الصناعة في مصر القديمة | حرفة الصياغة, الصناعات الخشبية عند الفراعنة, بناء السفن, النسيج, العطور وما هي اقدم صناعه يدويه واشهر ادوات الزينة عند المصريين القدماء والمزيد.
حقائق وتاريخ جميع الصناعات الحرفية في العصر الفرعوني والتي كان منتشرة بالفن المصري القديم عند الفراعنة واسرار وثقافة الحضارة الفرعونية.
صناعة التعدين, حرفة الصياغة, النجارة, القيشاني, صناعة الزجاج, صناعة البردي والنسيج, الفخار, الصناعات الجلدية, العطور والمزيد.
كانت الصناعة في مصر القديمة والحرف المصرية القديمة تورث من الآباء إلى الأبناء والأحفاد، وكان بعضها يحظى برعاية الحكام وبعضها الآخر ليس كذلك، ويمكن تصنيف هذه الصناعات والحرف كما يلي:
الصناعة في مصر القديمة
صناعة التعدين:
وهي من أقدم الصناعات، وكان تعدين النحاس وتحويله من مادة خام من أهم المهن التي تستوجب دقة وجهداً، وكانت شبه جزيرة سيناء مكان النحاس الخام.
ما هي أقدم الصناعات في مصر القديمة؟
- يستخرج النحاس من طبقاته السطحية بسهولة ويحفر نحوه وهو في الأعماق.
- يطحن الخليط وينظف.
- يخلط بالفحم ويوضع الخليط في حفر سطحية وتشعل بها النار.
- يمرر الهواء نحوها في أنابيب خاصة لزيادة اللهيب وربما تستخدم المنافيخ.
- يذوب التحاس وينزل في قاع الحفر فيفصل الفحم عنه.
- يقطع النحاس الذائب إلى قطع صغيرة تستخدم في أغراض متنوعة.
- تتحول هذه القطع عن طريق الطرق إلى صفائح يسهل تشكيلها، وربما يطرق بعضها أو يذوب في قوالب من الخشب لصنع التماثيل والحلي والأواني، والأسلحة والسكاكين ومصاريع الأبواب الضخمة والأقماع وغيرها.
وكان البرونز يستخدم بصورة أوسع كلما تقدم الزمن للأغراض نفسها التي ذكرناها، وهناك إشارات لاستخدام الحديد قبل عصر المملكة الحديثة في مصر القديمة واستيراده، لكن استعماله الواسع ظهر في العصر المتأخر فقد عثر على مخلفات حرق الحديد وصهره في جوار نقراطيس في الدلتا وكان يستخدم في الصناعة في مصر القديمة الأسلحة بشكل خاص الى الجيش في مصر القديمة.
برع المصريون براعة لا نظير لها في الصناعة في مصر القديمة والذهب في مصر القديمة واستخراجه واستعماله؛ فقد حفلت كنوز ملوك الفراعنة بتحف فنية يزينها الذهب، وكانت هناك مناجم للذهب في أرض مصر وخصوصاً بين وادي نهر النيل والبحر الأحمر وخصوصاً في مناطق كوش القديمة. ومع الذهب والفضة ننتقل إلى حرفة الصياغة.
حرفة الصياغة في مصر القديمة:
كان أغلب الصياغ يتبعون للدولة الحكم في مصر القديمة أو المعابد المصرية؛ حيث يقومون بصياغة ما تحتاجه القصور والمعابد الجنائزية والالهة المصرية القديمة وتماثيلها من مصوغات معدنية مختلفة، وكانت لهم ورش تابعة للقصور أو المعابد، ورغم ذلك فهناك صياغ يعملون في ورش صغيرة شعبية تقدم مصوغاتها للناس من تمائم والحلي في مصر القديمة وغيرها، وقد شجعت مهنة التحنيط الصياغ على إنتاج أعمال كثيرة من التمائم الفرعونية مثل الجعران وتماثيل الأوشابتي والأشكال توضع مع لفافات مومياء الفراعنة في التابوت الفرعوني.
ولم تكن الصياغة مقتصرة على الحلي والأعمال الصغيرة، بل كانت تعنى بالزخرفة الذهبية والفضية التي تجري على الأخشاب والكراسي والأبواب والأدوات والأواني، وتظهر في الشكل المرفق عملية إنتاج الذهب وتسليمه من قبل الكاتب المسؤول عنه إلى الصائغ الذي يجري عمليات الصياغة والتزيين على الأواني والجرار.
