الملك تحتمس الثالث | اكتشف تاريخ الحضارة الفرعونية وحياة أشهر ملوك الفراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشر في المملكة المصرية الحديثة. اسرار الملك تحوتمس الثالث الفرعون المحارب وما هي اسرار االصراع بينه وبين الملكة حتشبسوت على حكم حضارة مصر القديمة والآثار الفرعونية الخاصة به والمزيد لزيارة معالم السياحة والمواقع الأثرية في مصر الاثرية التاريخية.
فترة الحكم: 1479–1425 ق.م
مدة الحكم في مصر القديمة: ٥٤ عاما.
تاريخ الميلاد: 1481 ق.م
تاريخ الوفاة: 1425 ق.م
العمر: ٨٢ سنة.
الاب: الملك تحتمس الثاني
الام: الملكة إست
الزوجة: الملكة سات ياح اشهر ملكات مصر الفرعونية, الملكة حتشبسوت ميريت رع ولديها مقبرة الملكة حتشبسوت ميريت رع بوادي الملوك بالاقصر، الملكة نبتو
الابناء: الملك امنحتب الثاني
الاثار:
- تماثيل حجرية لتدل على تطور النحت في مصر القديمة وفن العمارة في مصر القديمة,
- مقبرة الملك تحتمس الثالث رقم ٣٤ في مقابر وادي الملوك جنوب مصر,
- معبد تحتمس الثالث الجنائزي من اشهر المعابد الجنائزية في مدينة طيبة,
- مسلات فرعونية ضمن مسلات الفراعنة
- بناء وتشيد ٤ مسلات ضخمة في مجمع معبد الكرنك بالأقصر وتم نقلها الان كلها في ميادين تركيا وامريكا وانجلترا وايطاليا.
- معبد تحتمس الثالث والذي يعتبر من اهم المعابد الجنائزية الفرعونية في منطقة الدير البحري بجبل القرنة بالأقصر بجوار معبد الملكة حتشبسوت ” لكن مهدوم حاليا”.
- بناء الكثير من المباني في مجمع معابد الكرنك.
- تشيد الكثير من المقاصير الملكية والمعابد الصغيرة.
- بناء البوابة العملاقة السادسة والسابعة وقاعة الاحتفالات في معبد الكرنك بالاقصر.
- تكملة بناء معبد هابو الخاصة بالملكة حتشبسوت.
- بناء معبد مخصصة لعبادة للآله بتاح اشهر الالهة المصرية القديمة في مدينة ممفيس.
- بناء معبد في منطقة أمدا وسمنة.
- بناء معبد على جزيرة الفنتين باسوان لعبادة الاله ساتت.
- تم اكتشاف تماثيل خاصة بالملك في مناطق معبد كوم أمبو ومعبد إدفو وعين شمس وأرمنت.
مسلات الملك تحتمس الثالث:
- بناء سبع مسلات كبيرة ولكنها حاليا موجودة بالميدان حول العالم.
- مسلة في لندن بريطانيا.
- مسلة في سنترال بارك نيويورك الولايات المتحدة الامريكية.
- مسلة في إسطنبول تركيا.
- مسلة في روما امام كنيسة القديس يوحنا باللاتيران إيطاليا.
حقائق عن حياة الملك تحتمس الثالث:
- كان يطلق على الملك الفرعوني في حضارة مصر القديمة نابليون العصر الفرعوني وهو ابن الملك تحتمس الثاني من الاسرة المصرية الثامنة عشر بعصر المملكة الحديثة في مصر القديمة.
- استلم حكم عرش مصر بعد ٢٠ عام من وفاة زوجة أبيه الملكة حتشبسوت أشهر ملكات مصر الفرعونية عبر التاريخ المصري وحصل على مراسم تتويج الفراعنة.
- قام بتدمير اغلب المعابد المصرية والاثار والتماثيل للملكة حتشبسوت مثل معبد حتشبسوت في الدير البحري انتقاما منها بسبب حرمانه من حكم مصر لفترة طويلة.
- القيام بأكثر من ١٥ حملة عسكرية لحماية حدود مصر الشرقية والجنوبية والغربية من الأعداء كما في جغرافيا مصر القديمة.
- كانت له رغبة شديدة في زيادة مساحة أراضي مصر والاستلاء على المدن والبلاد المحيطة.
- يعتبر من اول ملك فرعوني قام بتنظيم وابتكار أساليب جديدة في تكوين الجيش المصري، حيث قام بتقسيم الجيش في مصر القديمة الى قلب وجناحين وتحليل ودراسة ساحة المعارك قبل خوض المعركة.
- انتصر على امير قادش في معركة مجدو.
- تم اكتشاف نصوص باللغة المصرية القديمة الهيروغليفية على المعابد والمقابر المصرية الفرعونية تصف الملك تحتمس الثالث بصفات والقاب مثل “الثور الصغير الهائج الذي يهدد بقرونه ولا يقف في طريقه أي شيء” ولقب “التمساح سيد الرعب في المياه”.
- هو مؤسس بداية بناء الإمبراطورية المصرية القديمة الفرعونية والتي كانت تعتبر من ازهي وأفضل الفترات اقتصاديا في التجارة في مصر القديمة والعلوم المصرية القديمة.
- كان الملك الفرعوني حكيما ومشهود له بالحكمة لذلك حرص على تطوير الأدب المصري القديم والاهتمام بالمعتقدات كما في ديانة قدماء المصريين، حيث تم العثور على البرديات المصرية القديمة لنصائحه الى الوزير رخميرع ولديه مقبرة رخمى رع اثناء توليه حكم عرش مصر.
- كان لدى الملك زوجة أساسية وهي الملكة حتشبسوت ميريت رع وتم بناء مقبرة الملكة حتشبسوت ميريت رع لها في وادي الملوك بالأقصر.
معركة جدو:
كانت معركة بين جيوش الملك تحتمس الثالث في العام الثاني من تواليه الحكم ضد تحالف قوي من ٣٣٠ ولاية ومقاطعة تحت امارة امير قادش.
