التجارة في مصر القديمة | اكتشف كيف كانت العلاقات الخارجية بالحضارة الفرعونية وما هي طرق التجارة الداخلية والخارجية وطرق النقل وماذا استخدم المصريين القدماء في تعاملاتهم التجارية في استيراد وتصدير الذهب والخشب والبخور والحبوب والمزيد.
تاريخ التبادل التجاري والحياة الاقتصادية والاقتصاد المصري في العصر الفرعوني. حقائق الضرائب و طرق التجارة والنقل البرية والبحرية وما هي وسائل النقل التي كان يستخدمها المصريين القدماء الفراعنة والمزيد من اسرار حضارة مصر القديمة الفرعونية.
التجارة في مصر القديمة – التجارة الداخلية:
لم تكن مكانة التاجر، اجتماعياً، كبيرة وخصوصاً في عصر المملكة القديمة في مصر الفرعونية بداية من حكم الأسرة المصرية الثالثة والمملكة الوسطى في مصر القديمة بداية من حكم ملوك الفراعنة الأسرة الحادية عشر ؛ فقد كان دوره محدداً، وقد قام الفلاحون والصناع والحرفيون بدور التاجر في الكثير من الأحيان، فالأسواق العامة التي كانت تظهر في المدن والقرى كانت عبارة عن أفراد ومجاميع من الناس الذين يتبادلون البضائع والمنتجات التي ينتجونها، ولم تكن هناك عملة نقدية.
كانت القاعدة العامة هي أن تكون المحاصيل الزراعية هي الأساس الذي يتقايض به الفلاحون مع مجموعات من الصناع والحرفيين ما يمكن أن ينتجوه من مواد معينة أو خشبية أو جلدية أو فخارية.
كان نهر النيل وقواربه سبيل حركة التجارة الداخلية واستخدام في مراسم تتويج الفراعنة والأعياد الفرعونية؛ فقد ساهمت القوارب والسفن الكبيرة بنقل المحصولات الزراعية بين المدن والمصنوعات المختلفة والمعادن.
كانت الملاحة النهرية وسيلة التجارة في مصر القديمة الداخلية الرئيسة في حضارة مصر القديمة، حيث كانت تنقل على متن القوارب المصنوعة من نبات البردي والمواد الغذائية ومحاصيل الزراعة في مصر القديمة، والأحجار لبناء المقابر المصرية والمعابد المصرية، والبضائع التجارية، وذلك عبر نهر النيل الذي وصل البلاد من شمالها إلى جنوبها. وكانت المراكب تستخدم أيضاً في المواكب الجنائزية لنقل مومياء فرعون إلى مكان دفنه بعد الانتهاء من عميلة التحنيط عند الفراعنة، وتسير هي الأخرى عبر نهر النيل.
وكانت الحمير والثيران التي تجر العربات تساهم أيضاً في نقل البضائع بين المدن.
وقد ظهرت في الآثار الفرعونية القديمة والاكتشافات في المواقع الأثرية في مصر صور ونقوش كثيرة توضح عمليات التجارة الداخلية من بيع وشراء عن طريق المقايضة، فمن عصر الدولة القديمة ظهرت في مقبرة الكاهن إيمري “مقبرة ميري” ومقبرة نفر بتاح بالجيزة ورسومات مقبرة ني عنخ خنوم ونقوش جدران مقبرة خنوم حوتب بسقارة، ومن مناظر مقبرة بتاحشبس في مقابر أبوصير ومقبرة كاجمني في سقارة وغيرها.
ومن عصر الدولة الوسيطة ظهرت في مقبرة كار نيف في مقابر العساسيف ضمن جبانة ومقابر النبلاء بالأقصر “مقابر طيبة”. ومن عصر المملكة الحديثة في مصر القديمة بداية من حكم ملوك الاسرة المصرية الثامنة عشر ظهرت في مقبرة إيبوكي ونب آمون بــ مقابر ذراع أبو النجا القبلي ومقابر الخوخة ومقبرة ساوسر بذراع أبو النجا القبلي ومقبرة إيبوي في مقابر دير المدينة، وغيرها. ومن العصر المتأخر في مقبرة منتو ام حيت “منتومحات” بالعساسيف.