كان، في الغالب، هناك نص تكريس ينقش مع الزينة لإله معين أو شخص معين ويستعمل النقاش منقاشاً مدبباً. وكان الذهب يضاف إليه القليل من الفضة وأحياناً القليل من النحاس، ويستخدم النترون أو النبيذ المحروق كمادة مساعدة على الانصهار. وهناك ترصيع الجواهر على المينا الذهبية الملحومة على صفائح ذهبية أكبر وكانت تحتوي على خرومٍ وحبيبات دقيقة غاية في الإتقان والجودة.
كيف يتم تصميم المجوهرات وصياغه الذهب في مصر القديمة؟
كان صياغ المجوهرات الفراعنة هم الطبقة العليا بين صناع المعادن، ويليهم صناع الأواني والنحاسون وصناع البرونز. بينما يقع في القاع طبقة السمكرية محل سخرية صاحب (مساخر الصناعات)، ويظهر صناع البرونز في الشكل على يسار صياغ الذهب والفضة.
وهم منهمكون في سبك أبواب من البرونز يصحبهم حشد من العمال لتشغيل الأفران، ويشاهد ثلاثة عمال ينقلون خام البرونز، أحدهم يحمل كتلة برونزية كبيرة والآخران يحمل كل منهما سلة مملوءة بكسرات البرونز يعلوها نقش يقول: جالبو نحاس آسيا الذي غنمه صاحب الجلالة عندما انتصر على أرض رتنو، لكي يسبك منه في معبد الكرنك بالأقصر، بعد تكسيتها بالذهب، على شكل أفق السماء.
وقد رتب ذلك الوزير رخميرع “رخ مى رع, رخمى رع” بفترة الملك تحتمس الثالث والملك امنحتب الثاني عصر المملكة الحديثة في مصر القديمة حاكم طيبة وتم اكتشاف مقبرة رخ مي رع في مقابر الشيخ عبد القرنة ضمن مقابر النبلاء بالأقصر “مقابر طيبة”. والورشة تموج بالنشاط، وبالمراحل المتتابعة لسبك البابين، وبالصورة أربعة آتونات: الأول يجري شحنه بالفحم من كومة بأعلاه، بينما يقوم عاملان معهما منافخ بإحمائه، والثاني رفعت منه تواً بوتقة فخارية بواسطة أسلاك مرنة، والثالث على وشك وضع بوتقة فوقه، والرابع ناره متوهجة وفيه بوتقة ربما كانت هي التي تُستخدم في السبك النهائي يصب ما فيها داخل القالب الفخاري للباب الظاهر يمين الرسم.
الصناعات الخشبية في مصر القديمة
النجارة في مصر القديمة
لم تكن أشجار مصر (الجميز، الأثل، السنط، النخيل، النبق، الصفصاف) صالحة لأعمال النجارة الواسعة والمهمة، ولذلك كانت تستورد الخشب الجيد كالأرز والسرو والأبنوس من خارجها وخصوصاً من بلاد الشام، أما الخشب المصري فكان يصلح مورداً للخشب العادي الضروري في الحياة اليومية والتي كان يصنع النجار منها الأدوات المنزلية المعروفة كالأبواب والأسرى.
كان الخشب المستورد يستعمل لصناعة أبواب المعابد والقصور الكبيرة ولسواري السفن والقوارب المقدسة كما في ديانة قدماء المصريين والأثاث الجنائزي الملكي وأثاث الطبقة العليا من المجتمع، وكان النجار المصري يستعمل أدوات النجارة التقليدية كالمنشار والمسحل (القدوم)، وهي فاًس يتقابل ضلعاها في زاوية حادة، والفؤوس المختلفة، النصال، الأزاميل، المثاقيب، أدوات صقل الخشب وتلميعه وصبغه، المسامير). وكانت هناك تحف فنية لا تحصى صنعها النجارون من ضمن الأثاث الملكي ومنها التماثيل.
صناعة السفن في مصر القديمة
تعطينا أساطير الفراعنة الكبيرة فكرة عن حجم صناعة السفن في مصر القديمة ونوعها الفريد وتطورها المستمر، فقد بدأت الصناعة في مصر القديمة والقوارب منذ عصور ما قبل التاريخ بداية من عصر ما قبل الأسرات وحضارة نقادة الثالثة من سيقان البردي ثم من ربط الأخشاب، ثم تطورت إلى سفن صغيرة لنقل المواد بين المدن في مجرى النيل وفروعه.
