الحياة الاجتماعية في مصر القديمة
الحياة الاجتماعية في مصر القديمة | التربية والتعليم وتقاليد الزواج والطلاق عند الفراعنة

الحياة الاجتماعية في مصر القديمة | التربية والتعليم وتقاليد الزواج والطلاق عند الفراعنة ولماذا اهتم المصريون القدماء بالتعليم وما هي طبيعة المجتمع المصري القديم؟

وما هي حياة واسرار البيت والأسرة المصرية في حضارة  مصر القديمة, حقائق واسرار عن تربية الأطفال عند الفراعنة وكيف كانت تتكون الاسرة وبيوت السكن والمزيد.

ما هي طبيعة المجتمع المصري القديم؟ الحياة الاجتماعية في مصر القديمة

كيف كانت الحياة الاجتماعية في مصر القديمة؟

حافظ المجتمع المصري على بنائه التقليدي القديم المتمثل بالأسر المتقاربة في تجانسها النسلي والاجتماعي طيلة زمن تاريخه القديم الطويل، و”كانت الأسرة هي النواة الحقيقية للحياة الاجتماعية المصرية، ويبدو أن الأسرة كانت في بادئ الأمر ذات إطار محدود، قوامها زوج هو رأس الأسرة وزوجة هي ربة البيت.

وأطفال يعيشون في كنف الاثنين وتحت رعايتهما، ثم سرعان ما أخذت تتعدى ذلك إلى العمات والخالات، بل الأعمام والأخوال، كما يشير إلى ذلك نص أمير قوص من الأسرة المصرية السادسة بفترة المملكة القديمة في مصر الفرعونية، فضلاً عن برديات الكاهون الطبية يشير فيها جندي يدعى “سنفرو” أن أسرته إنما كانت تتكون من أمه وجدته لأبيه وثلاث من عماته.

ومن ثم فالأسرة بهذا المعنى إنما كانت تشمل جميع الأفراد الذين يعيشون في كنف رب الأسرة، أياً كانت درجة القرابة التي تربطهم به، ويبدو أن رب الأسرة إنما كان يتكفل عادة بنساء الأسرة غير المتزوجات، أو أن الأسرة كانت تشمل الوالدين والأولاد والأخوة والأخوات والأصهار والموالي والمحظيات والخدم، فقد كانوا جميعاً يخضعون لسلطة رب الأسرة.

كان الزوج رب الأسرة يسمي (هي) أي البعل، و(نب) أي ولي الأمر و(بن) أي الأخ. أما الزوجة فكانت تسمى (حمة) أي الحرمة، و(مرة) أي الحبيبة، و(سنه، سونه) أي الأخت، وكان الناس يسمونها (نبت بر) أي ست البيت.

كان الزوجان يشيران بالحب لبعضهما البعض بلفظ (أخ) أو (أخت) وأثناء الدولة الحديثة، كانت لفظة (أختي) مرادفاً للفظة (عزيزتي) أو (زوجتي).

ولم تكن الزوجة أختاً للزوج بالمعنى -البيولوجي بل إن لقب الزوج (سن) كان يعني بدقة (صنو) أي مقابل أو شبيه أو أخ وكذلك لقب الزوجة (سنه) أي (صنوة) أي المقابلة أو الشبيهة أو الأخت، هذان اللفظان هما اللذان صنعا فكرة زواج الأخ من الأخت عند العامة ولكنها غير صحيحة. رغم أن الزواج الملكي كان يقضي، لاعتبارات نقاوة الدم الملكي، بزواج الأخ من أخته.

كانت الأسرة المصرية تتكون من المكونات الآتية – الحياة الاجتماعية في مصر القديمة

  1. المكون الرئيس: الزوج والزوجة والأبناء
  2. المكون الثانوي: الأعمام والعمات والأخوال والخالات
  3. المكون الثالث: الأجداد والجدات

وكان الزوج هو رب الأسرة مهما كثر عددها، ويعكس هذا الأمر مدى التلاحم الأسري المتوارث ولكنه يشير أيضاً إلى كثرة المشاكل الناجمة عن هذا الجمع الكبير.

رغم أن الأسرة التقليدية كانت نتكون أساساً من مكونها الرئيس فقط (الزوج والزوجة والأبناء)، والعلاقة بين الزوج وزوجته كانت تصور في جميع العصور بطريقة تنم عن الإخلاص والوفاء.

وهما إذا جلسا الواحد منهما إلى جانب الآخر فإننا نرى الزوجة، كما سبق أن قلنا، تلف ذراعها حوله دليلا على حبها له وانعطافها نحوه، وإذا ما ذهب لصيد الطيور البرية في المستنقعات فإنها ترافقه في قارب الصيد هي وابنته الصغيرة وقطته المدللة.

وفي مختلف مناظر الحياة اليومية تمثل المرأة تصحب زوجها حين يقوم بجولاته في صناعته وتراقب الصناع أثناء عملهم، وتشهد عملية تعداد الماشية، وتشرفا على عمال الحصاد في الحقول.

الحياة الاجتماعية في مصر القديمة – تربية الطفل في مصر القديمة

كانت الأم هي العامل الحاسم في تربية الأطفال، فهي ترعاهم منذ ولادتهم حتى شبابهم، وتعلمهم القيم التي نشأ عليها المجتمع وآداب السلوك وربما كانت ترسلهم إلى المدرسة لكنها كانت توفر لهم فرصة اللعب لتتوسع مداركهم وليهنؤوا بالتسلية في طفولتهم.

وكانت الألعاب الأولى هي الدمى وكان بعضها يتحرك عن طريق الخيوط كتماثيل الأقزام الصغيرة والحيوانات المصنوعة من الخشب أو العاج. “وتراث الأدب المصري القديم والحكمة المصرية حافل بمكانة الطفولة ورعاية الطفل والإشارة إلى التوصيات المهمة للأبناء لرعاية آبائهم كما رعوهم في طفولتهم.

الحكيم آني يقول لابنه خونسوبردية آنى”: “وحينما تصبح شاباً، وتتخذ لنفسك زوجة؛ وتستقر في بيتك: ضع نصب عينيك كيف وضعتك أمك، وكيف ربتك بكل الوسائل، فليتها لا تغضب عليك، ولا ترفع أكف الضراعة إلى الإله، وليته لا يسمع عويلها.

وحين يشب الطفل يتعلم مع بقية الأطفال أصول اللعب الجماعي ذات الطبيعة الرياضية أو الغنية، وقد ذكرنا في فقرة الألعاب أنواعاً كثيرة منها. وفي سنوات الصبا والمراهقة كان الأطفال يلعبون بعض الألعاب الذهنية كألعاب السينبت والسلم والثعبان وغيرها. “وكانت أسر الطبقة العليا وحدها هي القادرة على إرسال أبنائها للمدرسة.