وكان الذين يعرضون البضائع هم العمال والحرفيون والباعة المتجولون والسقاؤون أو الحلاقون أو المعالجون، أما الذين يطلبون البضائع فهم الفلاحون والنساء والتجار. وكان نشاط السوق التجاري يتركز في الأسواق والموانئ والبيوت والحصون؛ ويتم الترويج للسلع عن طريق النداء والصياح وعن طريق العرض والجذب.
كانت مكاييل البضائع هي مكاييل الحبوب والأطعمة والسوائل، وكانت هناك عقوبات نافذة لمن يتلاعب بالمكاييل، وكان نظام الدفع أو المقايضة يتم إما مباشرة أو بدفع مقدم (عربون) أو بالدفع الآجل.
الضرائب في مصرية القديمة
كانت الضرائب في مصر القديمة، تجبى عن طريق مراجعة مسح لممتلكات الناس، الزراعية بشكل خاص، ولا تعتبر واردات الأفراد أو المؤسسات كالمعابد الجنائزية وإيجار الأرض كضرائب، وليست هناك ضرائب على من يعملون في الأرض بصفة أقنان بل تؤخذ من مالكي الأرض.
بدأت الضرائب، حسب حجر باليرمو، منن بداية الأسرة المصرية الأولى وكان هناك اصطلاحان هما التعداد أو الإحصاء (تنوتا) والآخر هو جباة الضرائب (سمسو هر).
أول الضرائب كانت على مناجم الذهب في مصر القديمة والمزارع، ثم شملت، في عصر جكم الملك خفرع من الأسرة المصرية الرابعة، الماشية واسمها ضريبة إبت
أما ضريبة الوظائف والمهن المختلفة فكانت تسمى ضريبة سيت وكان بعض الكتبة والقضاة، يعوضونها بالرشاوي الرسوم الجمركية، حتى لا تتأثر نزاهتهم. لم ترد إلا مرة واحدة في تموين الموانئ الداخلية في عصر الاسرة المصرية التاسعة عشر وهناك ذكر للرسوم الجمركية على السفن المارة في التجارة في مصر القديمة مع بلاد كوش.
الموظفون والعسكريون بالجيش في مصر القديمة لم يكونوا معفيين من الضرائب، العسكريون أعفوا من الخدمات الإجبارية. في عهد حكم الملك رمسيس الثاني أعفيت أملاك المعابد من أداء الضرائب، وكذلك العاملون فيها.
الخدمات الإجبارية كان يؤديها الجميع للقصر الملكي والمعابد، وربما كان يعفى منها كبار الموظفين أو يدفعون بدلها مبلغاً أو مقابلاً مادياً.
كان هناك من يشكو من الضرائب أحياناً وتعرفن على المحكمة (كمبت) أو ترسل للوزير مباشرة، وليس هناك ما يشير إلى عرض عقوبات على المتهربين من الضرائب. وكان الذين لا يدفعون الضريبة يضربون بالعصا وتطبيق معايير القانون في مصر القديمة.
لم تشكل الضرائب مورداً كبيراً لخزانة القصر الملكي أو حكومة مصر القديمة بل كانت ضئيلة جداً قياساً إلى واردات أملاك الدولة. وكانت هناك ضرائب تجبى من الناس وتوضع في صناديق الضرائب الحكومية مع وثائق جبايتها.
طرق النقل بالعصر الفرعوني:
الطرق البرية:
تنوعت الطر ق البرية في مصر حسب البيئة التي كانت تحددها؛ فالسفر عبر الصحراء كان يتم بطرق صحراوية معروفة، وطرق السواحل والدلتا كانت معروفة هي الأخرى. وكانت الكلمات الدالة على الطرق البرية هي (إبت، وات، واتون ودات، متن، هامت)، وكانت الصحراء تسمى الأرض الحمراء.