ومع بداية حكم الملك سنفرو من الأسرة المصرية الرابعة بعصر المملكة القديمة في مصر الفرعونية كان هناك أسطول تجاري من السفن ينقل الأخشاب من الساحل الفينيقي والتي كانت تستخدم لمختلف الأغراض، منها السفن التي عثر على أخشابها جنوب الهرم الأكبر وهي بطول أكثر من 43 متراً والتي ربما كانت أخشابها تستخدم لبناء أهرامات الجيزة الثلاثة “هرم خوفو, هرم خفرع, هرم منكاورع, تمثال أبو الهول” ومنشآتها الداخلية.
وكان من ضمن بناء السفن في مصر القديمة صناعة المجاذيف والأشرعة والسواري والدفات. اًما أنواع السفن المصرية القديمة والمراكب فى مصر القديمة التي كانت تصنع فهي: التجارية للاستخدامها في التجارة في مصر القديمة والحربية والنقل العام.
صناعة القيشاني في مصر القديمة
القيشاني هو نوع من البلاطات السيراميكية الأرضية اًو الجدارية التي ترسم عليها الزخارف والأشكال المطلوبة. وقد عرفها المصريون القدماء قبل عصر الأسرات “الاسرة المصرية صفرين والاسرة المصرية صفر” وارتقت في العصر القديم حيث استعملت لوحات صغيرة من القيشاني في إكساء الجدران والأبواب في هرم زوسر المدرج بسقارة وفي المقبرة الجنوبية في مجموعة زوسر من فترة حكم الملك زوسر فترة الأسرة المصرية الثالثة.
ولم تقتصر الصناعة في مصر القديمة والقيشاني على الجدران والأرضيات بل استعملت في صناعة التمائم والخواتم والأواني والعقود والخرز وتماثيل الحيوانات والتماثيل الجنائزية التي تسمى تماثيل الأوشابتي.
كانت هناك مصانع كثيرة لإنتاجه من الفخار ومصهور المادة الزجاجية حجر الكوارتز الذي يطحن وتصنع منه عجينة توضع في قوالب فخارية وتعرض لدرجات حرارة عالية “وقد عثر علماء علم المصريات على عدد كبير من هذه القوالب المصنوعة من الفخار، والتي كانت ترجع لعصر الأسرة الثامنة عشرة وما بعدها.
وعثر ضمن مخلفات مصانع القيشاني في الاسرة المصرية التاسعة عشر ومؤسسها الملك رمسيس الأول والاسرة المصرية العشرون بداية عصر الرعامسة على أكثر من عشرة آلاف قالب من الفخار ما زالت هناك بقية من العجينة التي كانت تصب فيها عالقة بجوانبها، وكانت هذه الصناعة في مصر القديمة منتشرة في جهات متعددة من القطر بدليل العثور على مثل هذه القوالب في معظم المناطق القديمة، مثل تل العمارنة وممفيس، ومدينة نقراطس “نقراطيس” من العصر المتاخر بداية حكم ملوك الأسرة المصرية السادسة والعشرون.
صناعة الخزف والقيشاني
كانت تتضمن خلطاً كيميائياً لمادة حجر الكوارتز وصهراً لها مع الرمل السلكوني ثم إضافة النطرون والمواد الزجاجية، وكانت تشير إلى مجموعة من العمليات الدقيقة التي جاءت من تجربة طويلة في هذا المجال.
كيمياء الزجاج هي الأخرى تحتاج إلى إذابة الرمل السلكوني ورمل الكوارتز والنطرون والرماد والألوان.
كيمياء الألوان الصناعية كانت تتعامل مع خامات ثابتة مثل:
- اللون الأسود: مركبات النحاس والمنجنيز أو الحديد
-
- اللون الأزرق: مركبات الكوبالت أو الحديد والنحاس
- اللون الأخضر: مركبات النحاس أو الحديد
- اللون الأحمر: أوكسيد النحاس الأحمر
- اللون الأبيض: أوكسيد القصدير
- اللون الأصفر: أوكسيد الرصاص
كيف صنع المصري القديم الزجاج من الرمال؟
كان المصريون يصنعون الزجاج من الرمل السليكوني ورمل الكوارتز الذي يحتوي على عنصر كربونات الكالسيوم والذي تضاف له مواد النطرون ورماد النباتات وغيرها من مواد الألوان. وكانت مصانع الزجاج تحول مصهور الزجاج إلى ما يشاء الصانع بوضعه حول الجسم الطيني الذي يراد أن يشبهه وبالألوان التي يريدها كالجرار والأواني، وكانت الزخرفة تتم أحياناً عبر تحويل قضبان الزجاج المائع إلى أشرطة من الزجاج الملون حيث يزخرف بها ما يشاء ويطعمها بما يشاء.
