الفلك في مصر القديمة
الفلك في مصر القديمة | حقائق علم الكون في الحضارة الفرعونية , اكتشف تاريخ تطور علوم السماء

الفلك في مصر القديمة | التنجيم والأبراج عند الفراعنة, اكتشف حقائق علم الكون في الحضارة الفرعونية, تاريخ تطور علوم السماء والأرض عند الفراعنة وما هي اسرار بناء الاهرامات بين الفلك والتنجيم الفرعوني والمزيد.

الفلك في مصر القديمة – علم الكون المصري:

كان شكل الكون عند المصريين مستمداً من الأصول المثولوجية للآلهة والفلك والطبيعة، وكان الكون المصري يتكون من الأقسام الآتية:

علوم السماء نوت عند الفراعنة:

هناك السماء العليا وهي فوق الأرض التي تظهر الشمس فيها صباحاً من الشرق وتغرب من جهتها الغربية، وعند ذلك يظهر القمر وتظهر النجوم التي ترصع بطن هذه السماء التي صورت على أنها بقرة أو امرأة كونية منحنية. السماء السفلى تقع تحت الأرض وتشبه قبة مقلوبة يجري على سطحها نيل سماوي يمتد من الغرب إلى الشرق حيث يستقبل زورق الشمس المسائي التي تقطع خلاله اثنتي عشرة مقاطعة صادفها خلالها النيران والكائنات الشريرة.

وفي وسط تلك السماء السفلى تقع (مقاطعة أوزريس) حيث مقام إله الموتى اوزوريس. ويسمى عالم الموتى هذا عالم (الدوات). ويستمر نهر النيل السماوي باتجاه الشوق حيث تشرق الشمس في أول ساعة من الصبح.

كانت السماء تبدو مثل غطاء أزرق على الأرض ولكنه مرتفع وكانت الكواكب فيه تجري وهي خمسة كواكب تقدر مصائر البلدان وظواهر المناخ، أما النجوم الثابتة فتقع خارجها وهي عبارة عن مجموعات موزعة على اثنتي عشرة مجموعة هي البروج. وهناك نجمة القطب الثابتة التي هي نجمة الشعرى اليمانية التي سميت بـ (الكلب الجبار) والتي تضبط ظهور فيضان التيل بظهورها بداية كل سنة في التقويم الشمسي.

وكانت السماء تحتوي على نهر طويل يجري على طول قبتها هو (نهر السماء) وفيه يسير مركب الشمس نهاراً يقوده الإله رع.

وكانت السماء تستند على الأرض بأطرافها الأربعة التي تشير إلى الجهات وإلى جبال الشرق والغرب.

الفلك في مصر القديمة – علوم  الأرض عند الفراعنة (جب):

وهي المادة المنبسطة التي تقع مصر في قلبها وهي محاطة من الأعلى بمياه، ومن الأسفل بمياه ويربط بين المياه العليا والسفلى النيل الذي يشكل روح الأرض. وترتفع جبال شرقية تمسك السماء كأعمدة شرقية وتخرج أنشمس من خلفها عند الشروق اًما غرب الأرض فترتفع جبال غربية تمسك السماء كأعمدة غربية وتختفي الشمس خلفها عند الغروب.

وكان الهواء (الإله شو) يفصل بين السماء والأرض مع أخته زوجته الرطوبة (الإلهة تفنوت) وكانت المثولوجيا المصرية القديمة تصف الأرض والسماء والهواء والرطوبة (وهي العناصر الأربعة) على شكل الآلهة التي تعيش في الهاوية المائية البدنية (نون) مع بعضها.

وقد عدلت هذه الصورة فأصبح هؤلاء الأربعة يلتقون ويتعانقون بعد غروب الشمس كل يوم، ويبقون هكذا إلى أن يجيء الصبح فينهض الهواء (الآلهة) بينهم ويضع (نوت) أمه السماء على أربعة أعمدة حتى المساء وهي ترسخ على الأرض (جب) وتقطر (تفوت) على كائنات مائها الشفيف. وكان (رع) يعبر في السماء العليا (نوت) وتتكرر هذه الحالة كل يوم.

“ورغم أن الباحثين اعتادوا على تصوير الأبناء الأربعة للسماء والأرض (أوزيس، إيزيس، نيفتيس، ست) بالطريقة المثولوجية المعروفة بقصة الصراع بين هذه القوى.