ويتلقى أبناء الفراعنة تعليمهم وتدريباتهم في فصول دراسية بالقصر الملكي، أما الأولاد الآخرون من أبناء الطبقة العليا، فلهم من الحظ ما يتيح إرسالهم إلى مدارس المعابد المصرية منذ سن الثامنة تقريباً. وكان الصبية، سواء من يتلقون التعليم في القصر أو على أيدي كهنة مدارس المعبد، يتعلمون الفضائل مثل آداب السلوك والأمانة والقراءة والكتابة وديانة قدماء المصريين والتاريخ وجغرافيا مصر القديمة والكيمياء في مصر القديمة.

وكانت بعض الأمهات يستعملن حمالة الصدر لحمل الأطفال كما في هذه الصورة المأخوذة من مقبرة ضمن مقابر الشيخ عبد القرنة  بالأقصر، وكانت بعض النساء تستعمل وصفات طبية لزيادة إدرار اللبن مثل حرق عظام سمك معين في الرزيت وتسحقها، ثم تدلك بها سلسلة ظهرها. أو تحرق رغيف خبز عفن وتخلطه بنبات (خساو) ثم نأكل خليطهما وهي جالسة تفترش ساقيها من تحتها.

كيف كانت التربية في مصر القديمة؟

كان عقاب الأطفال سارياً في التربية المصرية القديمة بسبب قساوة ظروف العيش ورغبة من الآباء والمعلمين في إنشاء الأبناء بطريقة قوية كما يعتقدون و”كان المعلمون القدماء يلجؤون إلى ضرب الطفل في المدرسة وذلك بعد أن تنفذ الأساليب الأخرى مثل التعنيف بالكلمة والتهديد بالضرب.

وكان الطفل أحياناً يضرب على القدمين وكان ذلك بالعصا أو بسير من الجلد. وكان التلميذ يعلق فيما يشبه الفلقة وهناك من الوثائق ما تؤكد لنا ضيق التلاميذ بمثل هذا العقاب وهناك أيضاً عقاب الحبس في المعبد.

وفي الجانب التربوي الذي كرسه الحكماء كان هناك، أيضاً، حث على استعمال القسوة “وكرس بتاح حتب نفسه لتعليم الأطفال لاعتقاده أنه وريث الحكمة على الأرض، وكان يؤمن بأن العقاب البدني يحث على الفضيلة فيجب الالتزام بقانون السماء والأرض الذي يخبرنا أن نتعلم عن طريق التألم والمعاناة.

يقول (إن كل طغل في بدء تطوره ليس إلا حيواناً تقريباً، والنتيجة المترتبة على ذلك أنه إذا أهملت العصا فسد الطفل، فيجب أن يتعلم الصغير كيف يطيع بالسوط تماماً كالحصان الجموح، لكن بالإضافة إلى العقاب فالطفل في حاجة إلى النصح، فعليه أن يتعلم النظرة الفلسفية إلى الحياة، فالنظرة الفلسفية هي أحسن ميراث أستطيع أن أتركه لابني.

كانت أسماء الأطفال، كما هو عصرنا الحالي، تطلق على الأطفال تحبباً بهم وتهليلاً بمقدمهم، وكانت تحمل، أحياناً، وصفاً لهم أو تمنياً بوصف نوعي لهم.

التربية والتعليم في مصر القديمة

حقائق وتاريخ تطور نظام المدارس ومراحل التعليم عند المصريين القدماء الفراعنة, اكتشف مراحل التعليم المدرسي في الحضارة الفرعونية واهم المدراس الفرعونية عبر التاريخ.

الأدب الأخلاقي – الحياة الاجتماعية في مصر القديمة:

ترد الوصايا في جميع نصوص الحكماء المصريين الذين سنتحدث عنهم، وهناك تعاليم مدرسية مهمة وردت في نصوص عثر عليها ضمن مخطوطات بردية للتلاميذ في عصر المملكة الحديثة في مصر القديمة بداية حكم ملوك الفراعنة الاسرة المصرية التاسعة عشر وما بعدها، وكانت تتحدث عن النصائح والتحذيرات الموجهة إلى طلبة المدارس والتي تشمل: الحياة في المدرسة، الاجتهاد، نصائح معلم إلى تلميذه، وضع التلميذ في القيود، تمجيد مهنة الكتبة، وغيرها.

ويذكر علماء علم المصريات أنهم عثروا من عصر المملكة الوسطى في مصر القديمة على كتاب كمت المسجل على عدة آثار (أهمها أثران موجودان في ميونخ وبروكسل) وهو أول كتاب مدرسي يضم القواعد والأصول التعليمية وما يجب على المتعلم معرفته.

ما هي سمات التربية في الحضارة الفرعونية؟

نصائح دواؤف – الحياة الاجتماعية في مصر القديمة

الذي نصح ابنه ليقبل على العلم ويحب الكتب، بل ويركز حب قلبه فيها حتى يصبح كاتباً فتنفتح أمامه كل فرص الثروة والترقي بين الموظفين، ويذكره بأنه عندما يتم تعليمه فإن الناس يقدمون له احترامهم حتى ولوكان طفلاً حديث السن.

ويكلفه الحكام بالقيام ببعض المهمات فيعدد المهن وعيوبها: “ولكني رأيت الحداد يؤدي عمله عند فوهة الفرن، وقد أصبحت أصابعه كما لو كانت من جلد التماسيح وقد فاحت منه رائحة أكره من قذارة السمك. وبعد ذلك الحرف والصناعات المختلفة، فيتكلم عن النحات الذي يعمل في نحت الأحجار الصلبة فإذا ما فرغ من عمله يكون التعب قد شل ذراعيه وأصبح منهوك القوى وعندما يستريح (من عمله) عند الغروب يكون ظهره وفخذاه قد صارمت حطاماً.

ويعرج على الحلاق الذي يعمل في حلق رؤوس الناس ولحاهم حتى يحل المساء، يسير من شارع إلى شارع بحثاً عمن يحلق له. إنه يسبب لذراعيه الإنهاك لكي يملأ بطنه، وما أشبهه بالنحلة التي لا تصيب الطعام إلا بعملها”. ولا ينسى البناء والبستاني وكيف يشقيان في عملهما، أما الفلاح فهو في شقائه يتحمل فوق ما يطيق، كما يذكر النساج والاسكافي وحامل الماء، والسماك الذي يذكر عن شقائه أنه يكفيه عمله على حافة النهر واختلاطه بالتماسيح.

فإذا ما قال أحد يوجد تمساح هنا أعماه الخوف. انظر أنه لا يوجد من يعمل دون أن يكون هناك رئيس آمر له ما عدا الكاتب فإنه هو نفسه الرئيس. وبعد أن يفرغ من تعداد متاعب كل تلك الحرف يعود ثانية للإعلاء من شأن العلم والكتب، يقدم لابنه بعض النصائح التي تساعده على اكتساب محبة الناس، وأهمها طبعاً القناعة وطاعة الرؤساء، ويحذره من إحداث الضجيج عند عودته من المدرسة.

