الملك كامس | اكتشف تاريخ اهم ملوك الفراعنة المحاربون ضد الهسكوس في حضارة مصر القديمة الفرعونية، اسرار حياة ملوك الفراعنة الأخير من الاسرة المصرية السابعة عشر وكيف مات والبرديات التي عثر عليها تحكي لنا تاريخ الحضارة الفرعونية ودوره في حماية الحضارة المصرية والآثار الفرعونية الخاصة به.

حقائق حول حياة الملك كامس

فترة الحكم في مصر القديمة: 1554–1549 ق.م

الزوجة: الملكة أعح حتب الثانية

الاب: الملك سقنن رع تاعا الثاني

الام: الملكة إياح حتب الأولى اشهر ملكات مصر الفرعونية

الابناء: الاميرة أحمس ست كامس

الاثار: التابوت الفرعوني الخاص بالملك ويدل على تطور التحنيط عند المصريين القدماء بعصره, مقبرة الملك كامس ضمن مقابر طيبة جنوب مصر بالاقصر, خنجر مصنوع من معدن الذهب والفضة اشهر المعادن المصرية القديمة، ومرآه مصنوعة من معدن البرونز لتخبرنا مدى تطور الصناعة في مصر القديمة، وبردية من البرديات المصرية القديمة..

اعمال وانجازات الملك كامس:

القيام بالحملات العسكرية والحروب ضد الهكسوس شمال مدينة طيبة جنوب مصر.

تم اكتشاف لوحتين توضح الحروب والانتصارات التى قام بيها الملك كامس على الهكسوس في منطقة أواريس من اهم المواقع الأثرية في مصر وكانت عاصمة الهكسوس في الدلتا بالإضافة تفاصيل عودة الملك منتصرا على الاعداء الى مدينة طيبة مرة اخرى.

قصة وفاة الملك كامس:

توفي الملك بضربة من احد جنود الهكسوس أثناء المعركة عام في مدينة امبوس, يذكر ان الملك كامس وصى الملك أحمس الأول مؤسس الاسرة المصرية الثامنة عشر بداية عصر المملكة الحديثة في مصر القديمة بوصية الى جدته الملكة تتي شرى انه: لحق أباه ومات ميتة الملك سقنن رع تاعا الثاني.

تم العثور على بردية أبوت تفيد انه تم نقل تابوت الملك كامس من المقبرة الاساسية من مقابر وادي الملوك بالاقصر الى منطقة مقابر ذراع أبو النجا، للحفاظ على التابوت والمومياء من لصوص المقابر الفرعونية.

تم اكتشاف تابوت الملك عام ١٨٥٧ ميلادي على يد عالم علم المصريات والاثار الدكتور مريت، لكن كانت حالة المومياء ضعيفة جدا وهشة وتم العثور على بعض القطع الاثرية بالتابوت وهي:

خنجر مصنوع من الذهب والفضة موجودة حاليا في متحف بروكسل في بلجيكا.

مراه مصنوعة من البرونز موجودة حاليا في متحف اللوفر في باريس, فرنسا.

بردية

الجعران

مجموعة من التعاويذ كما في السحر في مصر القديمة.

الملك كامس الذي لا يبدو مشهورًا لدى الجمهور من غير المتخصصين في علماء علم المصريات، بوشاح المجد والفخار بلا شك، فقد قاد عملية تحرير مصر التي احتلها الهكسوس لما يزيد على القرن ونجح في أولى مراحل هذا التحرير.

في عهد أحد الملوك التحامسة، نقرأ عند المؤرخ يوسف الذي استشهد به مانيتون، هاج الغضب المقدس ضدنا، وكانت المفاجأة من الشروق، عندما تجرأ شعب مجهولي الأصل وغزا بلدنا، وبلا صعوبة وبلا قتال استولى عليه بالقوة فأسر زعماء، وأحرق بوحشية المدن كما في جغرافيا مصر القديمة، ودمر المعابد المصرية الخاصة بعبادة الالهة المصرية القديمة كما في ديانة قدماء المصريين، وعامل المواطنين بفظاظة، وذبح بعضهم، وأخذ أطفالهم عبيدًا ونساءهم جواري.