كانت طرق الصحراء الشرقية من النيل تمتاز بظهور الجبال والهضاب والأودية، وهي غنية بالمحاجر المتنوعة مثل منجم زمرد كليوباترا (الحجر الجيري، الحجر الرملي، الكوارتزيت، المرمر، ومن المعادن مثل الذهب والفضة والرصاص والأحجار الكريمة) التى كانت تستخدم في النحت في مصر القديمة وأهم مناطق الصحراء الشرقية هو وادي الحمامات الذي يؤمن الاتصال بالبحر الأحمر مثل جبل أبو دخان حيث تنطلق من هناك السفن المتوجهة إلى بلاد البونت.
أما الصحراء الغربية فمنبسطة وتخلو من الجبال والمحاجر باستثناء محجر توشكي في جنوبها، وهناك الواحات البحرية التي يسكنها البدو.
أما الأرض السوداء فهي الأرض الخصبة التي ترافق ضفاف النيل والدلتا، وسميت بهذا الاسم لتشبعها بالمعادن التي كانت تكسبها لوناً داكناً وتسمى (كمت) ومنها جاء اسم مصر(كبت). وقد كانت هذه الأرض هي أرض النقل الأساسية للفلاحين والتجار.
لم تكن هناك طرق سالكة ومعبدة بانتظام في هذه الطرق البرية؛ فقد كان تنظيمها نوعاً من العبث في بلاد كمصر تغطى أرضها البرية السوداء بالفيضان معظم أشهر السنة.
وهو ما تحدث به هيرودوت عندما قال “عندما يفيض النيل على البلاد، لا تظهر إلا المدن فقط من وسط الماء، ويكون مثلها كمثل الجزر الصغيرة في بحر إيجة، وباقي مصر يصير بحراً. وعندما يحدث ذلك، فإن القوارب لا تمشي في مجر النهر الطبيعي بل تسير في طول السهل وعرضه، فالمسافر من نقراش متجهاً نحو منف يمر بالضبط بالقرب من الأهرام.
الطرق المائية:
كان النيل أهم من كل الطرق البرية في التنقل؛ فقد كان هو وفروعه أكبر طرق النقل التجاري والعامة، وكانت أهم الكلمات الدالة على النقل المائي هي (مجت، مرت، مروت، هرت، زنتي للنقل ضد التيار، زدي للنقل مع التيار).
وكانت القوارب بمختلف أحجامها وسيلة الناس للتنقل عبر النيل ما بين المدن المهمة والمناطق القريبة سواء كان ذلك لأغراض عامة أو تجارية.
أما البحار، المتوسط والبحر الأحمر، فقد كانت للأساطيل التجارية الخارجية بشكل أساس.
كان النيل وسيلة لنقل الأحجار والبضائع والتماثيل ومسلات الفراعنة، وهو الذي ربط مصر النوبة والسودان. وكان البحر الأحمر وسيلة للتواصل مع بلاد البونت وللوصول إلى مناجم الذهب والفيروز في سرابيط الخادم ووادي المغارة جبل المغارة في جنوب سيناء.
التجارة في مصر القديمة ووسائل النقل عند الفراعنة:
المراكب والسفن
كانت الزوارق الصغيرة والخفيفة متداولة في عصر الدولة القديمة وقد لا تتسع لأكثر من شخصين، وكانت تصنع بربط حزم من البردي ببعضها بالحبال.
وكان الفلاحون المصريون ينقلون بزوارق أكبر بقليل ثيرانهم وأغراضهم ومحصولهم، وهي تسير بالمجداف وتستخدم لصيد الطيور والأسماك.
“الزوارق الأكبر كانت تستخدم لمسافات أبعد، وعندما يكون الموج شديداً. وهي أقرب إلى السفينة التي بدأت بالظهور في عصر حضارة نقادة الثالثة.
تطورت هذه السفن في أشكالها ومواد صناعتها وأحجامها على مر العصور المصرية القديمة، واستخدمت في شتى أغراض النقل والمواصلات سواء على نهر النيل أو البحرين الأبيض والأحمر، وتعددت أسماؤها، وكان بعضها يستخدم في أكثر من غرض في الوقت نفسه.
ففي أغراض النقل النهري كان هناك 15 نوعاً مختلفاً من السفن بعضها اقتصر على الأحمال الخفيفة كالحبوب والنباتات، وبعضها كان مخصصاً للأثقال الضخمة مثل الأحجار والماشية، والمسلات. وفي أغراض النقل البحري والرحلات النهرية كان هناك 8 أنواع لكل غرض.