الحياة الاجتماعية في مصر القديمة – نصائح أمنؤبي:

  • لا تتخذ الرجل السريع الغضب لك صاحباً ولا تزره لتحادثه
  • وامنع لسانك من مقاطعة من هو أرفع منك. وخذ الحيطة لنفسك خوفاً من أن تذمه
  • ولا تجعله يرمي بكلامه فيوقعك في أحبولة
  • ولا تسرف في إعطاء الحرية لنفسك عند الإجابة
  • ويجب ألا تناقش في إجابتك إلا مع من يماثلك قدراً
  • واحتط لنفسك لئلا تندفع في ذلك
  • إن الكلام يتدفق في سرعته عندما يحس القلب بالأذى
  • وهو أسرع من الريح عند مخارج المياه..
  • فلا تثب لتمسك بمثل هذا الشيء
  • لئلا يحملك الفزع ويرميك بعيداً.

المدارس في مصر القديمة

كانت المعابد تضم ملحقين أساسين هما:

(بر- با) أي (بيت الروح) الحياة الاجتماعية في مصر القديمة

وهو المدرسة الخاصة بتدريس العلوم الدينية وأصبح اسمها البرابي.

(بر – عنخ) أي (بيت الحياة):

 وهو المدرسة التي كان يتم فيه تدريس كافة العلوم (الكيمياء في مصر القديمة والنحت في مصر القديمة والفلك في مصر القديمة والطب في مصر القديمة والعمارة في مصر القديمة وغيرها). وأحياناً كانت تسمى أيضاً (بيت النظام).

كانت المدارس تدعى عندهم (بيوت النظام). ولها قوانين شديدة حتى ورد في ورقة النطاسي البردية “حذار حذار من الكسل أيها الطالب لئلا تضرب بالعصا ضرباً أليماً”. وكانت للمدارس لجان تؤلف كل سنة للامتحانات العمومية. والفراعنة أنفسهم هم الذين ينتخبون الأكفاء من الناجحين ليقلدوهم المناصب العالية. وكانت الكفاءة وحدها هي التي تؤهل المرء للوظائف على اختلاف أنواعها، فلم تكن الوظائف عندهم وراثية.

وقد ورد في أمثال الحكيم آني: “لا يجوز أن يعين الابن بدلاً من أبيه وكيلاً لخزانة بيت الملك، وإلا أميناً لأختام بيت فرعون ولا يورث الكاتب الماهر وظيفته إلى أولاده، فيجب عليهم أن يكتسبوا المعالي بكدهم وينالوا المجد بجدهم واجتهادهم.

من هو إله التعليم عند الفراعنة؟

لم يضع المصريون إلهاً للمدرسة بل وضعوا إلهاً للكتابة والمعرفة هو الإله تحوتالالهة المصرية القديمة” الذي رمزوا له بالطائر(أبو منجل) وبالحيوان (القرد)، وتحوت هو إله العلم والسحر ومبتدع اللغة ومحكم دورة الزمن والتقويم، وصانع القوانين والأعداد والحساب وهو راعي الكتاب وطلبة المعرفة.

أما الإلهة (سشات) فهي إلهة الكتابة والتسجيل والحساب وخزانة الكتب والإلهة “سشات” ربة الكتابة فكان يجسدها أصلا عمود أو نُصب على قمته شكل نجم، بينما كان رمز المعبود “حا” رب الصحراء الغربية هو شكل سلسلة جبلية من قمتين أو ثلاث ترتفع على سارية أو لواء ذلك الإله.

أما الرب “إميوت” أو “الملتف في أربطته” فكأن رمزه المادي المقدس هو عمود أو نصب معلق به جلد حيواني، وقد وحد “إميوت” مع الإله انوبيس رب الموتى منذ بداية الدولة  الوسطى، وأخيرا كان هناك عمود أو نصب الإله مين الذي ألمحنا آنفاً إلى ظهوره على إحدى صلايات حضارة نقادة الثالثة في عصر ما قبل الأسرات .

لماذا اهتم المصريون القدماء بالتعليم؟ الحياة الاجتماعية في مصر القديمة

لم يكن غرض التعليم في مصر هو محو الأمية عن الناس بل كانت غايته الأساسية دينية (لتهيئة كهنة جدد) ودنيوية (لتهيئة موظفين جدد)؛ فكان الطفل يذهب إلى المدرسة وهو في حوالي العاشرة من عمره، وكان يتدرج في التعليم كما يلي:

ما المراحل التي كان يمر بها الطالب في مصر القديمه؟

مراحل التعليم الأولى

حيث يتعلم الطالب مبادئ الكتابة والقراءة مع بعض العلوم البسيطة. وكان التعليم يجري بوسائل عديدة منها الوعظ والإرشاد والإغراء والوعيد والتحذير والتذكير والتهديد والضرب والعقاب بالقيد، وكان الضرب وارداً في تلك المدارس الابتدائية، ومشهور ذلك المثل المصري الذي يقودن إن آذان الصبي في ظهره فهو يصغي عندما يضرب.

ورغم وجود المدرسة لكن التعليم في البيت، في هذه المرحلة، كان أكثر شيوعاً، أما أبناء الملوك فكانت لهم مدارس خاصة وأساتذة كبار.

لم تكن المدارس المستقلة شائعة بل كانت غرفاً تابعة للمعبد تسمى (بيت الحياة برعنخ)، ولم تظهر المدارس المستقلة إلا في الدولة الوسطى. وكان تعليم البنات نادراً جداً. وكان الطالب يعتمد على المذاكرة ونسخ البرديات وليس لدينا دليل على وجود الامتحانات حتى عصر البطالمة.

مادة الدراسة كانت أدبية بالدرجة الأولى، وكانت الرياضيات تقتصر على معرفة الأعداد وكيفية كتابتها، وكانت كراسات الطلبة هي عبارة عن ألواح من الحجر أو الطين أو الاوستراكا (الشقافات، اللغف). كانت مدة التعليم الأولي تتراوح بين (4-5) سنوات.

مرحلة التعليم المتوسط – الحياة الاجتماعية في مصر القديمة

كان غرضه التوسع وزيادة المهارة في الكتابة والقراءة وبدء تدريس التخصص الديني أو الدنيوي. ولم يكن لهذا التعليم مدى محدود؛ لأنه ينتهي حال قناعة المعلم بأن الطالب أصبح قادراً على أداء مهمته في المعبد أو وظائف الدولة.

كان الكاهن باك ان خنسو من عصر الرعامسة بداية حكم ملوك الاسرة المصرية العشرون أنه قضى أربع سنوات في التعليم الكتابي الأول، ثم عاد بعد ذلك (وبعد فترة 12 عاماً قضاها بالإسطبل الملكي) فتعلم ليصبح كاهناً مطهراً في دار آمون بصفة ابن تحت إشراف (بد) أبيه، مما يشير إلى أن اتجاه الابن إلى تخصص أبيه كان يلعب دوراً في التوصية للكهنوتي أحياناً.