استخدام الملك تحتمس الثالث ذكاءه الحربي ووضع خطة محكمة لقضاء عليهم. حيث امر قوات الجيش بالسير في طريق جبلي وعر مختفي عن الأنظار وان يكن عنصر المفاجأة في الهجوم على الجيش الاخر.
بالفعل انتصر الملك الفرعوني وهزم الأعداء وانطلق ناحية مدينة مجدو لمحاصرة المدينة حتى استسلم أهلها بالكامل ثم عفا عنهم وفرض عليهم الطاعة ودفع الضرائب سنويا.
تاريخ حياة الملك تحتمس الثالث احد مشاهير الملوك الفراعنة عبر التاريخ
الألقاب الملكية للملك:
قرينة (ات) ستيح
حتشبسوت ميريت رع
نبتو
انجازات الملك تحتمس الثالث:
- اول من أسس جيش نظامي وأسطول بحري منظم في حضارة مصر القديمة الفرعونية.
- بناء القلاع والحصون الكبيرة لحماية حدود مصر.
- بناء جيش عسكري منظم جدا مثل اضافة صفوف الفرسان والعربات الحربية الفرعونية.
- صناعة النبال والأسهم للمحاربين.
- القيام بالحملات العسكرية لحماية حدود مصر القديمة مثل معركة مجدو ومعارك قوية ضد مملكة ميتاني.
- زيادة مساحة مصر الحدودية، حيث وصل بحكمه الى حدود شمال سوريا وحدود بلاد العراق من الجهة الغربية حتى نهر الفرات وجنوب مصر حتى الشلال الرابع في السودان.
- تعليم أبناء حكام الأقاليم الاسيوية الي مدينة طيبة لتعليم الثقافة المصرية القديمة وتطور الطب في مصر القديمة والفلك في مصر القديمة بعصره واكتساب حبهم، كما كانت تفعل الملكة حتشبسوت.
صفات الملك تحتمس الثالث العسكرية:
- صلابة قوية لشخصيته العسكرية.
- اكتساب خبرات عسكرية اثناء فترة حكم الملكة حتشبسوت.
- مفتول العضلات وذات جسم محارب قوي حيث كان يمارس جميع الالعاب والرياضة في مصر القديمة.
أحب الملك تحتمس الثالث بعد أن أصبح ملكًا أن يذكر بأنه خلال فترة طفولته انحرف موكب تمثال آمون عن الطريق التي كان عليه أن يسلكه، وسار باتجاه المكان الذي يقف فيه الأمير الصغير، كما لو كان الإله يريد أن يختاره ابنًا له، لكيلا تكون حقوق الملك تحتمس الثالث في العرش محل نزاع، فقد كان ابن الملك تحتمس الثاني، لكن أمه إيزيس لم تكن ذات أصل ملكي. فقد كانت امرأة جميلة ذات عيون واسعة أنفها رقيق، والتعبير لطيف أنيق، جالسة بحكمة على كرسي مريح يداها فوق ركبتها. بلا شك، لم يكن لديها هذا الطموح المفرط وهذه الروح الكيدية التي كانت عند أخت الملك المتوفى وهي الملكة حتشبسوت.
وعين الأمير الصغير ملكًا واعتلى العرش وأخذ الألقاب الملكية، وبدءوا يعدون سنوات حكمه، ولكن استولت حتشبسوت بسرعة على السلطة واحتفظت بها حتى وفاتها في العام ٢١ أو٢٢.
كيف عاملوا الملك تحتمس الثالث في الفترة الفاصلة؟
ليست لدينا أية فكرة عن ذلك ولكنه على أية حال لم يفقد شيئا وهو ينتظر، فعندما فتح أمامه طريق العرش كان لا يزال صبيا يافعًا.
تماثيل الملك تحتمس الثالث كثيرة، وعندما تجمع معًا، نستطيع أن نعرف ملامح الملك، فكان ذا أنف تدل على العظمة، وهي في ذاتها تشير لملمحه المميز، وقد ورثها من عائلته عن طريق الأب، لأن حتشبسوت لديها أنف قريب من ذلك.
أجمل تماثيله تمثال وصلنا مكسورًا لعدة قطع عثر عليها في خبيئة الدير البحري بالكرنك مع تمثال أمه، وقد تم ترميمه بشكل جيد، ويمكننا أن نستمتع برؤيته محفوظا في المتحف المصري “متاحف في القاهرة” بميدان التحرير الوجه سليم تمامًا، وما ينقص منه لا يقلل من قيمة العمل. نخمن في ملامحه رجلة حازمًا.
كما قال الملك سنوسرت الثالث من الأسرة المصرية الثانية عشر وفترة المملكة المصرية الوسطى من قبل:
“رجل يقول ويفعل وما يعتقده قلبي ينفذه ذراعي. الرقبة قصيرة، والقلادة مؤثرة. باختصار رجل قوى احتفظ من فترة لأخرى بألقابه التي أخذها منذ البداية:
حورس: الثور القوي الذي يشرق في طيبة.
السيدتان: الذي يسيطر على الملكية.
حورس الذهبي: عظيم التجليات.
ملك الجنوب والشمال: من خبر رع، ثابتة صيرورة رع.
أما الاسم الأخير والاسم الشخصي لملك تحتمس الثالث فقد جمعهما المؤرخ يوسف في تركيبة مفراموتوزس وعند الأفريقي ويوزيب: ميسفراجعوتوزس.
ماذا فعل الملك تحتمس الثالث بتماثيل الملكة حتشبسوت؟
لا يحمل الملك تحتمس الثالث الجديد في قلبه مودة للملكة حتشبسوت، فقد قام بعمليات كشط الخراطيش الفرعونية منذ بداية عهده، سواء في الكرنك أو في الدير البحري، وكسر إلى قطع صغيرة تمثال أبو الهول والتماثيل التي تكون فيما بينها ممرًا أمام معبدها، لا يبدو أنه مارس أي نوع من أعمال الانتقام ضد الوزير سننموت وكل من خدم الملكة بإخلاص، فلا شيء يثبت شيئًا من هذا.