الحيوانات
اختلفت أهمية الحيوانات ووظيفتها في النقل البري، فقد كان الحمار هو الوسيلة الأولى المنتشرة في كل مصر، وتأتي بعدها الخيول وخصوصاً في عصر الدولة الحديثة، وكانت مكرسة للنخبة ولطبقة الحكام بشكل خاص. واستخدمت الجمال بشكل نادر جداً ولم تنكر إلا في فترات متأخرة من قبل الآشوريين عندما احتلوا مصر واقتصرت على الصحراء. واستخدمت الأبقار عند المزارعين وفي أعمال البناء والجند ولجر عربات الموتى لقداستها.
الإنسان
كان هناك الحمالون والخدم لأعمال النقل، وكان هناك حاملو الحكام والملوك للنقل وحاملو أغراضهم.
الزحافات
هي آلات دون عجلات، تجرها الحيوانات وتستخدم لنقل الأثقال الضخمة في طرق ميسرة ومعروفة، وكان اسمها (تمت) وتنقل بها الأثاث الجنائزي والتابوت الفرعوني والتماثيل والصناديق.
العربات
وقد تحدثنا عن العربات الملكية، وكانت تجن بالحمير والخيول وتسمى (مركبوتي) وتستخدم للنقل العسكري وخصوصاً ذات العجلتين. واستخدمت على نطاق محدود، العربات ذات العجلات الأربع في النقل البري.
العلاقات الخارجية في مصر القديمة كيف كانت بين الجيران والبلاد حول العالم، حقائق وتاريخ كيف كانت التجارة في مصر القديمة الخارجية بين الفراعنة وبلاد النوبة وليبيا واسيا والمزيد لتعرفة عن اسرار تاريخ الحضارة الفرعونية التى لم تعرفها من قبل.
تعرفت مصر على صياغة العلاقات الخارجية بعد تطورها إلى إمبراطورية امتدت لتخوم الحيثيين والميتانيين في عصر الدولة الحديثة. ومن أهم مظاهر علاقاتها الخارجية ما يلي:
العلاقات الخارجية في مصر القديمة
اتفاقية الملك تحتمس الثالث مع الملك أرتاتاما الأول ملك مملكة ميتاني:
الزواج السياسي بين الملك تحتمس الرابع وابنة ارتاتاما في عام 1430 ق.م.
في عصر امنحتب الثالث
عاشت مصر في عهد الملك أمنحتب الثالث حالة من الاسترخاء العسكري على الرغم من تلقبه بقاهر الآسيويين، وقد نعمت بالثراء والرفاهية. وتمثل ذلك في ازدهار نمط السياسة المصرية التي تركزت في الزيجات السياسية بين امنحتب الثالث وأميرات من بابل وميتاني، في حين كانت الإمبراطورية الحيثية في أوج قوتها العسكرية.
“ويعكس أرشيف رسائل تل العمارنة العلاقات الدولية في عهد أمنحتب الثالث، فتشير الرسالة التي أرسلها الملك توشراتا إلى أمنحتب الثالث، إلى انتصار الملك توشراتا على خاتي وإرساله بعض الغنائم، وهي عربة وحصانان وأسير وأسيرة، ويوضح هذا رغبة الملك الميداني في التقرب من حليف قوي مثل مصر. ولم يتردد الملك كادشمان إنليل الأول في مراسلة أمنحتب الثالث، طلباً لوده وسعياً للتحالف في ظل المتغيرات الدولية.
معاهدة كوروستاما
تاريخ معاهدة كوروستاما غير محدد، وقد أبرمت حين رغب الملك تودحليا الأول في ترحيل مواطنين من المدينة الحثيثة كوروشتاما إلى الأراضي المصرية ليصبحوا رعايا للملك المصري.
معاهدة الملك حور محب مع الملك مورسيليس الثالث
معاهدة خاتوسيلاس عام 1280 ق٠م وتعتبر أقدم معاهدة متكاملة في تاريخ العلاقات الدولية.