وكان يمكن للطالب أن يساعد أستاذه في المهنة ويتدرب معه في أماكن الكهنة أو الموظفين كنوع من التدريب.

ولدينا من وثائق عصر الرعامسة ما يرسم لنا بعض الصور من تلك المرحلة، فنرى كيف كان يعهد بالطلاب فرادى وجماعات إلى نفر من كبار الموظفين الذين يعملون في مختلف مرافق الدولة كمرافق المال وإدارة شؤونه أو إدارات الجيش أو إدارة الثروة الحيوانية أو رعاية الشؤون الدينية بالمعابد.

الحياة الاجتماعية في مصر القديمة – مرحلة التعليم العالي

جرى التعليم العالي (المتخصص) في بيوت الحياة أيضاً ولم يجر في مدارس مستقلة عن المعبد، وكانت بيوت الحياة أماكن لتجمع الكهنة والعارفين والبرديات وفيها تؤلف وتنسخ  النصوص باللغة المصرية القديمة وفيها المكتبات الأولى، وكان اسمها (بر – عنخ) دالاً، وقد تعرف الآثاريون على واحدة منها في تل العمارنة لفترة حكم الملك أخناتون بعصر الاسرة المصرية الثامنة عشر تتألف من بنائين أحدهما كبير يتألف من ست غرف والثاني أصغر، ويقع كلاهما على بعد 40 متراً جنوب المعبد الكبير وحوالي 100 متر شرق المعبد الصغير، وكان يتخرج من هذه الدور أو البيوت المتخصصون الناضجون ي المجالين الديني والدنيوي.

ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن المتخرجين في دور الحياة لم يكونوا كهنة بالمعنى المعروف، فهم ألصق بالعلم منهم بالدين، وألقابهم تشير إلى تمسكهم بالألقاب الخاصة بالكتاب، أكثر من التصاقهم بألقاب الكهنة، وأن كان هذا لم يحل دون أن يجمع بعضهم بين وظائف دور الحياة.

ووظائف الكهانة في آن واحد، أو أن يتولى منصباً دينياً في دار الحياة نفسها، بحيث ظهر منهم من تلقب بلقب (الكاهن الأعلى لدار الحياة)، ومن تلقب بلقب (الكاهن الأول لدار الحياة)، ومن تلقب بلقب الأب المقدس لالهة رع أتوم في دار الحياة.

ما هي بيوت الحياة في مصر القديمة الفرعونية؟

عين شمس (أون، أيونو، مدينة هليوبوليس):

(أون) هي عاصمة الإقليم 13 من أقاليم مصر السفلى (الدلتا)، وهي أعظم المدن في اهتمامها بعلوم الأسرار، وارتبطت المدينة ومدرستها بالإله رع واهتمت بحكمة نشوء الكون، وكان (رع أتوم) قد أخذ مكانته الأسطورية والعرفانية في ثقافات المدرسة التي كانت تدرس الفلك في مصر القديمة والدين وأسرار الحكمة والطب وداب السلوك.

وقد نشأت مدرسة (أون) حوالي عام 2240 ق.م وآثارها في عين شمس بالمطرية وبه بقايا مسلات الفراعنة من الجرانيت الأحمر “مسلة سنوسرت الأول” وهي واحدة من مسلتين أقامهما الملك سنوسرت الأول ثاني ملوك الأسرة الثانية عشر بعصر المملكة الوسطى في مصر القديمة.

هذا وقد كفل لمدينة “عين شمس” شهرتها في الفلسفة والدين قِدم مذهبها في نشأة الوجود، ثم ارتباطها بإله الدولة “رع”؛ فقد تداخل مذهبها الذي اتخذ “رع أتوم” المكانة الرئيسة فيه مع أغلب فلسفات المصريين الدينية والأسطورية، وأضحى موضعاً لتأويلات وشروح المجتهدين، هذا فضلاً عن أن النشاط العلمي والفكري في عين شمس قد تعدى أصول الفلك والدين وفلسفته وأسراره وتدريس الحكمة وآداب السلوك، إلى الطب، بردية إبيرس الطبية يقول فيها: “لقد تخرجت من أون مع كبرياء القصر العالي، أرباب الحماية وسادة الأبدية.

درس في هذه المدرسة الكثير من علماء وفلاسفة الإغريق ومنهم أفلاطون الذي أمضى حوالي 13 عاماً فيها، وفيها تبلورت أفكار فلسفته المثالية، ومن طلابها أيضاً صولون مليكوج. وطاليس. وأسماها الإغريق هليوبوليس التي تعني (مدينة الشمس) لأنها مدينة الإله رع إله الشمس.

أما اسم (أأون) بالمصرية الهيروغليفية فيعني (البرج الفلكي) حيث كان الكهنة يرصدون منه السماء وكواكبها السيارة والنجوم ولذلك نشأ التقويم النجمي فيها الذي أدخلت عليه تعديلات طفيفة. ولا نستبعد أن الاسم العربي (عين شمس) هو في أصله (أون رع) والذي تحرف وترجم إلى (عين شمس).

وتنسب المسلتان أيضاً إلى الملك تحتمس الثالث وهما الآن في لندن ونيويورك، وكانت المدرسة العلمية في أون تسمى (دار أون)، وتلفظ أون أيضاً (أيونو)، وربما كان لهذه التسمية صلة بجزر أيونيا الإغريقية التي كانت على صلة ثقافية بهذه المدينة وبدارها العلمية اللاهوتية وتسمى نظريتها في خلق الكون بـ (نظرية التاسوع).

منف (إن جح، ممفيس) الحياة الاجتماعية في مصر القديمة

يذكر هيرودوت أن الملك نعرمر مؤسس الأسرة المصرية الأولى، هو الذي بنى ممفيس. وقد أصبحت منف عاصمة الدولة بشكل نهائي منذ أيام الملك زوسر ثاني ملوكالأسرة المصرية الثالثة، وكانت منف مدينة الإله بتاح، واسمها (إنب حبح) يعني (الجدار أو السور أو الحصن الأبيض)، أما (منف) فأصله (من نفر) أي (المقر الجميل).

ولا بد من ذكر أستاذ مدرسة منف وهو (إمحوتب) عالم المعرفة المصري. كانت مدرسة منف عريقة ونافست مدرسة أون في مذهبها عن نشأة الكون وكان كبير كهنة الإله بتاح فيها يلقب بـ (عظيم الفنانين).

الحياة الاجتماعية في مصر القديمة – مدرسة الأشمونيين (خمنو)

كانت هذه المدرسة مركز عبادة إله المعرفة (تحوت) وهي عاصمة الإقليم 15 من أقاليم مصر العليا (الصعيد) ثم طيبة (الأقصر)، ولها نظريتها الخاصة في نشأة الكون. ومعنى خمنو (خمون) هو ثمانية وشمنو اسمها القبطي وسميت أيضأ (بر – جحوتي) أي مقر الإله جحوتي (تحوت) وهو اسمها الديني، أما اسمها الدنيوي فهو (نوت) وأسماها الإغريق (هرمو بوليس ماحنا) أي مدينة هرمس الكبرى.