إلا أننا وجدنا تحليلاً فلكياً شمسياً لأسطورة هؤلاء الآلهة حيث تمثل إيزيس أول ساعات الفجر (معنى اسمها الغسق) وتمثل نفتيس أول ساعات الشفق وغياب الشمس أما ست فيمثل الظلام حيث غياب الشمس وهذا يعني أن هؤلاء الآلهة الأربعة يمثلون أربع حركات للشمس (الفجر، النهار، الغروب، الليل) ويمكن تحليل أسطورتهم على ضوء هذا الفهم الفلكي.

كان المصريون ينظرون لأرض على أنها جسد الإله (جب) الذي وجهه لأمام وذراعه الأيمن نحو الشمال وذراعه الأيسر نحو الجنوب، والنيل يجري في ذراعيه كشريان يولد في الجنوب ويموت أو ينتهي في الشمال، وهذا هو مجراه الحقيقي. وأن فيضانه هو من أجل تلاقي أوزريس بإيزيس وتخاصبهما وولادة الزرع والحيوانات والشمس (حورس ابنهما).

أسرار بناء الأهرامات بين علوم الفلك في مصر القديمة والنجوم , اكتشف …

الأبراج عند الفراعنة | اكتشف حقائق وتاريخ علم الفلك والنجوم بحضارة مصر القديمة الفرعونية وما تحويه من اسرار والمزيد.

رصد الأبراج والنجوم – الفلك في مصر القديمة

كان للمصريين نظام مختلف في رصد السماء فلكياً، فقد اختلفت أسماء ومواقع أبراجهم عن غيرهم وكان لهم خارطة للسماء تختلف عما عرفته الأمم القديمة.

الأبراج عند الفراعنة

لقد أظهرت بعض رسومات السماء في بعض المقابر المصرية أشكال وأسماء الأبراج المصرية التي ذكرنا بعضها، ولكنهم وضعوا نظاماً آخر لتقسيم السماء يقوم على أساس تقسيمها إلى 36 منزلة أو مرتبة أو برجاً وكل منزل يحتوي على عشر درجات وكانت هذه المنازل بأسماء مختلفة مثل:

  1. حاجب الجنوب
  2. حاجب الشمال
  3. الإله الذي يجتاز السماء…إلخ

وكان كل منزل يتألف من عشرة أيام أو عقد، وتبدأ المنازل من منطقة استوائية تبدأ بكوكب الشعرى اليمانية (سيروس، سوتيس، سبيدت)  الذي هو أول كوكب أو نجمة وكانت تسمى (سيدة السنة) لأنها أول نجمة تظهر في بداية السنة في شهر الفيضان.

وكانت الدرجات التي “تظهر في الصور أو الرسومات السماوية في القبور مقرونة بأساطير الفراعنة كتابية مقدسة. وهذه النصوص الغامضة بالنسبة إلينا، يجب أن نكون كذلك بالنسبة للمصريين أنفسهم لأن برديات كارلسبرغ  المكتوبة منذ ألف سنة بعد النصوص التي رافقت الرسوم النجومية المأتمية، هو تفسير وتأويل لها.

إن النص الأصلي القديم، المدون بلغة كهنوتية، مقرون بترجمة حرفية باللغة الشعبية وأحياناً مقرون بتفسير يدلنا على معناه.

وفي بعض الأحيان استبدلت الإشارات الهيروغليفية المعتادة بأشكال رمزية تخفي المعنى الحقيقي عن القارئ غير العارف.

تصور المصريون النجوم والكواكب بأنها كائنات إلهية أيضاً، وفرقوا بينها كما يلي:

النجوم – الفلك في مصر القديمة

 وكانوا يسمونها (التي لا تغرب أبداً) وهي مجموعة نجوم النجم القطبي التي تلمع في السماء، وصوروها بأنها تشكل طاقم سفينة الشمس أثناء رحلتها في النهار، وهي لا ترى في النهار لأن ضوء الشمس يحجبها. أما النجوم التي رصدها المصريون فكثيرة وقد تم التفريق بينها وبين الكواكب السيارة التي سميت بـ (النجوم التي لا ترتاح أبداً) وكان أهم هذه النجوم هي (النجوم القطبية) التي كانت ترى كل سنة.