يتضح من دراسة وتحليل نصوص اللغة المصرية القديمة والحثيثة للمعاهدة أن صياغتها وما تضمنته من بنود قانونية جاء نتيجة دراية بالطرق والأساليب المستخدمة في توثيق العلاقات الدولية، كما تؤكد تلك الدراسة دقة عمل اللغويين الذين قاموا بصياغة النصين واللذين يعبران عن أسلوب متميز في المعاهدات والمواثيق في تلك المرحلة المبكرة.
ويلاحظ كذلك أن كلا الجانبين كان يعامل الآخر على قدم المساواة من أجل إقامة سلم دائم. وعلى ذلك فقد احتفظ كل من البلدين لنفسه بكرامته، وذكر أنه وافق على طلب الآخر، حتى يضعا حداً للنزاع المستمر بينهما، ونهاية للحروب التي أحسا أنه لا طائل من ورائها.
وعلى ذلك فإن هذه المعاهدة يمكن اعتبارها وثيقة هامة من الوثائق القانونية الدولية المبكرة ونموذجاً صادقاً للعلاقات الثنائية في المجتمع القديم.
العلاقات الخارجية في مصر القديمة مع ليبيا وشعوبها:
كانت العلاقة مع شعوب ليبيا الأساسية وهي (تمحو، تحنو، ليبو، مشواش) تأخذ طابعاً سلبياً، وقد قام الكثير من الملوك المصريين بالإغارة عليهم أو صدهم عن التوغل في مصر.
العلاقات الخارجية مصر القديمة مع بلاد النوبة:
مرت العلاقات مع بلاد النوبة بالكثير من المنعرجات، واعتبر المصريون أنها امتداد لبلادهم لكنهم كانوا يصطدمون بشعوب غريبة لا علاقة لها بحضارتهم، ومنها شعب النحسو وشعب كوش، وكانت الملكة حتشبسوت قد كسرت هذه العلاقة السلمية بين مصر والنوبة وصولاً إلى الصومال (بونت) وأعطت نموذجاً إيجابياً لتلك العلاقة.
وأشهر رحلات المصريين إلى بلاد النوبة هي الرحلة التي أمرت بها الملكة حتشبسوت (1457-1472 ق.م) من الأسرة الثامنة عشرة (1549 -1298 ق.م) تحت قيادة الوزير (نحسي)، ونقشت مناظرها على جدران معبد حتشبسوت بمنطقة الدير البحري في البر الغربي بالأقصر.
إذ أعدت الملكة حتشبسوت سفناً كبيرة لهذه الرحلة غادرت طيبة في النيل، ووصلت إلى البحر الأحمر عن طريق القناة التي كانت مستخدمة في ذلك العهد، مخترقة “وادي الطميلات” بالصحراء الشرقية؛ ثم عادت إلى مصر محملة بخيرات «بوذت» من بخور وعطور وأخشاب وحيوانات، كما أحضرت إحدى وثلاثين شجرة لزرعها في حديقة المعبود “آمون” بالدير البحري.
واهتم المصريون بتدوين تفاصيل هذه الرحلة فنرى استقبال مندوبا الملكة لزعماء “بونت” والهدايا التي قدمها إليهم، كما رسموا أيضاً القرية الساحلية التي رسوا عندها. وعنوا عناية خاصة برسم جميع أنواع الأسماك التي رأوها في البحر الأحمر.
التجارة في مصر القديمة الخارجية:
كانت مصر في تاريخها القديم والوسيط بلداً مسالماً اتصل بجيرانه تجارياً على نطاق واسع، ولم تعوف التوسع العسكري إلا في بداية التاريخ الحديث للدولة الفرعونية منذ الأسرة الثامنة عشرة بسبب ملاحقة الهكسوس في بلاد الشام، ولذلك حفل تاريخها القديم بعلاقات تجارية واسعة مع الشواطئ الفينيقية في بلاد الشام عبر أساطيلها البحرية، ومع ليبيا بحرا وبراً ومع بلاد النوبة وأواسط أفريقيا، ومع جزر البحر المتوسط وبلاد الإغريق القديمة في عصورها الغابرة منذ بداية العصر البرونزي.