صناعة البردي في مصر القديمة
كيف كان يصنع ورق البردي؟
كانت مصر حافلة بنبات البردي (الذي انقرض منها الآن تقريباً) وكان البردي نباتاً طويلاً بساق تتراوح بين مترين إلى ثلاثة أمتار، وبخلاف خارجي صلب ولب رخو، ويصنع البردي بقطع السيقان والتخلص من الغلاف الخارجي وصف اللب الرخو لتكوين شرائح طويلة توضع فوقها شرائح أخرى ثم تدق الشرائح بمطارق من الخشب ويوضع فوقها قماش يمتص عصارة اللب الرخو، ثم تدمج الشرائح بطريقة خاصة وتترك لكي تجفف وتصبح صالحة للكتابة.
أصبحت مصر المركز الرئيس لصناعة ورق البردي في العالم القديم الذي كتب عليها إرثه الحضاري ومعاملاته الرسمية والشعبية. أما الصناعة في مصر القديمة والورق بالمعنى الدقيق فقد قام بها الصينيون في القرن الميلادي الأول من سيقان نبات الخيزران (البامبو) والخرق البالية وشباك الصيد والقنب والعشب، وليس من البردي.
كانت ملفوفات البردي المصرية متميزة وقابلة للثبات أمام الزمن في حالة حفظها في جرار خاصة وبعيداً عن الأجواء الرطبة. وكان البردي يستخدم أيضاً في الصناعة في مصر القديموة القوارب الصغيرة والسلال والحبال، والحصر وغيرها.
ما هي اقدم صناعه يدويه في مصر القديمة؟
صناعة الحصر والسلال والحبال:
وهذه من الصناعات القديمة التي مارسها المصريون القدماء؛ فالحصر كانت تصنع من ألياف النباتات المختلفة ومن سعف النخيل والبوص والحلفاء، وكانت تنين بالزخارف المختلفة والهندسية الشكل بشكل خاص.
كانت تستخدم لتغطية الأرض والأرائك والكراسي وتستخدم أحياناً كستائر لأبواب والنوافذ.
أما الصناعة في مصر القديمة والسلال فكأن أغلبها من سعف النخيل، وتزين أيضاً بزخارف ملونة وتكون بأحجام مختلفة. وكانت الحبال تصنع من نبات الحلفاء والكتان وألياف النخيل.
صناعة النسيج في مصر القديمة
كانت المنسوجات الأولى من الكتان والذي كان يستخدم في عملية التحنيط عند الفراعنة، ثم ظهر نسيج الصوف والحرير والقطن. وكانت طريقة نسج الكتان مثلاً تتم بتمشيط الكتان وسلقه وطرقه وفتله وغزله، وكانت تشد الألياف في أوتاد على الأرض بصورة متوازية ثم يجري نسج الألياف العمودية عليها من قبل النساجين باستعمال خشبتين لهذا الغرض.
ثم ظهرت الأمشاط العمودية المدعومة بدعامتين على الأرض، وكانت المرأة تقوم بصناعة النسيج بمهارة كالرجال. ولم تعرف مصر القديمة نسج الصوف والحرير والقطن إلا في عصور متأخرة مثل العصر الهلنستي وما بعده.
كيف كان يصنع القماش النسيج في مصر القديمة؟
في عصر الأسرة المصرية الأولى بداية حكم الملك نعرمر عثر على قماش كتاني بني اللون في طرخان، وربما كان هذا اللون بفعل تقادم الزمن، لأن ما في حوزتنا من معلومات تؤكد أن استخدام الألوان بدأ منذ الأسرة الثالثة، وكانت أصباغ الملابس تجري على أساس المغرة (طين صلصال يتكون من أوكسيد الحديد أو الصدأ) وحين يسخن.
يتحول إلى اللون الأصغر، أو على أساس الأصباغ النباتية، وكان صبغ الملابس يتم بتنقيعها بالكامل أو بالتبقيع حيث يتوزع اللون على شكل بقع منتظمة وغير منتظمة على الثوب باستعمال الطين أو الصلصال اًو العسل. وكانت هناك طريقة تالثة للصبغ تسمى بالصباغة المزدوجة، حيث الملابس بلون محدد ثم تصبغ بلون آخر للخورج بلون ثالث مختلف.