الكواكب – الفلك في مصر القديمة

 وكانوا يسمونها (التي لا تتعب أبدأ) أي التي تتحرك دائماً، وهي الكواكب الخمسة المتحركة التي تظهر في الشرق، وتشكل طاقم المهب الليلي وهي تختفي واحدة بعد الأخرى في الأفق الغربي حين يرحل الإله الشمس في الجزء المختفي من الكون.

وهذه أسماء الكواكب الخمسة (عدا الشمس والقمر) هي:

. الزهرة: نجمة الصباح

المشتري: النجمة البهية

زحل: حورس الثور

المريخ: حورس الأحمر

عطارد.

استقر نظام الأبرج المصري على شكلين هما (النظام الفرعوني، والنظام التقليدي)

نظام البروج الفرعوني

مدته الزمنية الإله الذي يرعاه اسم البرج ت
9/27-8/29 إله الحكمة والكتابة والسحر تحوت 1
10/27-9/28 إله شروق الشمس حورس 2
11/26-10/28 الأفعى الملكية رمز الحكمة والمعرفة ودجات 3
12/26-11/27 إله الحرب والمنافسة سخمت 4
1/25-12/27 حارس الكنز الذي يفير شكله حسب مكانه أبو الهول 5
2/24-1/26 إله ضوء الشمس والهواء شو 6
3/26-1/25 الآلهة الأم سيدة طقوس الأسرار إيزيس 7
4/25-3/27 إله الخصب والعالم الأسفل اوزوريس 8
5/25-4/26 إله الشمس والعمران آمون 9
6/24-5/26 إلهة السماء والأرض حتحور 10
7/24-6/25 طائر الحياة والطاقة والبعث العنقاء 11
8/28-7/25 إله الموت والعالم الأسفل وجبانة الموتى أنوبيس 12

الأبراج عند الفراعنة

 هي طريقة لتقسيم مسار الشمس في السماء إلى اثني عشر قسماً متساوياً، وما يميز الأبراج عن الكواكب السيارة (المتحركة) أن الكواكب هي تقسيمات لتحديد خارطة كل السماء مع أجرامها، وهي تجمعات النجوم نراها بالعين المجردة على صفحة السماء كلها ليلة، أما الأبراج فهي تقسيمات لجزء من السماء، وهي الدائرة التي تمر فيها الشمس والقمر والكواكب الثمانية التي كانت الشعوب القديمة قد عرفت خمسة منها..

تنقسم دائرة البروج إلى 12 برجاً، لكل منها 30 درجة قوسية على مسار الشمس، والشمس تمر في برج واحد في شهر شمسي محدد.

كانت الأبراج في بداية وضعها تعبر عن محاولة الإنسان رصد حركة الشمس شهرياً، لأنها تغير وضعها كل شهر بالنسبة لأرض أو بالعكس، وضع السومريون أول البروج وسار على هديهم البابليون.

لكن البروج أصبحت وسيلة سحرية لمعرفة مستقبل الإنسان انطلاقاً من فكرة أن النجوم والكواكب والشمس هي آلهة تحكم مصائرنا، وبذلك نشأ التنجيم. فالتنجيم هو نوع من العرافة التي يتم بها قراءة حركة الكواكب والنجوم والأنواء وتأويلها من أجل قراءة غيب الدولة أو الملك أو الفرد.

والتنجيم (نجم) (علم)، يختلف عن علم الفلك)) (نجم) (قانون). في أن الأول ذو نزعة سحرية بينما يعتمد الفلك على القياس العلمي الدقيق.

كان هناك نظام خاص في البروج، فهم يرون أن دائرة مسار الشمس تتكون من 36 ديكان، وكل ديكان يحتوي على نجم لامع مهم يتسمى باسمه وتستغرق الشمس فيه عشرة أيام، وبذلك تكون دائرة الديكانات أي البروج مكونة من 36 برجاً أو ديكاناً لكل واحد عشرة أيام (أي أسبوع مصري قديم حيث يتكون أسبوعهم من 10 أيام).

وهذا يعني أن كل شهر من أشهرهم (30 يوم) سيضم ثلاثة نجوم لامعة، ومعها نجوم أخرى قليلة اللمعان يشرف عليها إله واحد (لكل برج شهري)، ويسمى البرج باسمه كما سنرى، وهذا النظام مختلف تماماً عن نظام البروج البابلي السومري الأصل.