فقد كانت لديه اهتمامات أخرى. لم يكن خافيًا على أمراء جاهى ورتنو أن الملكة حتشبسوت لا تحبذ الحملات العسكرية، وأنها تحب أكثر أن تزيد مدينتها الجميلة طيبة، وربما تقضى بها وقتا ناعمًا. فحشدوا بالفعل قوات في مجدو لم يهددوا مصر مباشرة، لكن يمكن التنبؤ بذلك، ذات يوم سيشكلون خطرًا.
لم ينس الملك تحتمس الثالث العصر الذي اعتلى فيه ملك من الهكسوس العرش في أواريس، وظل لسنوات في مدينة شاروحين بفلسطين. وفى سبيله لمنع هذه الأحداث جمع جيشًا، وعبر حدود ثارو على الفرع البليوزى في العام ٢٣، الشهر الرابع من فصل الشتاء، اليوم ٢٥.
واستولى على غزة بعد ذلك بتسعة أعوام، وتابع سيره شمالاً ليصل مدينة يم بوادي أسدردون، وهنا عقد مجلسًا مع جنوده البواسل وقال:
هذا العدو الخسيس من أبناء قادش، قد دخل إلى مجدو، إنه هنا في هذه اللحظة وقد جمع حوله زعماء البلدان الأجنبية كافة الذين كانوا على صفحة ماء مصر والنهارينا والسوريين وأبناء كدو وجيادهم وجيوشهم وكل أقوامهم. بل إنه (هذا العدو) ليقول: لقد نهضت لأحارب هنا في مجدو، فقولوا لي ماذا يدور في خلدكم.
يجب هنا أن أفتح قوسين، لأن المعركة لم تكن بين قوتين انطلقت إحداهما في مواجهة الأخرى، فقد خضعت لقوانين وهذه القوانين تحفظها الآلهة.
نص قديم من الدولة الوسطى:
في نص قديم من الدولة الوسطى يأخذون على العامو أنه لم يعلن بدقة يوم التقاء الجيشين. ومنذ هذا الوقت، يغير المصريون من عادتهم عند الحرب. الأحداث التي نحن بصددها سبقها تبادل رسائل، وسقط العدو الخاسئ عندما أعلم بأنه في مجدو يدعو الملك تحتمس الثالث أن يخبره بيوم القتال ويتعهد له بعدم مباغتته بالقتال.
من يحم إلى مجدو، كانت هناك ثلاثة طرق عليهم أن يختاروا من بينها الأقصر والمباشر لكن صنعه والسير فيه يكون في صف واحد، حصان وراء حصان، ورجل إثر رجل، فلو أن مقدمة الجيش التحمت في القتال، تكون مؤخرته في عرونا، بعيدًا عن القتال، وكان هناك طريقان آخران، أحدهما يصل تاعاناقا، غرب مجدو، ويصل الطريق الآخر إلى الطرق الواقعة شمال جفتى في شمال مجدو.
فليتقدم سيدنا الشجاع على الطريق الذي يهواه قلبه وليته يتصرف بحيث لا نضطر إلى السير في هذا الطريق الوعر.
جملة مقتطعة، فيما يبدو كانت من اقتراح العدو،
فأجاب الملك تحتمس الثالث:
“أقسم أن رع ما دام يحبني وما دام والدي آمون يمتدحني، ويمتلئ أفقي بالحياة والحيوية، سوف يتقدم جلالتي عبر هذا الطريق (المؤدى) إلى عرونا، فمن منكم يريد السير عبر هذين الطريقين اللذين تحدثتم عنهما فليذهب، ولكن من منكم يريد أن يكون في معية جلالتي فليتبعني، ماذا يظن هؤلاء المهزومون المرتعدون من الإله، أيسلك جلالته طريقًا آخر، يبتعد فرقًا منا هذا ما تفكرون فيه.
يقولون في حضرة جلالته:
والدك آمون يتصرف وفقًا لرغباتك، أجل سوف نبقى في معية جلالتك، أيًا كان المكان الذي ستجه إليه، هكذا يتصرف الخادم في إثر سيده.
عندئذ أقسم قسمًا عظيمًا قائلًا:
لن أسمح لجيش أن يخرج من هذا المكان أمام جلالتي، لقد قرر جلالته أن يسير بنفسه على رأس جنوده، ليعلم كل واحد ترتيبه في المسير، حصان إثر حصان وجلالته على رأسه قواته.
الحملات العسكرية:
في يوم ١٩ من الشهر الأول من فصل الصيف، كانت هناك سهرة في خيمة جلالته بقرية عرونا، أراد أن يستمر شمالاً تحت رعاية والده أمون الذي فتح الطرق …. يوجد الجناح الجنوبي في تاعاناقا بينما يوجد الجناح الشمالي في الزاوية (جنوب وادي قانا).
وهذا هو قالوه بين يدي جلالته، له الحياة والصحة والقوة:
ها هو ذا جلالتك تظهر مع خيرة جنودك الذين ملئوا الوادي، يا ليت سيدنا يسمح لنا هذه المرة، يا ليت سيدنا يجعلنا ننتظر مؤخرة الجيش.
لبى الملك تحتمس الثالث هذه الرغبة ووصل جنوب مجدو على حافة قناة قانا.
كانت الساعة السابعة صباحًا، وعبروا القناة وبلغوا الأوامر والتعليمات للجنود..
استعدوا.. اشحنوا أسلحتكم فسوف نقابل هذا العدو الخاسئ صباحًا، وكانت هناك حراسة للأسلحة فليس هناك ما يمنع من التحقق من أن هذا العدو الخاسئ قد وفى بتعهداته. لمرات عديدة يشيع الاضطراب في الجيش المصري، وينتظر الملك تحتمس الثالث أن يأخذ استعداداته لمعركة متكافئة.
وفى اليوم الحادي والعشرين من الشهر الأول من فصل الصيف، يوم عيد التاسوع: نهض الملك مع البكور، وذهب ليكون في مقدمة جنوده، وتقدم على عربته الحربية، المجهزة بكل الأسلحة، مماثلة لحورس ومنتو.
