحت في مصر القديمة | حقائق وتاريخ تطور فن النحت المجسم والبارز الفرعوني
النحت في مصر القديمة | حقائق وتاريخ تطور فن النحت المجسم والبارز الفرعوني

نبذة عن الكاتب

client-photo-1
Tamer Ahmed
Eng. Tamer Ahmed | Author & Researcher in History of Ancient Egypt Pharaohs. Booking Your Tours Online Whatsapp: +201112596434