حيث طابقوا بين تحوت وهرمس، أما (ونوت) فهو اسم إلهتها التي كانت على شكل أفعى. وتسمى نظريتها في خلق الكون بنظرية الثامون. وكان الإله آمون مقره فيها وقام ملوك الأسرة الحادية عشر والأسرة الثانية عشر بنقله إلى طيبة، وتعزى أهميتها العلمية إلى أن إله العلم والمعرفة (تحوت) هو إلهها الأساسي.

مدرسة أبيدوس (أبجو، إبدو، ثني):

اكتسبت هذه المدينة أهميتها من إلهها (خنتي أمنتت) (إله عالم الموتى – الغربي) والإله أزوريرس، الذين تواجدا فيها. وكان (دار الحياة) فيها ملحقاً بالمعبد الذي ما زال قائماً فيها إلى اليوم، وكان معبدها المميز الجميل (بيت من ماعت رع) مكاناً لسبعة هياكل إلهية كبرى هي (حور وأوزر، ايزا، أمور، حور آخني، تباح، هيكل الملك). واكتسبت مدرستها الأهمية من العلوم المرتبطة اوزوريس (أوزيريكا) التي كانت بمثابة أساس علوم الأسرار.

مدرسة طيبة (الأقصر):

كانت مدينة طيبة تسمى أون أو إيون الجنوبية، وكانت تسمى (أوني)، وكان إله المدينة هو آمون (آمون رع) الذي أصبح الإله المطلق في الديانة المصرية. وكان معبد الأقصر قرب معبد دندرة ومعبد الكرنك الذي أسسه الملك أمنحتب الثالث بمثابة المحفل المصري الأعظم (الأوزيريكا الأعظم) لتعاليم الأسرار التي كانت نواة ظهور الحكمة المصرية والفلسفة الإغريقية.

وكان هو (دار الحياة) هناك، ولا بد أن نلفت الانتباه إلى أن مكتبة طيبة الملكية (المنيفثيون) كانت في العصر الهلنستي تحفل بأهمية خاصة تتأتى بعد مكتبة الإسكندرية الجديدة.

الحياة الاجتماعية في مصر القديمة – مدرسة صا الحجر (ساو)

كانت مدينة ساو  عاصمة للإقليم الخامس من أقاليم الدلتا (نيت محيت) أي (إقليم نيت الشمالي) حسب جغرافيا مصر القديمة وأصبحت عاصمة مصر أيام الأسرة المصرية الرابعة والعشرون ثم حكم ملوك الأسرة المصرية السادسة والعشرون العصر المتأخر بداية (العصر الصاوي: 664 – 525 ق.م) واسمها في اليونانية (سايس) وفي العربية (صبا الحجر) وسميت في العصر الصاوي (حات إنب حج) بمعنى (قصر الحائط الأبيض).

وأصبحت صا الحجر عاصمة مصر للمرة الثالثة في عصر الأسرة المصرية الثامنة والعشرون (404 – 399) ق.م. وكانت إلهة المدينة هي الاله نيت المقابلة لـ (أثينا) عند الإغريق إلهة الحكمة، وما زالت آثارها قليلة لكن فيها معبداً كانت فيه (دار الحياة).

مدرسة الإسكندرية:

مهما كتبنا عن مدرسة الإسكندرية فإننا لن نوفيها حقها لأنها ببساطة أعظم مدرسة في العالم القديم، ظهرت في العصر الهلنستي وأسسها بطليموس الثاني، والتي كانت تتكون من الأكاديمية أو المتحف (الموسيوم أو الموسيون) الذي ضم التراث المصري القديم من البرديات وتراث الإغريق. وظهر فيها خلط علوم الشرق والغرب لأول مرة في تاريخ البشرية، وهو ما شكل الثقافة العالمية الواحدة التي كانت مهداً لنشوء الأديان التوحيدية الشمولية.

كانت مكتبة الاسكندرية الرئيسة (البروهيوم) والفرعية (السيرابيوم) المكان الذي تم فيه تبويب معارف البشرية القديمة في الشرق الأدنى والغرب الإغريقي، وتبدو لنا مدرسة الإسكندرية خلاصة ثقافة الشرق والغرب وفيها أعاد الإغريق ترتيب ثقافتهم وفلسفاتهم، وظهرت فيها تيارات معرفية جديدة.

ما هي اشهر المكتبات في مصر القديمة – الفراعنة؟

فضلاً عن المكتبات المرافقة لـ (بيوت الحياة)، فقد كانت هناك المكتبات في مصر القديمة يتم فيها حفظ البرديات داخل جرار وصناديق، وكان بعضها مصنفاً. وكانت المقابر المصرية هي المصدر الرئيس لمعرفتنا بالمكتبات المصرية القديمة؛ فقد كانت تشير إلى أماكنها أو إلى أسماء الكتب التي فيها. وبشكل عام يمكننا التعرف على ثلاث مكتبات معروفة في مصر القديمة هي:

  1. مكتبة تبتينس في الفيوم وتحتوي على برديات كهنوتية.
  2. مكتبة طيبة التي أسسها الملك رمسيس الثاني من الاسرة المصرية التاسعة عشر 1250 ق.م. وفيها ما يقرب من 2000 بردية.
  3. مكتبة دير المدينة التي عثر فيها على برديات (موجودة الآن في مجموعة بردية تشيستر بيتي الطبية) وتعود للدولة الحديثة وفيها نصوص السحر في مصر القديمة وقصص أساطير الفراعنة وأساطير وترتيل ومؤلفات طبية ولتفسير الأحلام.

لا شك أن الزمن أتلف الكثير من المكتبات والبرديات. لم تكن المكتبات المصرية القديمة. مكتبات بالمعنى المتعارف عليه بل هي مخازن برديات، وكانت هناك أيضاً دور الوثائق الملكية والسجلات المختومة. وكانت المكتبة تسمى (دار البرديات) أو دار الكتب “ويذكر أحد الباحثين أن الاتصال بين دار الكتب ودار الحياة هو اتصال سلبي، ولكن منذ الدولة القديمة كان يوجد في كل معبد (دار كتب)، وقد وصلنا منها ما هو موجود في معبد أدفو وفيله.

ولما كان الوصف التوضيحي لها صغيراً جداً، يكمن التخيل أنها تحتوي على صناديق بها لفائف البردي، ففي فيلة لا توجد غير مقصورة واحدة لا تكفي سوى لصندوق واحد. وفي أدفو نجد النقش أصغر، والتي في فيله موجودة في أول الفناء وليس في صالة الاحتفالات مثل ما هو موجود في معبد إدفو ومعبد فيلة باسوان.