قوى والده آمون ذراعيه، الجناح الجنوبي يحيط بالجبل الواقع جنوب قانا، والجناح الأيمن شمال غرب مجدو وجلالته في الوسط.
وكان الالتحام قصيرًا، وفر الأعداء تاركين عرباتهم الحربية وخيولهم وأسرعوا يتحصنون في مجدو.
آه لو أن جنود جلالته لم يشغلوا أنفسهم، بالسلب والنهب لاستولوا على مجدو على الفور”.
وهكذا سحب الخاسئ الخسيس أمير قادش والعدو الخاسئ بهذه المدينة (أي مجدو) لإدخالهم إلى المدينة (مجدو)، لأن ميمنة جلالته كانت تسيطر على أبدانهم وسواعدهم العاجزة، واستولى المصريون على غنيمة كبيرة. وضرب المصريون الحصار حول المكان لمدة سبعة أشهر؛ لأن الاستيلاء على مجدو كأنه الاستيلاء على ألف مدينة.
هزيمة السوريين من الملك تحتمس الثالث:
وفى نهاية هذه الفترة، جاء زعماء هذه البلاد منبطحين على بطونهم يقبلون الأرض أمام جلالته الملك تحتمس الثالث ويطلبون نفس الحياة. وسلموا الذهب والفضة واللازورد والفيروز اشهر المعادن المصرية القديمة وكذلك إمدادات القوات. ولأن المصريين استولوا على كل الخيول، فقد سار حلفاء أمير مجدو حتى مقرهم على ظهور الحمير، وذكر هذا الكاتب المصري بخبث ودهاء.
كان هذا درسًا قاسيًا للسوريين، ولكن في الشرق لا شيء ينتهي، وسوف يجد الملك تحتمس الثالث من جديد نفس الأعداء وأعداء آخرين، على الأقل حتى العام ٤٢، سواء في جاهى أو في شمال سوريا أو في بلاد الرافدين أو في بلاد الداخل.
في العام ٢٩ دمر بلاد جاهى واستولى على ستين من سفن الأعداء، وفى العام ٣٠ دمر قادش على نهر الأورانتو ووصل سيميرا على الساحل، وفى العام التالي غزا تونيب وهزم الحبيس الكبير لميتانى في ساعة، وعبر المصريون الفرات حتى قرقميش عن طريق مراكب من صنوبر بلاد نجاو، وهي بلاد تابعة لجبيل، وكانت هذه المراكب تجرها الأبقار من شاطئ الأورانتو حتى شاطئ الفرات.
ولم يمكنوا أويل شمال النهر الكبير وعادوا لبلدة، حيث يجري الماء بين صخرتين، وهنا عمل وتفهمون أنه قام بملاقاة قطيع من الغيلة. مناسبة مهيأة ليحصل على مادة جميلة ونادرة مثل العاج. واتجه أكبر الأفيال نحو الملك تحتمس الثالث الذي كان في خطر كبير، لكن أنقذه أحد ضباطه الذي أسرع بقطع يده.
يريد أن يقول: قطع خرطومه، وإن كان لا يزال حيًا، يذكر الملك باختصار هذه الحادثة، ولعل هذا الضابط الشجاع حكاها، ولولا ذلك لما علمنا عنها شيئا. وأمنمحات هذا سوف نعمل ببراعته أثناء العمليات التي دبرها ضد أمير قادش. انطلقت فرسه هائجة بين الجنود وتعقبها أمنمحات بسيفه وبقر بطنها وقطع ذيلها وقدمه أمام الملك، ولن يدهشنا أن نعلم أن هذا المحارب كان أول من دخل قادش.
كثير من الانتصارات وكثير من الأعمال تمت عن طريق المعجزات فقد رأى حارسان في نوبة حراستهما نجمًا مقدسًا يسري من الجنوب للشمال، ولم يندهش المصريون ولكن ارتعد أعداؤهم ولم تستطع خيولهم أن تعدو ثانية.
الغنيمة الكبرى التي استحوذ عليها المصريون عبر سيريل هي مسيرهم عبر طرقهم وصولاً للموانئ التي يحتلها فرعون على متن سفن كريتية وجبيلية ومن خشب الأرز والمحملة بألواح الخشب والدعائم والأخشاب الكبيرة لعمل السفن الكبيرة لجلالته. وكانت هذه الموانئ نفسها تأتيها المنتجات التجارية من كل البلاد المختلفة.
بناء المعبد الكبير لآمون:
لم تشغل هذه الحملات الناجحة الملك تحتمس الثالث عن الاهتمام بالبلاد الجنوبية، فالمصريون حتى الآن لم يتخطوا الجندل الثاني، وفى عصر الملك تحتمس الثالث وصلوا الجبل المقدس: جبل برقل، عند الجندل الرابع حيث عثر رايزنر على اللوحة الرائعة المسجل عليها أعمال الملك في سوريا.
كان من المهم للغاية أن يعلم أهل طيبة كي يشكروا الآلهة وتحتشد الجموع.
في وسط المعبد الكبير لآمون، نجد أنفسنا بعد أن نعبر الصرح السادس في مبنى منقوشة عليه أسماء الملك المحارب في كل مكان. هنا الملك يضرب أعداءه بلا هوادة، ويقدم غنيمة كبيرة تحتوي على أشياء جاءت من سوريا وأخرى مصنوعة في أتيليهات طيبة من مواد مجلوبة أثناء حملاته.
وقد فعلت بلاد الجنوب مثلما فعلت نظيرتها بلاد الشمال، كل واحدة مكتوب اسمها في شكل بيضاوي مسنن يخرج منه ممثل لهذا البلد. والحوليات هنا مكتملة. وبعد أطلال معبد الدولة الوسطى نجد مبنى يسمى منخبر رع آخ منو “منخبر رع نورانى الأثر”، ويعده البعض صالة الأعياد الفرعونية فهو سفينة طويلة، وأعمدته فريدة في فن المعمار المصري.