بداية غزو الهسكوس مصر القديمة:

ويا له من شر استقر بهذه البلاد! وكان من الممكن أن يتفاداه المصريون في هذا العصر إذا ما كان لديهم الأحاسيس التي عبر عنها الملك سنوسرت الثالث من الأسرة المصرية الثانية عشر بعصر المملكة المصرية الوسطى بوضوح، ولكن خليفته الملك أمنمحات الثالث اهتم بالفعل بتنمية البلاد وكذلك بدفاعها، وكان ملوك الأسرة المصرية الثالثة عشر بداية حكم الملك سوبك حتب الأول في عمومهم في حالة من العجز التام.

ما هذا الشعب الذي نشير إليه بمصطلح الهكسوس والمأخوذ من نفس المصدر مثل النص السابق، الذي يكتب في اللغة المصرية القديمة “حقا – خاسوت” “شيخ البلاد الأجنبية. هؤلاء الهكسوس الذين كتبنا عنهم كثيرا ليسوا سوى العامو، وكانوا منذ وقت طويل على اتصال بالمصريين. فقد ترك لنا ملك مثقف صورة تصطبغ بقليل من الثناء:

بالنسبة للعامو الدنيء فالبؤس هو البلد فيه يعيش، في هذه المياه المصيبة، وفى هذه الغابات السر. الطرق غير صالحة لوجود الجبال، ولا يمكن أن يبقى في مكانه، فأقدامه لا تكف عن التحرك، فهو يقاتل منذ زمن الإله دون أن يَغلب أو يُغلب، ثم هو لا يعلن عن يوم المعركة، لأنه هو الذي سيقوم بالضربة الشريرة.. لا تقلق نفسك بسبب.. فهو ينهب عزبة معزولة لكنه لا يجرؤ على القدوم إلى مدينة مكتظة.

اسم عامو ينطبق حرفيًا على العرب وكذلك ينطبق وصف الأديب المصري عليهم تمامًا كما في الأدب المصري القديم، ونحن نستخدم بلا تمييز أيا من الاسمين، وعندما يشعر هؤلاء الغزا ة بالتعب من النهب، يفكرون في حكم البلد، وسموا أنفسهم ملوكًا مقلدين بشكل أو بآخر الفراعنة.

اتخذوا من أواريس عاصمة، وهي مدينة قديمة سكنها رجال الدين وسوف يصبح اسمها تانيس. واتخذوا من ست إلهًا قوميًا وهو أكثر الآلهة المصرية القديمة شبها بالإله بعل. ووجدوا لهم حلفاء جنوب أسوان، ذلك مع التحالف مع بعض المصريين وخاصة من هؤلاء الذين يعبدون ست، واجتهدوا بكل قواهم للاستيلاء على كل الأموال الثابتة والمنقولة.

وغاية القول، إن هؤلاء الملوك الذين نعرف عنهم شيئا ما في النصوص المصرية القديمة يسمون خيان وثلاثة يسمون أبوفيس والذين نميزهم من أسمائهم الأولى: نب خبش رع وعاقن رع وعا وسر رع.

احتل هؤلاء الغزاة فيما يبدو مصر كلها لبعض الوقت، ولكن المقاومة انتظمت ضدهم، وأفلتت المدن الجنوبية ابتداء من قوص من سيطرتهم وحكمها أمراء محليون.

كان الملك الهكسوسى عاقن رع فى حاجة لاستثارة معاصره الذي يعيش في طيبة ويدعى مثله تقريبا سقنن رع، فقام بحفر نص على بعض التماثيل الجميلة بمعبد أواريس، وهو نص قصير مكتوب بهيروغليفية سيئة: “الإله الطيب عاقن رع ابن الشمس أبوبى، فليعط الحياة، محبوب ست”. وأخيرًا أرسل لأمير طيبة رسالة استثاره مباشرة. ونعلم بهذه الرسالة من نص كثيرًا ما كان محل استشهاد وتعليق، ولكن بعض الباحثين المعاصرين لا يعطونه أهمية كبيرة من الناحية التاريخية.