صناعة اللبن والطوب والبناء
كانت المنازل تبنى باللبن وهو الطوبة أو الطابوق النيء المكون من الطين والقليل من الرمل أو التبن لجعله متماسكاً، وكان يوضع في قوالب من الخشب ويجفف تحت الشمس، وهي صناعة بسيطة صورتها لنا بدقة لوحات جدارية في مقبرة الوزير رخ مي رع في عصر الأسرة الثامنة عشرة. ولم يستعمل اللبن الأحمر أو المحروق في مصر القديمة إلا في عصر المملكة الرومانية.
وارتبطت الصناعة في مصر القديمة واللبن بصناعة الطوب والبناء.
صناعة الفخار في مصر القديمة
يصنع الفخار من الطمي بنوعيه (الداكن والفاتح) أو (البني والرمادي)، وتحضر عجينة الطمي وقد يضاف لها قليل من التبن ليجعلها متماسكة، ثم يصار إلى تشكيلها باليد أو في عجلة الفخار، ثم تجفف ثم تحرق في أفران الخشب والتبن والبوص. وأحياناً تصقل الآنية قبل تجفيفها بقطع من الحجر الصلب الناعم وتستعمل الألوان والزخارف والنقوش والضفائر وغيرها.
صناعة الحجارين والأواني الحجرية:
وهي من أقدم الصناعات، وكانت تنحت من الحجر الصلب أو من المرمر أومن الأحجار الصغيرة كالديوريت والشست والحجر الرملي، وكانت الأواني تثقب بمثاقب ذات رأس معدني.
ويجب ألا ننسى فضل هذه الصناعة وحرفييها في صناعة الأحجار التي بنيت منها الأهرامات وهي من ضمن أسرار بناء الأهرامات، وكذلك أحجار الأعمدة ومسلات الفراعنة والآثار الفرعونية وغيرها. وكانت الأواني تستخدم بشكل واسع في البيوت لمختلف الأغراض كالخزن والطحن والطبخ وغيرها.
صناعة الجلود في مصر القديمة
ظهرت هناك الكثير من الصناعات الجلدية التي تعتمد على دبغ وصبغ الجلود أولاً ثم صنع ما يحتاجه الإنسان منها مثل السيور والملابس والأحذية (النعال) والعلب الخاصة، واستخدمت جلود الحيوانات في نقل الماء وحفظ السوائل، وكانت بعضها تستخدم في الكتابة أيضاً.
عرف المصريون القدماء أنواعاً كثيرة من الصناعات الغذائية مثل صناعة الخبز والكيك والحلوى واستخراج الزيوت من الحبوب أو البذور وتجفيف العنب لعمل الزبيب وتجفيف البلح والتين واستخلاص العطور من الزهور وتجفيف وتمليح الأسماك.
الصناعات الغذائية الكحولية كانت هي البيرة (الجعة) والنبيذ، وكانت البيرة تعتمد على تخمير الشعير أما النبيذ فكان يعتمد على تخمير أنواع من الفواكه أهمها العنب ونبيذ جمار النخيل الذي كان يستخدم للتحنيط ونبيذ البلح وهو العرق غير المقطر، ونبيذ ثمار المخيط وربما نبيذ الرمان والتين.
الصناعات الغذائية غير الكحولية كالسكر وسكر القصب والشهد (العسل) وعصير البلح وعصير العنب وغيرها. وصناعات اللبن والزبد والجبن وغيرها.
صناعة النبيذ في مصر القديمة
وكانت أهم هذه الصناعات الغذائية هي صناعة البيرة من حبوب الشعير وصناعة النبيذ من العنب والتمر والرمان والخيط والنخيل.
ما هو مشروب الفراعنة؟
صناعة البيرة او الجعة في مصر القديمة
كانت صناعة البيرة او الجعة قد ظهرت في عصر ما قبل الأسرات وظهرت رسوم منقوشة على جدران المقابر المصرية من عهد الأسرة المصرية الخامسة بسقارة ومقبرة من عصر المملكة الوسطى في مصر القديمة بداية حكم ملوك الأسرة الحادية عشربقرية مير باسيوط ومقبر في طيبة من الأسرة الثامنة عشرة توضح صنع وتداول البيرة. وكانت ترافق الطقوس الدينية والجنائزية بشكل خاص. وكانت البيرة تستخدم كدواء وكمعقم أيضاً.