في إحدى زوايا هذا المبنى توجد قائمة الملوك الأسلاف التي نقلها بريس دافنى إلى متحف اللوفر بفرنسا قطعة قطعة مفككة. وفي هذا المبنى كذلك ما اصطلح على تسميته بحديقة النباتات التي لم يبق منها إلا المستوى السفلى.
فهل أراد الملك تحتمس الثالث منافسة الملكة ماعت كارع التي أعادت غرس أشجار البخور التي جلبتها من بلاد بونت في الدير البحري؟ نتعرف وسط الطيور والغزلان على السوسن والأقحوان وأشجار الرمان، التي صورها الفنان المصري بدقة ملاحظته.
لا شيء يصدم الزوار إلا الأعداد الكبيرة للمسلات المشيدة سواء في الكرنك أو في مدينة هليوبوليس، وقممها مذهبة وأحيانًا تغطى بالذهب في ثلثها العلوي كله، تلمع تحت أشعة الشمس طيلة النهار وتشع بالضوء الغامض في ضوء القمر.
ويفصل بين هذه المسلات من عهد الفراعنة الآن الأطلنطي حيث توجد إحداها في لندن وثانية في نيويورك، وتوجد مسلة أخرى ففي إستانبول، كما تذكر النصوص زوجًا أخر من المسلات لا تعرف مكانه الآن بدقة. وهناك مسلة خاصة فريدة في ارتفاعها إذ يبلغ ٣٢م كانت مشيدة أصلا في رحاب معبد إبت – إسوت (الكرنك).
نص لوحة أنشودة الملك تحتمس الثالث:
أقام الملك تحتمس الثالث لوحة من الجرانيت تنهض شاهدًا على اعترافه بالجميل تجاه آمون وآلهة طيبة، كما تشي بإعجاب آمون بصنيع الملك تحتمس الثالث، فالنص المنقوش هنا نجد فيه الإله آمون يخاطب الملك تحتمس الثالث على عكس ما هو معتاد حيث يوجه الملوك حديثهم للإله، واللوحة في حالة جيدة من الحفظ، والإله يتحدث في لغة شعرية:
“لقد أتيت، وحملتك على سحق كبار جاهى، وأمددتهم تحت قدميك على امتداد جبالهم.
لقد حملتهم على مشاهدة جلالتك، بصفتك رب النور، وتتألق في وجوههم مثل صورتي.
لقد أتيت وحملتك على سحق شعوب أسيا وتحطيم روس العامو في رتنو.
لقد حملتهم على مشاهدة جلالتك، وقد لبس عدة الحرب المزدانة، بينما تمسك أسلحة المعركة على متن عربتك الحربية.
لقد أتيت، وحملتك على سحق أرض الشرق، والسير فوق أبناء مناطق الأرض المقدسة.
لقد جعلتهم يرون جلالتك نجمًا يشع ضياء وينزل مطرًا
لقد أتيت، وجعلتك تسحق أرض الغرب، كفتيو وقبرص في رعب منك.
لقد جعلتهم يرون جلالتك ثيرا دائم الشباب، حاد القرنين، شديد النطاح لا يغالب.
لقد أتيت فجعلتك ترهبه، في المناقع والأخوار.
فباتت بلاد مياتى تهتز أمامك رعبًا وفرقًا.
لقد جعلتهم يرون جلالتك رب الحرب وسط المياه، فلا يدنو منه أحد.
لقد أتيت وجعلتك ترهب أهل الجزائر في قلب اليم، تروهم صيحتك في ساحة الوغى، وأريتهم إياك الظاهر يصول فوق ظهر غريمه
لقد أتيت لتهلك التحنو (الليبيين)، وجزر الأوينتيو رهن بأس روحك. لقد حملتهم على رؤية جلالتك سبعًا ضاربًا، فملأت الأودية بأجداث صرعاهم.
لقد أتيت لتسحق من في أقصى الأرض أو جعلت ما تحت الشمس في يمينك، وأريت الدنيا إياك في صورة صقر ينقض عليها فيأخذ منها ما يشاء.
لقد أتيت وجعلتك تسحق أولئك الذين … وتأخذ بدوها أسرى، وجعلتهم يرونك في صورة ابن آوى الجنوب، سيد … يزرع الأرضين بسرعة فائقة.
لقد أتيت وجعلتك تسحق. النوبة حتى بلاد شا (شاعت أو شط).
هذه أنشودة جميلة على الرغم من بعض الأخطاء الناتجة عن الاصطلاحات المحددة جدًا التي استخدمها، وليتنا نعلم مؤلف هذه الأنشودة التي تخمن أنه الملك نفسه، فقد مارس الملك كامس من الاسرة المصرية السابعة عشر لهذا الأسلوب الهجائي وكان سيدًا فيه، فلماذا لم يضق تحوتمس الثالث ذرعًا بالأسلوب الغنائي؟
إنجازات الملك تحتمس الثالث للعلاقات الخارجية:
تبدأ جولة الملك تحتمس الثالث من جاهى وسوريا، ينتقل ما بين المشرق والمغرب، يكرس مقطعين لشعوب البحر وباقي الأنشودة كرست لسكان أفريقيا حتى أبعد مدى. يقسم كل مقطع إلى جزءين.
إذا ما حدد الشعب المقهور، يقدم الفرعون نفسه في الهيئة التي يسحق بها وأحيانًا مثلما هو الحال في كريت وقبرص يقدم نفسه في هيئة إله، ثور فتى ذي قرون حادة، ولا يخفى على القارئ أن الملك تحتمس الثالث تعامل بنفس الاحتقار مع البلاد التي هزمها في الحقيقة ومع البلاد الأخرى مثل الهلينستيين والكريتيين وأهل قبرص الذين لم يغزهم على حد ما أعرف قط.
وكان اليوم عاد فيه إلى مصر بداية الفيضان، كما هو الحال عندنا في الفترة التي يتناول فيها الهدايا والأماني. تقبل الفرعون التهاني ووزع الهدايا المعدة منذ عام في الأتيليهات الملكية.