نرى أن النظام التنجيمي المصري القديم له وضعه الخاص الذي ما زال غير معروف بشكل دقيق، فقد كانت الأبراج المصرية تختلف عن الأبراج التي نعرفها اليوم ذات الأصل البابلي، ورغم أنه من الصعوبة بمكان تحليل مادتها والتعرف عليها بصورة دقيقة إلا أننا يمكن أن نتعرف على أسمائها كما يلي…

  1. برج فخذ الثور: الذي يتضمن مجموعة الدب الأكبر.
  2. برج البجعة: الذي يظهر في صورة الرجل ذي الذراعين المفتوحين.
  3. برج الجوزاء: الذي يظهر في صورة رجل يعدو وهو ينظر من فوق منكبيه.
  4. برج الكاسيوبيا: الذي يظهر في صورة الدمى ممدودة الذراعين.
  5. برج الحوت.
  6. برج الثريا.
  7. برج العقرب.
  8. برج الحمل.

وحتى البرج الثاني عشر، وكانت هذه البروج ترسم في سقوف بعض القبور وهي مزينة بالنجوم المألوفة في دوائرها الفلكية، وقد كان معبد دندره مثلاً أحد هذه الدوائر الفلكية التي تصور السماء تموج بصور البروج المصرية في أشكالها التقليدية، وكواكبها السيارة وما يليها من العلامات التي استمدت وأضيفت لأسلوب النيلي بصور البروج الاثني عشر، ثم مناطق البروج الستة والثلاثين.

ولذ نملك وثائق تشير إلى الاستخدامات السحرية أو التنجيمية لهذه البروج، ولكننا لا ننفي ذلك لأن الفلك العلمي كان يستخدم كتنجيم، على أساس شعبي، وخصوصاً عندما تسود المجتمعات موجات الظلم واليأس والاحتلال.

ومن مظاهر التنجيم اعتقاد المصريين أن النجوم آلهة، وكان الكهان المنجمون. يصوغون من شكلها ولونها وحركاتها ومواقعها تنبؤات تتعلق بطوالع الأحداث في البلاد وأعمال المستقبل لــ ملوك الفراعنة، ولأن الآلهة حكمت هذه النجوم فهي بالتالي تحكم الزمان بأكمله ولها الأيام كلها، ولكن هذه الأيام تعكس ما حدث من خير وشر الالهة المصرية القديمة أيضاً، وعلى هذا الأساس قسم الكهنة الأيام إلى ثلاثة أنواع هي.

  • يوم السعد: يوصف بأنه على شكل ثلاث ملاعق مقلوبة ذات أذرع لها نهايات محززة بخطين
  • يوم النحس: يوصف بأنه على شكل ثلاث كؤوس مترعة
  • يوم السعد والنحس: يوصف على عدة أشكال حسب نسبة السعد والنحس من الملاعق والكؤوس.
  • وهناك أيام في التقويم المصري ومناسباته تشير إلى أيام النحس والسعد شل:
  • 27 من شهر حتحور: وهو يوم سعيد لأنه يوم الصلح بين حورس وست.
  • أول يوم من شهر أمشير: يوم سعيد لأن السماء رفعت فيه.
  • 14 من شهر طوبه: يوم نحس لأن إيزيس ونفتيس ندبتا أوزريس.
  • أيام موت أوزريس كانت أيام نحس.

وكان الناس يمتنعون عن إقامة الحفلات في أيام النحس، ويتفادون الموسيقى والغناء مثل يوم الحداد على أوزريس (14 طوبه)، وكان الغسيل محرماً في اليوم السادس عشر من طوبه وكان يفضل الامتناع عن السمك في أيام معينة واجتناب ذكر اسم الإله (ست) في الرابع والعشرين من شهر برموده.

ونحن نرى أن مثل هذه الأيام والتي قبلها، لها موقع محدد في دائرة البروج المصرية، وترتبط بظهور نجوم أو كواكب معينة أو حركتها في مناطقها البرجية، ولذلك تم الربط بين البروج ومصائر الناس على الأرض.