وفي منحوت خشبي من الأسرة الحادية عشرة، وجد في الدير البحري، نرى مراحل صنع البيرة من بدايتها إلى نهايتها
كيف يتم تصنيع البيرة في مصر القديمة؟
- ينقع الشعير في الماء ثم يجفف وتزال قشرته لأنها تسبب الطعم المر.
- ينقع مرة أخرى لفترة خمس ساعات.
- تصنع عجينة من المنقوع وتضاف لها خميرة الخبز.
- تحفظ في مكان دافئ وبعد أن تختمر يفصل السائل عن المادة الصلبة بمنخل.
- تضاف للسائل مواد مطيبة مثل الترمس وثمر التفاح وقشر النارنج وغيرها.
كيف يتم تخمير الجعة في مصر القديمة؟
المقادير
- رغيف من الشعير
- لتر ماء
- مقدار من نقيع الترمس
الطريقة
- ينقع الخبز في الماء ليوم، ثم يصفى ويوضع في الشمس ليوم آخر حتى يجف.
- ينقع الخبز مرة أخرى في الماء لمدة خمس ساعات، ويوضع في مكان دافئ حتى يتخمر.
- يضاف نقيع الترمس حتى يكتسب الطعم المر ثم يقدم.
كيف يتم صناعة النبيذ في مصر القديمة الفراعنة؟
كان النبيذ يصنع من فواكه سكرية كثيرة أشهرها العنب، وكان يستخدم كتقدمات للآلهة وكشراب مسكر أو يؤخذ مع الطعام، وظهرت مشاهد تحضيره في الكثير من النقوش.
كان الفراعنة يسمون العنب والكروم بعدد من المفردات وهي (كم، إررت، ونس، إرب، وح، سع)
عندما يحين وقت الجمع ضمن الزراعة في مصر القديمة، كان القوم يجنون العنب في سلال صغيرة يحملها الصبيان بينما توضع السلال الكبيرة على الأرض، ولم يستخدم المصريين القدماء المدى في قطف العناقيد بل كانوا يقطفونها بأصابعهم ويملؤون مقاطفهم في حذر شديد حتى لا يفسد العنب؛ إذ لم تكن المقاطف من النوع الذي تتسرب منه المياه.
ثم ينصرفون وهم يغنون، حاملين مقاطفهم فوق رؤوسهم، ليلقوا بما فيها في الدنان الكبيرة، ثم يعودون بعد ذلك إلى الكروم. ولم يستخدم الحيوان في نقل محصود العنب في أية ناحية من النواحي، على أنه في البلاد التي كانت تزرع فيها الكروم على نطاق واسع، كان من الأفضل نقل العنب من الكروم إلى مكان التقطير في قوارب لتلافي الإضرار بها وتضييع هذا العصير الثمين.
وكان تحضير النبيذ سهلاً؛ حيث تنظف عناقيد العنب من المواد العالقة بها وتترك حبات العنب لوحدها لكي تتخمر بفعل الخميرة العالقة على قشرتها أساساً، وكانت الحبات تدرس وتداس حتى يستخرج عصيرها، ويوضع العنب في مكان دافئ ليختمر ثم يصفى السائل بوضع العنب المتخمر كله في أكياس.
صناعة العطور في مصر القديمة
كانت صناعة العطور في مصر القديمة متقدمة ورائدة، وكانت هناك طريقتان لصناعة العطور:
كيف كانت تصنع العطور عند الفراعنة؟
- وضع الأزهار في لوحة كبيرة من ورق البردي أو طحن النبات العطري أو زهوره وعصرها ووضعها داخل أكياس قماش وعصر مكوناتها، وتكون الأوراق أو الأكياس لها طرفان تدك بهما امرأتان، ثم توضع الورود مع قليل من الماء في داخل اللوح، ثم تدور كل امرأة الطرف الذي تمسك به عكس اتجاه الأخرى فيتم عصر الورود ويرشح ماء الورد في إناء كان يوضع تحتهما ليستوعب الكمية المعصورة، ثم بعد ذلك تحنط في أوان خزفية وفخارية ثم يجري توزيعها على قناني. وكانت هذه هي الطريقة المعتمدة لصناعة العطور لكل الناس. ويمكن طبخ النبات العطري أو زهوره مع الدهون الحيوانية وتحويلها إلى دهون وزيوت عطرية.