وضعوها في صالة كبيرة بالقصر حيث نصبوا خيمة كبيرة بها كرسيين من نوع الفوتيه من أجل الملك والملكة. وجه المشرف على الأعمال مساعديه لتحية الملك تحتمس الثالث والملكية وقدم لهم أعماله الغنية، ثم يهبط الملك والملكة من على المنصة، ويقومان بجولة في المعرض، كما هو الحال، يشاهد الملك الأسلحة والملكة تهتم أولًا بالحلي والمجوهرات كما في الملابس في مصر القديمة.
دون كاتب التماثيل والأواني الثمينة التي من المفترض أن ترسل للأمراء الأجانب، وهكذا عثروا في كاندى أخيرًا على آنية من الألباستر منقوشة بأسماء الملك تحتمس الثالث.
كيف كان يقوم الملك تحتمس الثالث باستقبال السفراء الأجانب؟
وكان استقبال السفراء الأجانب وحملة القرابين المصاحبين مناسبة للتعريف بعظمة مصر، حيث تتم المراسم في فناء رحب ويقيمون على منصة خيمتين مزخرفتين بشكل غير مسبوق من الأبهة.
يجلس الملك تحتمس الثالث على كرسيه، الأشياء الثقيلة التي حملها الوفد معه توضع أمام المنصة.
ويقود الوفد نفسه موظف مصري كبير، والأجانب أنفسهم ينبطحون أرضًا يرجون الملك ويثنون عليه بينما هو يسمع بلا انتباه، ويقدمون كذلك شيئا ثمينًا. صور رخميرع عنده في مناسبة واحدة مواكب من أربعة أرجاء العالم والخامس يشتمل على الرهائن.
ربما كانت هذه تركيبة مصطنعة تسمح بتجميع أكثر من حلقة مختلفة في لمحة واحدة. لكن ليس هناك ما يمنع من أن يكون هذا قد حدث، وأن الملك قد استقبل المواكب الخمسة في لقاء واحد.
تقدم أهل بونت أولاً، وهذا عدل من ناحية الوقت؛ فالمصريون دومًا وفى عهد ماعت كارع استقبلوهم بحماس ومعهم ملكتهم البدينة.
“جاء زعما ء بونت في سلام، منحنين مقنعي الرءوس ومعهم هداياها من كل مكان لجلالة منخبر رع فليحيا للأبد: كل القرابين الطيبية من بلادهم ما لم يحمله أي أحد أخر فكل البلاد ملك لجلالته …”
لم يحمل أهل بونت البخور فقط في أشكاله المختلفة، ولكنهم جاءوا كذلك بالأنياب والريش والأخشاب والحيوانات الحية والزراف والقرود والشمبانزى. ومن غير المؤكد إطلاقًا أن الملك تحتمس الثالث قد كرر مغامرة الملكة ماعت كارع التي أرسلت سفنها حتى بلاد بونت وسكانها وبيوتهم المشيدة على دعائم عالية.
هذا غير مستبعد، لكن يجب ألا نغفل أنه لم يكن يوجد سوى طريق واحد للعودة لمصر بمنتجات بونت: النيل، وكذلك الطريق البري، ومن المؤكد أنها كانت تسير ببطء وبمحاذاة الساحل.
سكان كفتيو وجزر البحر هنا ليسوا شعوبًا مهزومة بالمعنى الحرفي للكلمة. بلا شك مراكبهم وصلت موانئ جاهى واستولى عليها المصريون ببضائعها المنهوبة وبضائع أخرى كانوا ينقلونها إلى مصر.
وهم مميزون بشعورهم الطويلة المجعدة وأقدامهم ومعروفون جينا في مصر، فقد رأوهم أيام سنموت وماعت كارع، وسوف يظهرون كثيرًا في عصر تحوتمس الثالث وفى عصر خلفائه المباشرين، أي في عصر الملوك الأقوياء.
وهكذا في المستويين الثالث والرابع الشعوب التي منذ قرون كانت خاضعة للسخرة وللاستغلال، شعوب الجنوب وأهل رتنو، ومستوى خامس به أطفال أمراء هذه الشعوب.
وانتهى اللقاء، وجمعت المواد والأشياء المصنوعة وأدخلت الشون والمخازن الخاصة بفرعون، ولكي تستخدم أفضل استخدام.
ستكون هناك مناسبات أخرى الملك تحتمس الثالث ليظهر في لقاءات عامة، وذلك عندما يقرر أن يكافئ موظفيه، فيظهر في شرفة التجليات. ينادى المنادى الملوكي على المختارين الذين يدخلون الواحد إثر الآخر، ليمسكوا في الهواء القدح أو الكأس الذهبية الذي يلقى بها الملك في إشارة رضا ونبل.
يحتفظ متحف اللوفر بكأس كانت قد أعطاها الملك منخبر رع للنبيل الأمير والأب الإلهي الذي يملأ قلب الملك من كل البلاد وجزر البحر. وكان واجبًا على الملك أن يكون كريمًا مع موظفيه.
وخلال حملاته المنتصرة لم يستبعد تحوتمس الثالث كثيرًا من قواته، وما إن ينادى المنادى الملكي أن عملًا مهمًا أنجزه أحدهم، يأخذ الملك صندوقا به شيء ثمين ليمنحه للشجاع الذي يحتفظ به ولا يفارقه أبدًا.
اعمال الملك تحتمس الثالث في المعابد والتماثيل:
كان الملك تحتمس الثالث شجاعًا في القتال ويقود جيوشه بنفسه. ولكن الملك لا ينسى أسلافه؛ ففي مبنى الأخ منو نقش أسماء ٦١ ملكًا قديمًا منذ عهد الملك سنفرو من الأسرة المصرية الرابعة وفترة المملكة المصرية القديمةالملك المحسن، ورتبهم في سياق كثيرًا ما أربك المؤرخين.
من أوائل أعماله الملكية ترميم تماثيل الملك أمنحتب الأول والملك تحتمس الثالث، وفى سيناء رمم نقشًا قديمًا لسنوسرت الثالث، الذي شعر معه بتقارب.