العصر الاغريقي – الفلك في مصر القديمة

في سنة 1798، غزا نابليون بونابرت مصر، وزار العلماء الذين كانوا يرافقونه الصعيد فشاهدوا برجين في سقوف معبد دندرة بقنا وبرجين آخرين في معبدين بالقرب من إسنا، ولاحظوا أن قواعد التقسيم في هذه البروج كلها واحدة ولكن العلامات ومناطق الكواكب مختلفة.

ففي معبد إسنا تبتدئ البروج بالعذراء وفي معبد دندرة تبتدئ بالأسد، فاستنتجوا من ذلك أن الغرض هو الدلالة على الوقت الذي بنيت المعابد فيه، وأن معبدي إسنا بنيا حينما كانت الشمس في فلك العذراء، وأن معبد دندرة بني حينما كانت الشمس في فلك الأسد.

ولم يمض وقت طويل حتى تعرفنا على الزمن الإغريقي الذي بني فيه المعبدان، “في هذا الوقت كان شامبليون الشاب قد فك حروف الخط الهيروغليفي فاطلع على جميع الأوصاف والرسوم الخاصة بمعابد دندرة وإسنا، فأثبت أن جزءاً من معبد بندرة بني في عهد الملكة كليوباترا السابعة وابنها قيصرون، وأن جزءاً آخر منه بني في عهد الإمبراطور أغسطس قيصر. أما معبد إسنا فأثبت أنهما بنيا في عهد الامبراطور كومودوس.

وأثبت في الوقت نفسه أن البروج حديثة وأنها صنعت في الوقت الذي بنيت فيه المعابد المصرية أي في حكم عصر المملكة الرومانية لمصر.

حصلت تغيرات جذرية في كل علوم الفلك والتوقيت والتنجيم المصرية عندما أدخل الإغريق ثم الرومان أنظمتهم الفلكية والتوقيتية والتنجيمية (المستمدة من الحضارة البابلية ذات الجذور السومرية)، وبذلك أجري إصلاح التقويم مع بطليموس، وكذلك أدخلت أنظمة الفلك والبروج البابلية، والتي نشاهدها في الأمثلة الآتية:

البروج البابلية ثم الإغريقية والتنجيم المصري: لا يمكننا إهمال فترة التلاقح الهلينسي في العلوم السرية ومنها التنجيم، فقد كان للتنجيم الإغريقي المستند على أساس بابلي أثره في جعل التنجيم المصري يمضي في هذا السياق رغم وجود تطابقات كثيرة بينهما.

فقد كانت البروج المصرية الموجودة في معبد دندره القديم ذات جذور مصرية أصلية، كما نرى أشكالها في الصور الآتية، واحتفظ بها البطالمة عند إعادة بناء المعبد الجديد، فهناك جذر مشترك بين هذه البروج في الثقافات المتعاقبة: البابلية والمصرية والإغريقية، لكنها، هنا أخذت طابعاً كوزمويوليتياً في المرحلة الهلنستية وفقدت بعض خصوصياتها المحلية في الثقافات الثلاث.

التنجيم عند الفراعنة | حقائق رمز النجوم وعلم الفلك الأبراج الفلكية في حضارة مصر القديمة، اكتشف اسرار وحقائق علاقة النجوم بالمقابر الفرعونية وبراعة المصري القديم في علم الفلك عند المصريين القدماء في الحضارة الفرعونية. 

التنجيم عند الفراعنة:

الأصول المثولوجية الفلك في مصر القديمة والتنجيم المصري:

لعل وسم الدين المصري والمثولوجيا المصرية منذ أقدم العصور بالصبغة الشمسية جعل من الفلك والتنجيم المصري يمشي في طريق خاص مختلف عن الطريق الذي مشى فيه الفلك والتنجيم السومري والبابلي.

إن الاهتمام بالشمس بطريقة مطلقة تقريباً، واعتبارها الإله الكوكب المركزي في حياة المصريين القدامى قلل إلى حد كبير من أهمية الكواكب الأخرى كالقمر والكواكب السيارة والنجوم، وجعل مكانتها ثانوية لأنها تشرق في الليل أي بعد غباب الشمس، حيث كان المصريون يتابعون رحلة الشمس الليلية في عالم الدوات (العالم الآخر)، ويخترعون لها المسالك والصعوبات التي تصادفها وهي تقضي ساعات الليل هناك، لتعود فجراً فتشرق ثانية.