- وضع الأزهار في إناء فخاري صغير وحرقه لإعطاء رائحة عطرة للجو، وكان هذا النوع من العطور جزءً من القرابين المقدمة لآلهة أو لتوديع المتوفى، ولم يكن لأغراض الزينة بل كان عطور دينية.
أما الوحدات الحجمية التي تستخدم في صناعة العطور فهي: رو = 15 ملم، جا = 320 ملم، هن = 480 ملم.
لم تعرف مصر القديمة الكحول كمنيب للبتلات والأجزاء العطرية النباتية، بل كان الزيت هو المادة التي تنفع فيها تلك المواد، وأحياناً تغلى بالزيت ثم تعصر ويفصل العطر عن الزيت بواسطة البرم والكبس في قماش أو كيس، وتسمى هذه الطريقة بـ (العصر البارد) حيث توضع الزهور اًو مادة العطر الخام في قماش الكتان وتقوم امرأتان بعصره في اتجاهين متعاكسين باستخدام العصي، وفي الأسفل توضع جرار الفخار لجمع الزيت العطري المستخلص.
آخر اكتشاف مهم في مجال الخمور كان بداية عام 2014 م، حيث أعلنت دوائر الآثار في مصر اكتشاف مقبرة خونسو ومقبرة تحوتي ام حب رئيس المخازن وصانعي الجعة للإلهة موت في عصر الرعامسة بمنطقة مقابر الخوخة بجبانة طيبة في البر الغربي لمدينة الأقصر، وقد اكتشف من قبل بعثة جامعة وأسيدا اليابانية.
المقبرة المكتشفة تحتوي على الكثير من النقوش واللوحات الجدارية المهمة وتحمل الكثير من تفاصيل الحياة اليومية وطبيعة علاقة الزوج بزوجته وأبنائه وطقوسهم الدينية، ولعل أهم هذه اللوحات تلك اللوحة الرئيسة التي تجمع صاحب المقبرة بزوجته (موت أم حب) وابنته (إيس أت خا) واللتين حملتا لقب (مغنية الإلهة موت) وهم يقفون ليقدموا القرابين لها.
وهناك مجموعة من الأشخاص المصطفين في حالة خشوع أمام أحد الطقوس الدينية الجنائزية وهو طقس (فتح الفم)، وهناك جدار آخر مرسوم لصاحب المقبرة وزوجته وهما يتعبدان للإلهين اوزوريس وانوبيس، ويظهر سقف المقبرة مزيناً بالزخارف الهندسية المرسومة بعناية كما في فنون النحت في مصر القديمة والعمارة في مصر القديمة ومجموعة رسومات منها ما يمثل مراكب الشمس وبجانبه تعويذة إله الشمس وأمامها صاحب المقبرة في حالة من التعبد والخشوع.
وتشير كل هذه الرسوم إلى أن العاملين في مجال صناعة الخمور كانوا يربطون هذه الصناعة بمقدرات الآلهة ومشيئتها وأنهم يتبعون في ذلك آلهة تعتني بها، وكانت الجعة واحدة من أهم القرابين التي تقدم للآلهة كما يظهر في مشاهد اللوحات الجدارية.
الحدائق عند الفراعنة:
اهتم المصريون بالحدائق العامة من منطلق ديني فقد آمنوا أن الآلهة تبتهج بها، وكانت بداية ظهور حدائق عامة للزينة والراحة عندما بدأ الأثرياء يستعملون الأشجار للظل ولشكلها الجمالي، وهناك ما يشير إلى أنه منذ 1500 ق.م نشطت مظاهر البستنة التزينية وتصميم المناظر النباتية الطبيعية.
كانت مستنقعات اللوتس مسورة بصفوف النخيل والسنط، وكانت الحدائق تضم أنواعاً أخرى من الأشجار مثل التين والجوز والصفصاف والعنب، وكانت الحدائق تتزين بالورود والزهور والأقحوان والسوسن. وكان الملوك المصريون يحرصون على وجود حدائق منسقة وجميلة في قصورهم كما في قصر الملقطة الذي بناه الملك أمنحتب الثالث، بل إن هذه القصور كانت محاطة بالحدائق والبساتين.
أما الحدائق المنزلية للبيوت كانت ضمن الصناعة في مصر القديمة وعموما فكانت موجودة “وتشير بعض آثار بيوت العمارنة بالمنيا إلى المنزل الذي يختفي تماما وراء حديقة هائلة ويحيط بقطعة الأرض المربعة تقريباً من جميع جوانبها سور مرتفع بأعلاه فتحات وتظلله صفوف من الأشجار. ويؤدي الباب الرئيس إلى حديقة الكروم حيث الكروم الفخمة بعناقيد العنب الكبيرة الزرقاء وهي تشرئب بأعناقها متسلقة حواجز مبنية.