كان التعبير لفظياً عن الكاتب والكتابة واحداً وهو (سش) ولهما، في الكتابة، العلامات ذاتها، وهي عدة الكاتب (لوحة الألوان، حقيبة الأصباغ أي الحبر، علبة المساحيق، حامل الريشة)، ولكي يفرق بينهما يضاف في بدايتهما ما يعرف بـ (الخصص) الذي هو علامة لا تنطق وتدل على معنى الكلمة التي تسبقه، ففي حالة كتابة كلمة الكاتب يكون المخصص هو رجل جالس، وفي حالة كتابة كلمة الكتابة يكون المخصص هو لفة البردي.

من ناحية أخرى، فإن كلمة (سش) أصبحت في الديموطيقية (سغ)، ومنها في القبطية تحولت إلى (ساخ) وتحرفت إلى (ناسخ) بمعنى كاتب، ومن ناسخ اشتقت كلمات عديدة مثل ينسخ أي يكتب ونساخ بمعنى كاتب ومنسوخ أي مكتوب.

الحياة الاجتماعية في مصر القديمة – كيف كانت المكتبات قديما؟

وكانت قراطيس الكتب تحفظ ملفوفة في كسوات ضيقة محفورة في الحوائط، كما كان ينقش على تلك الحوائط لون من السجل يبين الكتب المحفوظة في هذه الدور، وفي القراطيس البردية والمخطوطات الكبيرة من الجلد النقي التي تتيح: “ضرب الشيطان وطرد التمساح وصيانة الساعة، والمحافظة على الموكب ونزهة الفلك الكبيرة، كتاب للخروج بالملك في موكب.

كتاب الأمانة في العبادة، حماية المدينة والدار والتاج الأبيض للعرش والعام، كتاب تهدئة “سخمت”، كتاب صيد الأسد وإبعاد التماسيح وإبعاد الزواحف، ومعرفة كل أسرار المعبد، ومعرفة القرابين المقدسة بكل تفاصيلها، وكل سجلات الهيئات الباطنة للإله، وكل مظاهر الآلهة والمعاونة التي يعاد رسمها كل يوم من أجل المعبد.

كتاب سجل المعبد، كتاب لإرهاب الناس، كتاب لكل ما كتب عن المعارك، كتاب في نظام المعبد، كتاب الخدمات التي يجب أن تؤدى في المعبد، إرشادات في زخرفة أحد حوائط المعبد، حماية الجسد، كتاب لرقية الملك في قصره، تعاويذ لاتقاء العين الشريرة، معرفة العود الدوري لنجمي (الشمس والقمر) دليلاً لمعرفة الظهور الدوري للنجوم الأخرى، سجل إحصائي بكل الأماكن المقدسة ومعرفة كل ما يوجد بها، كل الطقوس الخاصة بتجلي الإله خارج معبده أيام الأعياد الفرعونية.

تقاليد الزواج في مصر القديمة | حقائق عقود الطلاق عند الفراعنة وكيف كانت أنماط الزواج في العصر الفرعوني وحقوق المرأة والمزيد من اسرار الحضارة الفرعونية.

كيف كان الزواج في مصر القديمة؟

تاريخ أنماط ونظام عقود الزواج في العصر الفرعوني وكيف كان الطلاق وعادات المصريين القدماء وحقائق حول تعدد الزوجات عند الفراعنة وترجمة نصوص عقد زواج أمحوتب وتاحاتر والمزيد من اسرار الحضارة الفرعونية.

يقتصر الزواج في مصر، غالبا، على زوجة شرعية واحدة كانت هي سيدة البيت؛ أما تعدد الزوجات فكان نادراً ومقصوراً على العائلة الملكية والطبقة العليا من المجتمع. والرجل العادي من جميع الطبقات كان يمكن أن يتخذ ما يستطيع من المحظيات (سريات) من الجواري والإماء، لكن هذا الأمر كان شائعاً في الطبقة العليا فقط.

وهناك ما يشير، وبخاصة في عهد الدولة الحديثة، إلى أن أموال الزوجين إنما كانت مشترطة بينهما، وكان الزوج يأتي بالثلثين، والزوجة بالثلث، فإذا ما توفي أحدهما كان للزوج الآخر حق الانتفاع بنصيب المتوفى، على أن تؤول ملكية هذا النصيب إلى الورثة، أما نصيب الزوج الباقي على قيد الحياة.

فله أن يتصرف فيه بما يشاء من التصرفات ولعل في هذا إشارة إلى أن الزوجة إنما كانت تأتي معها إلى زوجها بقدر من المال، وهو ما يسمى البائنة الدوطة.

تقاليد الزواج في مصر القديمة

كان السن القانوني للزواج مبكر عند الفتيان والفتيات فهو للفتيان الخامسة عشرة وللفتيات الثانية أو الثالثة عشرة، وكان إشهار الزواج اجتماعياً كافياً في بدايات حضارة مصر لكنه ألزم الجميع بعقد مكتوب فيما بعد.

وكان كاهن آمون هو الذي يشرفا على الزواج، اًي أنه كان دينياً لكنه فقد هذه الصفة فأصبح عقداً مدنياً. ويبدو أن ولي أمر العروس كان ينوب عنها في كتابة العقد، وبعد القرن السابع قبل الميلاد أصبحت المرأة (وخصوصاً الثيب) تحضر كتابة العقد بنفسها، ويشهد شهود الحي على زواجها.

قيمة الصداق من أوزان الفضة ومكاييل الغلال، فضلاً عن مؤجل معين يدفعه إذا نشب بينه وبين زوجته ما يدعوه إلى الانفصال، وفي عقد متأخر تعهد زوج أن يقدم لزوجته نصيباً من الحنطة كل صباح، ومقداراً من الزيت كل شهر، وراتباً لنفقاتها الشخصية كل شهر.

وراتباً مفروضاً لتكاليف زينتها كل عام، كما تعهد كذلك أن يدفع تعويضاً إذا سرحها وتزوج سواها، وتضمن العقد نفسه عبارة مقصودة أكد الزوج بها لزوجته أنه يعلم تمام العلم أن نفقات زينة العام تخالف راتبها الشهري المعلوم، ولم يكن تأكيده هذا بدعة وإنما كان مما يقضي به العرف.

لا سيما أن شغف المصريات الموسرات بملابسهن وحليهن وصنوف العطور والدهون والزهور والمرايا والمكاحل والمراوح، فضلاً الشعور المستعارة للخروج والمحافل، كان شغفاً فريداً تشهد به صورهن الباقية والنماذج الكثيرة التي وجدت من أدوات زينتهن في مخلفات المقابر.

اتفاقات الزواج عند الفراعنة

سادت القيم الأخلاقية الرصينة في المجتمع المصري والأسرة المصرية وكانت قيم الزواج الناجح هي الغالبة وقد أسهب حكماء مصر القديمة في تفصيل هذه القيم والنصح بها كالعناية بحاجات المرأة ومتطلباتها ورعايتها بصمت ودون ادعاء وعدم التحكم بها، وكانت قيم التسامح والرضا سائدة، لكن المصري القديم لم يكن متساهلاً في مواضيع الخيانة والزنا، وكانت عقوبة الزنا الموت غرقاً أو حرقاً.