إن المثولوجيا الشمسية للمصريين جعلت من إله الشمس الإله الأول الذي يظهر من المياه الهيولية (نون) على زهرة اللوتس أو على عمود الـ (بن بن) أو على طائر اللقلق (بنو).

وكانت أسماء الآلهة (خبيرا، رع، أتوم) تشير إلى الشمس في مراحلها الثلاث (الشروق، الظهيرة، الغروب) وهناك اعتقاد بأن الإله الشمس (رع) نشأ من أتوم أو من نون بإرادته وحده، وهناك اعتقاد بأنه قد نشأ من المياه الأزلية المحاطة بأوراق زهرة اللوتس التي طوقته أكثر من مرة عندما كان يعود إليها مساءً، أو أنه نشأ في شكل طائر الفينينق أو العنقاء   وهو طائر البنو وأضاء على القمة الهرمية للمسلة (بن بن) وهذا يوحده بالإله أتوم.

ويصور الإله رع، غالباً، بجسد رجل ورأس صقر أو بصورة صقر يشع على رأسه رمز قرص الشمس المحاط بالثعبان خوت. وكان عندما يمثل كرجل يمسك برمز الحياة عنخ بيمناه وبصولوجان بيسراه.

وكانت الصور القديمة للاله نوت في هيئة بقرة تمثل أرجلها الأعمدة الأربعة التي ترفع السماء، وكان (رع) في السابق يهب على ظهرها ليشرف على العالم ثم أصبح يرحل على بطنها بزورقه، وكانت هذه البقرة تستند على آلهة حح الثمانية (حح تعتي مليون) وصار ابنها (شو) تحتها ورفع يده ليسند بطنها ويحرس (حح) الثمانية.

والآن رع بمركبته يصل إلى أعلى بطنها فإنه في طريقه إلى الغياب ولذلك تزينت بطن البقرة بالنجوم التي تظهر في الليل. ومنذ عصر الدولة الحديثة على الأقل تغيرت صورة (نوت) من بقرة إلى امرأة مستطيلة الجسد ومنحنية على الأرض تلامسها بيدها والنجوم تزين جسدها أما الشمس فتبدو مثل جديين يولد منهما صباحاً على شكل طائر (خيبرا) فتشرق على الناس ويكتمل في شكل (رع) ظهراً ثم يدخل فمها ويغوص في جسدها ليلة فتظهر النجوم مشرقة على جسدها تضيء في الليل وهكذا.

وكانت الشمس تبدو ظاهرة في مركب على ظهر الإلهة نوت إلهة السماء :

ظهرت رسوم وخرائط سماوية مهمة مثل خريطة سماوية لسقف مقبرة الوزير سننموت من الاسرة المصرية الثامنة عشر بفترة المملكة الحديثة في مصر القديمة وهي تصور بطريقة فلكية حركة الشمس.

العرافة:

تختلف العرافة عن السحر او التنجيم عند الفراعنة في أنها تشترط وجود قوة في العزاف تجعله قادراً على استلام الإشارات والعلامات الطبيعية والصناعية خارجه، ليعمل هو على تأويلها وتفسير ومعرفة الغيب بها. فهي، عملياً، معاكسه للسحر، لأن السحر يعمل على إخراج هذه القوة من الساحر والتأثير بها على الطبيعة. أما العراف فيستلم من الطبيعة علاماته لتعمل قوته الداخلية على تفسيرها.

ولا نلمح انتشاراً واسعاً للعرافة في مصر، ولا نعرف تنوعها المألوف الذي ظهر عند أمم قديمة أخرى، لكنه لمن المؤكد أن المصريين القدماء عرفوا أنواعاً من العرافين وقارئي البخت والطالع.

وكانت أعمال العرافة التي يقوم بها العلماء معروفة، منها ما ذكر عن كامس الذي خرج لقتال الهكسوس بناء على وعد آمون ذي الرأي السديد الذي وعده من خلال العرافين بالنصر، وهي (أي العرافة) التي حددت مسبقاً ميعاد الغزوات وما سيلقاه الملك تحتمس الثاني فيها من نصر، وعرافة آمون هي التي أرسلت الملكة حتشبسوت مع بعثتها إلى بلاد البونت.