كانت الحديقة تضم برك الماء التي تأوي الوز والبط عادة. وكانت تضم الطيور في أشجارها. وكانت تضم أنواعاً من الخضر الشائعة كالبصل والكراث وكانت الحدائق مسورة وتتوسطها بركة السمك وتحيط بها أشجار الجميز المنحوتة بشكل رقيق.
مقبرة نب آمون
ومن أبرز حدائق الزينة الخاصة نموذج وجد في مقبرة نب آمون كانت بمخازن الغلال يدعى (نب أمون)؛ فترى في الصورة أزهار اللوتس وهي طافية على سطح الماء في بحيرة السمك، ويحف بالبحيرة الطمي المزروع بنباتات عشبية مختلفة ومجموعة من أشجار التين الشوكي والجميز والنخيل والدوم.
وفي الركن الأيسر السفلي من الصورة يمكن تمييز كرمة عنب قائمة دون دعائم، وفي الركن الأيمن العلوي من الصورة نرى منظراً يذكرنا بأن الصورة مهما كانت قريبة من الواقع فإنها ما تزال جزءً من النصوص الجنائزية كما في “كتاب الموتى, كتاب البوابات, كتاب أمدوات, كتاب الكهوف“. والمنظر يمثل شكلاً لامرأة قد تكون تجسيداً للربة حتحور أو الربة نوت وهي ربة أشجار الفصيلة الجميزية وكانت تحمل بعض المؤن كأنها تولى صاحب المقبرة في الدار الآخرة.
المهندس المسؤول عن المنازل والقصور هو المسؤول عن تصميم حدائقها، أما البستاني فكان دوره يتركز في ري النباتات والأشجار عن طريق السقي المباشر أو استخدام الشادوف. وكانت أحواض الزراعة تقسم إلى مربعات تفصلها أخاديد لجريان الماء.
وكانت برك أزهار اللوتس تحاط أحياناً بنباتات كالخشخاش والعنبر والبابرورة (المندراك). وهناك بعض النباتات المستوردة من آسيا أو أفريقيا مثل التين، أشجار بخور بونت وغيرها، وكان هناك في الحدائق الملكية من هو مسؤول عن إعداد ساحات الزهور كما هو مع (نخت) في عهد الملك أمنحتب الثالث الذي كان يسمى أيضاً (بستاني القرابين المقدسة المقدمة للإله آمون) أي أنه كبيو البستانيين في المعبد.
ولعل أجمل حدائق الآلهة هي (حديقة الشمس) المخصصة للإله آتون في عصر الملك أخناتون وزوجته الملكة نفرتيتي في العمارنة. كانت الحديقة مجاورة لمعبد أتون ومحاطة بنطاق من الأشجار المزروعة في أحواض وكان يخترق الحديقة رواق موصوف بأعمدة نبات البردي وأمام كل عمود شجرة وعلى جانبي الرواق صفوف منتظمة من نباتات الرمان والنخل والدوم والكروم تنمو بينها أشجار اللوز والزيتون وكانت الحديقة تتكون من قطاعات من الأعشاب والزهور.
بالإضافة لحدائق المنازل والقصور والزينة وجدت (حدائق الأعشاب الطبية) في عصر الملك رمسيس الثاني وزوجته الملكة نفرتاري وكانت تحتوي على نبات البابونج وأشجار الزيزفون والدلب والسدر (النبق) والفلاريا والقطن، وكانت الحديقة تحتوي على حشائش طبية أخرى وكانت مثل هذه الحدائق الدوائية تلحق، عادة، بالمعبد ويشرف عليها كاهن آمون الأكبر ومتخصصون.
مصادر الصناعة في مصر القديمة: كتاب الحضارة المصرية خزعل الماجدي
شركة رحلات الغردقة توفر لك أحسن عروض أسعار للرحلات البحرية والسفاري وجولات الأقصر لمشاهدة نقوش ورسومات الصناعة في مصر القديمة على جدران مقابر المصريين القدماء والقاهرة للعروسين شهل العسل والعائلات والمسافرون العرب عند قدومك للغردقة، الجونة، سهل الحشيش، مكادي بي، سوما بي بخدمات مميزة من أفضل منظم الجولات السياحية في الغردقة مصر.