الآلهة حتحور بأشكالها المختلفة، من خارج العائلة الطيبية، تلك التي توحى للملك بتقوى نشيطة فيمكن تصويرها سيدة برأس بغرة، أو برأس بشرى، ولكن يعلوه قرص شمسي يحيط به قرنان أو رأس بقرة، تظهر لعبادها وهي تبعد بفمها حزمتين من البردي.
وهكذا ظهرت بغير شك الملك تحتمس الثالث لدى زيارته للضفة اليسرى للنيل لاختيار معبدها الجنائزي فيما يظن فيسرع إلى أسفل بطن الآلهة ليرضع من لبنها، وما إن يشرب من هذا اللبن حتى يصبح هو نفسه كائنًا مقدسًا.
ومن أجل ذلك أعطاه فنان الدير البحري بشرة ذات لون أسود كما فعل عموًا مع الملكة نفرتاري زوجة الملك رمسيس الثاني من الاسرة المصرية التاسعة عشر، وكما هو الحال مع التماثيل الخشبية التي كانت تحمى مدخل مقبرة توت عنخ امون والخاصة باشهر ملوك الفراعنة الملك توت عنخ آمون.
زوجات الملك تحتمس الثالث:
كانت لدى الملك تحتمس الثالث عدة زوجات ومحظيات، وحظيت ثلاث من بينهن بالتصوير بجانب الملك في حجرة مقبرته: الملكة مريت رع التي كانت على قيد الحياة والملكتان سات رع ونبت أو، وإحدى بناته وهي نفس إرو واللائى توفين مثله. يقترب من الشجرة المقدسة، حيث تظهر في شكل الآلهة نوت أمه إيزيس التي تعطيه ثديها الذي يلتقمه الملك بشراهة كما لو كان لا يزال طفلًا رضيعًا.
ربما حظيت الملكة مريت رع بحظوة لديه من بين زوجاته الأخريات؛ لأنها هي التي أعطته الأمير الوراثي أمنحوتب، أحيانًا ما تصور الأم والابن بجوار بعضهما. وعنى الملك تحتمس الثالث بتربية ابنه.
وأود هنا أن أتحدث عن تربيته الرياضية، فقد خصص له معلمًا في الرماية وهو أمير ثيس والواحة، وتحت قيادة هذا الأستاذ أحرز الفتى تقدمًا سريعًا، وأصبح قادرًا على الوقوف على قدم المساواة مع والده.
“شد ثلاثمائة قوس قوى، ليقارن بين عمل صناعها ويفرق بين الحرفي الأخرق والحرفي الماهر، بل فعل ما سأعرضه عليكم، فبينما كان يهم بالدخول إلى حديقته الشمالية، اكتشف أن أربع لوحات رماية سميكة قد ثبتت من أجله، وهي من نحاس آسيا، وقد ثبتوها على مسافة خمس أذرع ما بين كل عمودين، وعندما ظهر صاحب الجلالة على متن مركبته مثل مونتو في قوته، وأمسك بقوسه وقبض على سهام أربعة دفعة واحدة ورشقها في لوحات التصويب:
كل سهم من سهامه اخترق لوحة التصويب، وهاجم جلالته الهدف التالي ….” وفى مهارة ركوب الخيل لا يوجد من يماثل الأمير الشاب:
“ولما بلغ ذلك مسامع والده في القصر الملكي، حورس الثوري القوي الذي يشرق في طيبة (أوصاف والده) انشرح قلبه مما يقال عن ابنه البكر”.
ما هو سر حبه للخيول؟
أحب الملك تحتمس الثالث الخيول وخصص لها إسطبلًا رائعًا، احتفظ فيه كما رأينا بكل خيول حلفاء أمير مجدو، الذين عادوا لمدنهم على ظهور الحمير.
تصرفوا بحيث يعطى له أجمل جواد في إسطبل منف الخاص بجلالتى وقولوا له: كن يقظًا نحوه، ليتعلم كيف يطيعك، اجعله يسرع في سيره واعتن به”.
بعد هذا الحديث اختار الأمير جيادًا من الإسطبل الملكي …. وجعل منها خيلًا لا مثيل لها، فهي لا تتعب مهما ظلت في جمعها لفترة طويلة، ثم هي لا ترشح عرقًا مع طول العدو.
وهكذا علم الملك تحتمس الثالث ولده السيطرة على رغبات الجسد وحب الصلابة، وأعده للوظيفة الملكية، وبالمثل أعده وريثًا.
وعند هذا الملك تحتمس الثالث المحارب الصلب لا تحرك فيه رؤية الدم يسيل على الأرض ساكنًا. نسعد نحن عندما نجد مشاعر بشرية، فهو يحب ويجل والدته، وأحب بلا شك أم الأمير الوراثي، مآثر هذا الرياضي المتكامل كثيرة، فهو مجدف ورامي سهام وفارس مملوء كبرياء ليؤمن مستقبل الأسرة.
برهن لرفقاء السلاح الذين أنقذوه أكثر من مرة على مشاعر عميقة جدًا من الصداقة. وأحد هؤلاء الذين أنقذوه أمنحاب الذي ينكر لنا مدة حكم الملك تحتمس الثالث بدقة:
“أتم الملك تحتمس الثالث مدته في أعوام عديدة وسعيدة في شجاعة وقدرة، وظل منتصرًا منذ العام الأول حتى العام الرابع والخمسين، الشهر الثالث من فصل الشتاء اليوم الأخير”.
تتضمن هذه المدة تلك الفترة الممتدة لبضعة وعشرين عامًا حكمت فيها حتشبسوت منفردة، فيمتد على الرغم من ذلك عهده المنفرد لما يزيد على ثلاثين عامًا استثمرها جينا كما قال أمنمحاب.
بينما شيد ملوك الدولتين القديمة والوسطى إلى جوار أهرامهم مثل أهرامات الجيزة بالقاهرة معابد لعبادتهم نجد ملوك الدولة الحديثة شيدوا على امتداد الضفة اليسرى على نهر النيل عند سطح الجبل الليبي المعابد التي يخلدون بها ذكرى آلهة طيبة وذكراهم معهم. والمقابر حفروها في الجبل الليبي معتبرين إياها هرمًا عامًا (أي الجبل).