واستحب المصري القديم الزوج الغيور، وأبى الخلاعة من الأنثى، وارتضى القتل عقاباً للزانية ذات البعل ومن زنى بها، وبالغ الحكماء في تحذير الفتيان من مخالطة النساء، فقال “بتاح حوتب” لفتاه “احذر مخالطة النساء، فما طاب مكان حللن فيه، ومن سوء الرأي أن يتلصص عليهن إنسان.

وكم من امرئ ضل عن رشاده حين استهواه جسم براق، ثم تحول عنه إلى هباء، وأصبحت فترات استمتاعه القصار أضغاث أحلام، وأفضت به إلى الهلاك”.

ويقول الحكيم آني”: “كن على حذر من المرأة الغريبة (أي غير المتزوجة)، لا تطل النظر إليها عندما تمر بك، لا تكن لك بها أية صلة، ولا تقضي منها وطراً، إنها ماء عميق الغور، لا يعرفا المرء حناياه، احذر المرأة التي يغيب عنها زوجها، فقد تكشف لك عن مفاتنها، وتراودك عن نفسها.

وتشهدك ألا رقيب عليها، وتحيك شباكها لاصطيادك، لا تستجب لها حتى في غفلة من الناس، فإن فعلت، فإنه العار الذي يستحق الموت عندما يعرف الناس أمركما، ومع ذلك فهناك رجال لا يتورعون أن يقعوا في هذه الخطيئة الكبرى.

نظام الزواج في مصر القديمة

لم يكن الحجاب موجوداً في المجتمع المصري القديم ولم يلزم به الزوج زوجته، ولم تقعد الزوجة رهينة بيتها فقط، فقد كانت تزور الناس ويزورونها. وكان المصريون يفضلون زواج المصري من مصرية وبالعكس ولا يفضلون الزواج من الأجانب إلا إذا كان الأمر يتعلق بالنسب الملكي المرتبط بمصالح سياسية هامة ولذلك كان الأهل “يرون أن زوج البنت يجب أن يكون مصرياً.

ومن ثم فما كانوا يقبلون أن تتزوج المرأة من غير بني جنسها، ولعل السبب في ذلك أن المصريين إنما كانوا يعتقدون أنهم وحدهم المتمدنون، وأنهم الشعب الوحيد حقا ًالذي يحق له أن يحمل عن جدارة لقب “رومى” (بمعنى جنتلمان) وأما الأجانب فلا، كان القوم يسمون أنفسهم “الناس” أو “الرجال” تمييزاً لهم عن جيرانهم من الليبيين والأفريقيين والاسيويين.

والذين كانوا يزدرونهم ويطلقون على رؤسائهم لقب “وغد”، ونقرأ في رسائل العمارنة أن الملك كادشمان إنليل الأول” سأل الملك أمنحتب الثالث أن يزوجه من امرأة مصرية ضمن توسيع العلاقات الخارجية والتجارة في مصر القديمة، فرفض فرعون هذا الملتمس باحتقار، بحجة أنه “لم يسبق أن أرسلت أميرة مصرية إلى أي إنسان”، وحين يعيد الملك البابلي سؤاله لم يكن نصيبه هذه المرة بأفضل من الأولى.

ومن ثم فهو يطلب من فرعون أن يزوجه بأية امرأة مصرية، حتى يفخر بأنه تزوج من امرأة من مصر، ولعله شرف كان يصبو إلى تحقيقه، حتى يموه به على شعبه، ولكنه لم يحقق من ذلك شيئاً.

الطلاق في مصر القديمة

وكان الطلاق في مصر القديمة قائماً من ناحية الرجل فقط في حال عدم اتفاقه مع زوجته أو بسبب رغبته بالزواج من غيرها، على أن يسدد لها مبلغ (البائنة) أو ما يسمى بـ (المؤخر) في زماننا، وأن يرث أولاده منها نصيباً من ثروته. وكان الطلاق، إجرائياً، يجري بطريقة بسيطة، يتمثل في إعلان إنهاء العقد والارتباط أمام شهود، وبمجرد إنهاء هذا الإجراء يصبح كل من الشريكين حراً في الزواج مرة أخرى. وكانت صيغة الطلاق هي (هجرتك كزوجة لي، وأفارقك، وليس لي مطلب معك ويحل لك أن تتزوجي بغيري متى شئت).

لم يكن الطلاق شائعاً بين المصريين القدماء، ويحق للزوجة المطلقة الاحتفاظ بما كانت تملكه عند زواجها بالإضافة إلى ثلث العقارات والممتلكات المشتركة التي كسبها الزوجان أثناء فترة الزواج. وتؤول حضانة الأبناء للأم.

كانت العائلة المصرية شديدة التماسك وكانت الزوجة تقوم بخدمة زوجها وتقف إلى جانبه في السراء والضراء، وكان إنجاب الأبناء أمراً لازماً وضرورياً ويتعهد الأبوان بالتربية الصالحة، بل وكانت كثرة الأبناء أمراً محبباً، ولم يكن تعليم الأبناء ميسوراً لكل الآباء المصريين، لكن إتقان عمل الأب كان مظهراً من مظاهر الأسرة المصرية القديمة وكان تسجيل الأبناء يتم في مكان اسمه (بيت الحياة) وهو المدرسة.

كان الإرث ينتقل من الأب إلى الأبناء، وفي حالة عدم وجود أبناء فإنه ينتقل إلى الأخوة والأخوات، كان الابن الأكبر أحياناً مشرفاً على الميراث. وكانت البنت ترث من أبيها على ألا تنفقه لزوجها بل لها، أما ما ترثه من جواهر وحلي من أمها فلها حق التصرف بها كما تشاء.

وبعد الدولة الوسطى أصبح الإرث متساوياً تماماً بين الأبناء كباراً أم صغاراً ذكوراً أم إناثاً، ثم عاد القانون فرجح الابن الأكبر في عهد الدولة الحديثة، لكن الأمور عادت كما في الدولة الوسيطة بعد الأسرة الخامسة والعشرين في تساوي الجميع في الإرث.

نصوص عقد الزواج بين أمحوتب وتاحاتر:

في المتحف المصريمتاحف في القاهرة” يوجد عقد زواج يعود تاريخه إلى عام 231 ق.م أبرم بين أمحوتب وتاحاتر وفيما يلي ترجمته

“لقد اتخذتك زوجة وللأطفال الذين تلدينهم لي، كل ما أملك وما سأحصل عليه، الأطفال الين تلدينهم لي كل ما أملك وما سأحصل عليه، الأطفال الذين تلدينهم لي يكونون أطفالي، ولن يكون في مقدوري أن أسلب منهم أي شيء مطلقاً لأعطيه إلى آخر من أبنائي، أو إلى أي شخص في الدنيا. سأعطيك من النبيذ والفضة والزيت ما يكفي لطعامي وشرابي كل عام. ستضمنين طعامك وشرابك الذي سأجريه عليكي شهرياً وسنوياً، وسأعطيه إليك أينما أردت، وإذا طردتك أعطيتك خمسين قطعة من الفضة، وإذا اتخذث لك ضرة أعطيتك مائة قطعة من الفضة، إني موافقة على ذلك. وقد شهد على هذا العقد ستة عشر شخصاً”.