وكان من المألوف أن يتطلع العرافون إلى الغيب عن طريق (المندل) الذي كان يقوم به صبي ينظر في آنية مملوءة ماءً وعليها طبقة من الزيت، حيث يحكي عن كل ما يراه عندما يتعكس الضوء على الزيت والماء ويكون هذا الإجراء بمثابة الاتصال بالآلهة.

وكان يسمى التأليه (التحويل إلى إله) وهذه الطريقة الصناعية في العرافة كانت معروفة وشائعة في العالم القديم مثلما كانت قراءة أشكال دخان المبخرة أمراً مألوفاً وبسيطاً عند العرافين. وكانت قراءة حركة الحيوانات المقدسة وخصوصاً الثيران جزءاً من العرافة المصرية القديمة.

ولعلنا نجد في نص أدبي تعارف المختصون على تسميته بـ (نبوءة نفرتي) نوعاً من العرافة السياسية التي تبشر بظهور ملك جديد يقضي على الفوضى التي سادت البلاد.

وترجع بردية هذه العرافة إلى أوائل عهد الأسرة الثانية عشر وربما إلى عهد مؤسسها الملك أمنمحات الأول، ولكن كاتبها نسبها إلى عهد قديم فقد زعم أنها ألقيت في حضرة الملك سنفرو مؤسس الأسرة المصرية الرابعة بفترة المملكة القديمة في مصر الفرعونية، أي قبل عصر الأسرة الثانية عشرة بفترة طويلة.

وتشمل البردية موضوعين رئيسين أولهما: الحالة السيئة التي آل إليها أمر البلاد، وثانيهما التنبؤ بظهور ملك جديد سيخلص البلاد من الفوضى والثورات في مصر القديمة والشر وسيسعد من يعيشون في عمره. يصف نفرتي في القسم الأول من البردية ما سيحصل في البلاد أما القسم الثاني فيصف المخلص القادم.

نصوص بردية نبوءة نفرتي:

سأريك البلاد وقد أصبحت شذر مذر لقد أصبح الكليل صاحب سلطة وسلاح وصار القوم يبجلون من كان يبجلهم، سأريك البلاد وقد أصبح في القمة من كان في الدرك الأسفل وسيعيش الناس في الجبانة وسيتمكن المعدم من الثراء وسيأكل المتسولون خبز القرابين بينما يبتهج الخدم بما حدث.

سيأتي ملك من الصعيد، يدعى “أمينى” له المجد، ابن امرأة من تستى” (جزيرة أسوان)، ويولد في الصعيد في “خن نخن” (البصيلية مركز أدفو بمحافظة أسوان)، وسوف يتلقى التاج الأبيض، ويتتوج بالتاج الأحمر، فاسعدوا إذن يا أهل عصره، ولسوف يعمل ابن الإنسان على تخليد سمعته إلى الأبد، أما الذين كانوا قد تآمروا عليه بالشر.

ودبروا الفتنة، فسيطبقون أفواههم خوفاً منه، وسوف يسقط الآسيويون بسيفه، والليبيون أمام لهيبه، وسيستسلم الثوار أمام غضبه، وسوف يبني حائط الأمير، ولن يستطيع الآسيويون أن يدخلوا مصر عنوة، وإنما سوف يستجدون الماء منها

 مصادر الفلك في مصر القديمة: كتاب الحضارة المصرية خزعل الماجدي

شركة رحلات الغردقة توفر لك أحسن عروض أسعار للرحلات البحرية والسفاري وجولات الأقصر والقاهرة للعروسين شهل العسل والعائلات والمسافرون العرب عند قدومك للغردقة، الجونة، سهل الحشيش، مكادي بي، سوما بي بخدمات مميزة من أفضل منظم الجولات السياحية في الغردقة مصر.

الفلك في مصر القديمة | حقائق علم الكون في الحضارة الفرعونية , اكتشف تاريخ تطور علوم السماء
الفلك في مصر القديمة | حقائق علم الكون في الحضارة الفرعونية , اكتشف تاريخ تطور علوم السماء

نبذة عن الكاتب

client-photo-1
Tamer Ahmed
Eng. Tamer Ahmed | Researcher in Ancient Egypt History and Egyptology. Faculty of Science, Mansoura University, 2004 Tourism and E-marketing Expert I love Egypt and I strive to develop tourism. Booking Your Tours Online Whatsapp: +201112596434