معبد الملك تحتمس الثالث في الأقصر:
معبد الملك تحتمس الثالث مهدم حتى أساساته واكتشفت مقبرته داخل دهليز لا يزيد عرضه على المتر، على ارتفاع من ٨ إلى 10 أمتار فوق أرض الوادي، فيكتير لوريه الذي كان الزائر الأول للمكان شعر بأن الأرض تختفي تحت قدميه.
وعند صعوده من البئر وصل حجرة مليئة بالرديم والأنقاض، ثم صالة أخرى هي صالة التابوت الفرعوني، التي تزدان جدرانها بأشكال وهيروغليفي مختصر، ملون بالأسود والأحمر، وخلفية بلون المغرة كأنها بردية بحجم كبير، كان التابوت فارغًا، في حين كانت المومياء معروضة منذ نحو خمسة عشر عاما في متحف الجيزة.
لصوص المقابر الفرعونية:
لم يعد المصريون في عصر الرعامسة بداية حكم الملك ست نخت والملك رمسيس الثالث من الاسرة المصرية العشرون المتأخرين يخضعون لملوكهم وكهنتهم، وأصبح هؤلاء مرتكبين لأعمال شريرة وكونوا عصابات نهبت خزائن المعابد وحجرات المقابر، حيث يرقد الأمراء تغطيهم الحلى والمجوهرات.
تم ردع لصوص المقابر الفرعونية والسرقات الأولى ولكن ليس بالشكل الكافي مما شجع على فوضى عامة، لدرجة لم تعد تقريبًا مقبرة لم تنتهك حرمتها ولم تسلب محتوياتها. استمرت هذه الفوضى والثورات في مصر القديمة عدة أعوام، ربما لنحو عشر سنوات.
وتوقفوا عندما لم يجدوا ما يسرقونه. كونت الحكومة مأموريات وفتحت تحقيقات، لم يعد من الممكن استعادة المسروق من المقابر بالكامل، لكنهم نقلوا مومياوات الملوك في خبيئة بحيث لا يزعجهم فيها أحد.
وجدوا في السور الصخري الذي يفصل مدرج الدير البحري عن الذي يليه المكان الذي يبحثون عنه. في نهاية دهليز طويل، توجد كل التوابيت التي استطاعوا أن ينقذوها، كمدرسة بلد نظام. وفى يومين من العمل المتواصل خرج كل شيء ووصل إلى سهل طيبة قطار لينقل كل شيء إلى المتحف.
كل سكان الضفتين رجالًا ونساءً قاموا بمتابعة الشحنة المهمة، وهم يصيحون ويطلقون النار.
مومياء الملك تحتمس الثالث؟
لم تتعفن مومياء الملك تحتمس الثالث بسبب هذا النقل، لكنها عارية من كل زينتها، ووضعت في تابوت متواضع من الخشب المزخرف، وأصبحت في حالة سيئة، ولم يصل طولها بعد أعمال الترميم المختلفة إلا إلى ١٦٠ سم. هذا هو كل ما تبقى من الملك تحتمس الثالث الذي جعل الشرق كله يرتعد فرقًا.
تم اكتشاف المقبرة في عام ١٨٩٨ ميلادي تحت قيادة حملة التنقيب عن الاثار للعالم الاثار فيكتور لوريت.
اتفاقية تحتمس الثالث مع ارتاتاما الأول ملك ميتاني:
كان لا بد للملك المصري تحتمس الثالث أن يتبع سياسة التهديد بالغزو أو الغزو الفعلي، فنراه يصل في حملته الثامنة إلى أعالي الفرات، وقد سجل انتصاراته على دولة ميتاني في لوحة جبل البرقل التي أقامها في عبد آمون على مقربة من الشلال الرابع، والتي تؤرخ بالعام الثالث والثلاثين من حكمه.
وكان لانتصار تحتمس الثالث صدى ليس على الميدانيين فحسب، بل على جيرانهم من الآشوريين والبابليين والخيتيين أيضاً، وقد اتبعوا سياسة السلم والمعاهدات معه والتي كان يقوم بها مبعوثوهم الدبلوماسيون الذين حُمِّلوا بمنتجاتهم لاسترضاء القوة المصرية.
نصوص حروب تحوتمس في سوريا ولبنان:
كانت حروب تحوتمس الثالث في بلاد الشام مثالاً نادراً للحكايات التاريخية الممتعة التي رواها مجموعة من المؤرخين والكتاب المصريين أهمهم كاتبان على الأقل.
فالكاتب الأول روى في حكاية مدونة على صحيفتين من البردي كيف أن أحد قادة تحوتمس الثالث المدعو(تحوتي) خدع حاكم مدينة (يافا) وأدخل جنوده إليها بواسطة خدعة طريفة عن طريق إخفائهم في سلال محمولة على حمير (وهو ما يذكرنا بقصة علي بابا والأربعين حرامي وملحمة الإلياذة) وقد كافأه الملك بأن عينه حاكماً على البلاد الشمالية.
أما الكاتب الثاني فاسمه (ثانيني) الذي رافق الملك في أعماله الحربية وسجل رحلته الحربية إلى بلاد الشام ورافق غزواته الكثيرة ووصفها على جلود وبرديات فقدت ولم يتبق إلا نقوش الكرنك تخلد ما كتبه والتي جاءت مبتسرة. غزا تحوتمس الثالث بلاد الشام لأول مرة عندما كان في السنة الثالثة والثلاثين من حكمه ووصل إلى نهر الفرات، وآخر معركة كانت له في السيطرة على قادش وما حولها في معركة مجدو عام 1456 ق.م
جاري إضافة الحقائق واسرار تاريخ الملك تحتمس الثالث قريبا…
اعتمد على منظم رحلات الغردقة لتوفير جولات يومية لزيارة معالم الاقصر والقاهرة للاكتشاف اسرار مصر، الحجز اونلاين عند قدومك للغردقة، الجونة، سهل الحشيش، مكادي بي، سوما بي، خدمات مميزة من أفضل منظم جولات سياحية في مصر.