كانت مصر تستورد من السواحل الشامية الأخشاب (الأرز بخاصة) والمصنوعات الجلدية والمعدنية والخشبية والمنسوجات، وتستورد من جزيرة كريت اليونانية الأدوات بمختلف أنواعها، وكانت تستورد من ليبيا الزيوت. أما من النوبة وأواسط أفريقيا فكانت تستورد ما تفتقر له من الأشجار والمزروعات والعاج والريش والحيوانات والبخور، ومن بلاد بونت (الصومال) المر والبخور.
وكانت مصر تصدر لهذه المناطق ما تنتجه من الحلي والأواني والكثان والبردي والفخاريات والملابس في مصر القديمة.
أشهر وأكبر الرحلات التجارية كانت مكونة من أربعين سفن تجارية حملت البضائع المصرية إلى المدن الفينيقية في عصر الملك سنفرو أول ملوك الأسرة الرابعة (حوالي 2680 ق.م) وعادت السفن محملة بالأخشاب والمصنوعات والاثاث وأبواب القصور والمعابد.
وحصلت رحلة شبيهة بها في عصرالملك ساحو رع من الأسرة المصرية الخامسة،
أما في عصر الملكة حتشبسوت (حوالي 1450 ق٠م)
فقد أمرت في العام السادس أو السابع من حكمها “بإبحار خمس سفن ضخمة إلى بلاد بونت، أرض البخور قرب الصومال، لإحضار منتجات هذه البلاد إلى مصر تحت قيادة القائد نحسي، وبدأت الرحلة الطويلة من أحد موانئ البحر الأحمر بالقرب من وادي الجاسوس الفرعوني “مرسى جواسيس“، وقد صورت هذه الرحلة البحرية التي تعتبر من أهم النقوش لدراسة بلاد بونت ومنتجاتها على جدران معبدها الجنائزي في الدير البحري.
أصبحت مصر سوقاً عالمية منذ القرن السادس قبل الميلاد، وأصبحت ملتقى الحضارات الغربية والشرقية، وزاد التبادل التجاري العالمي فيها بشكل كبير، وتطورت أعمال المقايضة بشكل كبير وأصبح الملك (الفرعون) هو التاجر الأكبر في البلاد، وظهر رأس المال التجاري والربوي بوضوح.
وكانت أغلب استيرادات التجارة في مصر القديمة الخارجية عبارة عن بضائع تسد حاجة البلاط الملكي والطبقة الحاكمة وليس لتوزيعها في سوق داخلي للتجارة أو على صغار التجار الداخليين. ولعل السبب الرئيس الذي جعل مصر تحتل هذا المركز هو ما فعله الملك بسماتيك الأول (664 – 525 ق.م) وحتى الملك بسماتيك الثالث من الأسرة المصرية السادسة والعشرون.
وأهم ما فعلاه هو إرسال أسطول تجاري لاستكشاف شواطئ القارة الأفريقية ابتداءً من البحر الأحمر ومروراً بكل حافات قارة أفريقيا والدوران مها وصولاً إلى مضيق جبل طارق ثم الدخول في سواحل البحر المتوسط والعودة إلى مصر.
وكانت هذه الرحلة الشهيرة التي استغرقت ثلاث سنوات بمثابة الرحلة الاستكشافية لسواحل قارة أفريقيا، فضلة عن كونهم حملوا أسطولهم البحري بمختلف أنواع البضائع وأشاعوا فكرة التواصل التجاري بين أفريقيا والعالم القديم من خلال مصر، وهكذا كان لهذه الرحلة أثرها الكبير في تنشيط التجارة في مصر القديمة العالمية آنذاك.
كان حجم الأساطيل الكبيرة دلالة على سعة التبادل التجاري بين مصر وبقية العالم؛ فمنذ أسطول الملك سنفرو حتى أسطول بسماتيك كان الأسطول التجاري قد تطور كثيراً من جميع النواحي.
مصادر التجارة في مصر القديمة: كتاب الحضارة المصرية خزعل الماجدي
اعتمد على منظم رحلات الغردقة لتوفير جولات يومية لزيارة معالم السياحة للاكتشاف اسرار مصر، الحجز اونلاين عند قدومك للغردقة، الجونة، سهل الحشيش، مكادي بي، سوما بي، خدمات مميزة من أفضل منظم جولات سياحية في مصر.