الحب في مصر القديمة  | حقائق واشهر قصص الحب في زمن الفراعنة. حقائق عن اهم الهة المصريين القدماء في الجنس والحب وما هي اسرار بردية توريف الجنسية التى تم اكتشافها لتحكي لنا ثقافة الحضارة الفرعونية.

الإشارات التي وردت في الموروث المصري القديم للجنس كثيرة وخصوصاً تلك الآثار الشعبية، فالكثير من البرديات تحدثت بصراحة عن الجنس والحب. بل والطب المصري أظهر الكثير في هذه الأمور المتعلقة بالجنس بشكل خاص، وكذلك الأدب والأغاني. وكانت الأفعال المتعلقة بالجنس كالختان والنظافة ووسائل منع الحمل (بغض النظر عن فاعليتها) موجودة في الحياة المصرية :

اسرار الشذوذ الجنسي:

كان الشذوذ الجنسي معروفاً في مصر القديمة ولكنه كان نادر وليس شائعاً فقد ذكرت بعض كسر الأواني الفخارية قرب طيبة (الأقصر) قائمة بثلاثة أنواع من الناس المصنفين جنسياً وهم:

  1. تاي: الذكور الذين لهم قضيب ينزل منه المني
  2. سخت: الخصي من الذكور الذين لا قضيب لهم
  3. حمت: المرأة التي لا عضو لها.

قد تدل هذه التصنيفات على الشذوذ الجنسي وقد لا تدل، لكن من المؤكد أن هناك خصياناً بترت أعضاؤهم الجنسية لأسباب دينية أو غيرها. وهناك آثار تدل على الشذوذ الجنسي، ومنها اللوحة المكتشفة في منطقة أونابس قرب الهرم لرجلين (نيانخنوم وختوم حتب) يمسكان بأيدي بعضهما ويقبلان بحضهما.

وقد كتبت أسماؤهم واتضح أنهم من رؤساء ورش النسيج وكتبوا أسماء رمزية لهم تعني (الوحدة مدى الحياة) و(لتتبارك أيامنا إلى الموت) وهو ما يعكس عهداً بينهما كان معلناً ومجاهراً به، وهناك ما يشير إلى أن أحدهما كان متزوجاً وله أطفال وأزيلت صورة زوجته لتحل محلها صورة صاحبه. وهناك أيضا التخطيط الذي يوضح عملية جنسية بين ذكرين

 اسرار بردية توريف الجنسية:

تعتبر بردية متحف تورين بإيطاليا المرقمة (55001) والتي وجدها شامبليون قرب مدينة للعمال في طيبة واحدة من أكثر البرديات الجنسية شهرة، وكانت ممزقة المضمون ولم تعرض إلا في عام 1973. ومضمونها هو عرض الأوضاع الجنسية المختلفة لممارسة الجنس.

وقد بقيت البردية الأصلية مخرومة وممزقة التفاصيل، لكن العلماء استطاعوا إعادة رسمها على ضوء ما تبقى منها، ونجد إعادة الرسم هنا، ولأن اللوحة عرضية وتضيع تفاصيلها عند وضعها كلها فقد آثرنا تقسيمها إلى ثلاث قطع (هي متصلة ببعضها في الأصل) وما شجعنا على ذلك أن هناك خطوطاً تفصل هذه القطع عن بعضها وهي كما يلي:

  1. الجزء الأيسر من البردية: يعرض رجلاً وامرأة وهما يمارسان الجنس بأوضاع مختلفة في ستة مشاهد
  2. الجزء الأوسط من البردية: يعرض الرجل والمرأة نفسيهما وهما في سبع أوضاع جماع
  3. الجزء الأيمن من البردية: يعرض مشاهد احتفالات في 12 مشهداً لحيوانات تشرب الخمر وتقرع الأدوات

ولنلاحظ أن كل المضاجعات تتم باستنشاق عطر زهرة اللوتس التي كانت تعتبر زهرة الخصوبة والجنس عند المصريين القدماء وخصوصاً عند النساء.

لم يكن تعدد الزوجات شائعاً، باستثناء الملك، وكان المصريون، دينياً، يعتبرون ممارسة الجنس نوعاً من النجاسة التي يجب تنظيفها قبل الصلاة أو الدخول إلى المعبد، لكنهم كانوا، دنيوياً، يحبون الجنس ويحتفون به ويصنعون أشكال الآلات الموسيقية بما يوحي جنسياً وكذلك بعض التمائم، وكان الاغتصاب عقابه خصي الرجل، وحتى لو كانت المرأة راضية فإنه يجلد ألف جلدة، وكانت المرأة الزانية يجدع أنفها. وكانت المثلية الأنثوية نادرة إن لم تكن معدومة.

كان الجنس في مصر جزءاً من الحياة ولم يكن محرماً لكن الأزواج كانت تفرض عليهم قيود اجتماعية ودينية تعرضنا لعقوبات بعضها.

كان إثبات الرجولة أو الأنوثة، في المجتمع المصري، يأتي عن طريق إنجاب الأطفال أي خصبهما الجنسي، وكان زنا المحارم موجوداً في مصر كما يشير لذلك العديد من الباحثين.

المثلية الصريحة في الحياة المصرية قليلة جداً، وحتى قصة الملك نفر كارع وقائده ساسنيت (من المملكة الوسطى) والتي تدور حول علاقة الملك السرية بواحد من قواده وربما تكون إسقاطاً عن قصة حقيقية عن (بيبي الثاني) وهي ما زالت مشوبة بالغموض.

مصادر الحياة الاجتماعية في مصر القديمة: كتاب الحضارة المصرية خزعل الماجدي

شركة رحلات الغردقة توفر لك أحسن عروض أسعار للرحلات البحرية والسفاري وجولات الأقصر لمشاهدة رسومات الحياة الاجتماعية في مصر القديمة على جدران المقابر الفرعونية والقاهرة للعروسين شهل العسل والعائلات والمسافرون العرب عند قدومك للغردقة، الجونة، سهل الحشيش، مكادي بي، سوما بي بخدمات مميزة من أفضل منظم الجولات السياحية في الغردقة مصر.

الأسرة المصرية القديمة في الحضارة الفرعونية وما هي حياة واسرار البيت والأسرة المصرية
الأسرة المصرية القديمة في الحضارة الفرعونية وما هي حياة واسرار البيت والأسرة المصرية

نبذة عن الكاتب

client-photo-1
Tamer Ahmed
Eng. Tamer Ahmed | Author & Researcher in History of Ancient Egypt Pharaohs. Booking Your Tours Online Whatsapp: +201112596434