مصر بمرحلة ضعف:

بينما كانت مصر القديمة في بؤسها ولا يوجد ملك، الحياة والحصة والبأس، الملك أبوبى الذى لا يعبد إلهًا آخر سوى ست الذي شيد لتوه من أجله معبدًا بجوار قصره احد اشهر المعابد الجنائزية، أرسل لأمير طيبة رسالة، اقترح محتواها كتبه: ابتعد عن مستنقعات فرس النهر الموجودة بشرق المدينة على ضفاف نهر النيل، لأنها تمنع عنى النوم ليلًا ونهارًا والضوضاء التي يحدثونها تزعج سكان المدينة”.

وهذه سخرية، إذ كيف لأفراس النهر التي تلعب في البحيرة بالقرب من طيبة أن يسمع أصواتها رجال أمير أواريس على بعد نحو 900 كم؟ لكن يجب ألا ننسى أن ملوك العصور القديمة كانوا يرسلون ألغازًا، وكان سليمان سيدًا فى هذا الجال. وقد استشار سقنن رع الديوان الكبير في بلاطه، ولكن القصة تقطع هنا ولا ندرى ماذا كانت الخطة التالية، ربما أشاروا عليه بالحرب، لأن مومياء الأمير سقنن رع بها آثار عدة جروح.

لكننا هنا نقف على أرض صلبة. زوجة سقنن رع: إياح حتب أنجبت له ولدين: كامس وأحمس، الأكبر كامس هو موضع الحديث الآن.

نصوص لوحات الملك كامس:

وقد ظهرت ثلاث وثائق متتابعة أثرت معلوماتنا عن عهده: أولًا لوحة من الخشب تحمل على جانب منها نصًا تاريخيًا وعلى الجانب الآخر تحمل نصًا أدبيًا، ثم لوحة مكسورة وأخيرًا لوحة كاملة “لوحة كامس الثانية“. تأكدنا من أن البطاقة واللوحة المكسورة تحملان نفس النص الذي يحكى ما حدث في بداية عهد الملك كامس.

اجتمع الملك كامس مع مجلسه وأحاطه علمًا بالموقف الذي لم يكن على ما يرام: “وددت لو أعرف ماذا تجديين على شجاعتي، فهذا أمير يجلس في أواريس، وهذا آخر يجلس في النوبة، وها أنا قد أحضرت بين أسيس ونوبى، وقد أخذ كلاهما يتقاسمان أرض مصر.

وهؤلاء البدو (الهكسوس) قد توغلوا في البلاد وما كنت أقدّر أن يصلوا إلى ممفيس ولكنهم أدركوا الآشمونين”. لا أحد يبقى إلا وتثقل كاهله ضرائب الآسيويين، سوف أواجهه وأبقر بطنه، قلبي مع تحرير مصر وضرب العرب”.

وهكذا اتضح الأمر، وفهم المستشارون المغامرة الصعبة التي لم يتحمسوا لها.

“وتحدث كبار رجال مجلسه: هذه هي مياه العرب تصل حتى قوص. فهم يتحدثون معًا بلغتهم. ولكن نحن هنا في مصر على راحتنا، جزيرة الفنتين قوية والوسط (مصر الوسطى) معنا حتى قوص، وأجعل حقولها تزرع من أجل مواشينا في المراعي ويأتينا الشعير ليخبرنا على تطور الزراعة في مصر القديمة، ولم يأخذوا مواشينا غصبًا.

لهم أرض العرب ولنا الأرض السوداء، وإذا هاجمنا أحد سنهب إذن لمواجهته”

باختصار أراد المجلس ألا يقوم بشىء، فلا ينقصنا شيء، ويأتينا الشعير والمواشي تستحم في المستنقعات. كل هذا لم يكن على هوى الملك كامس، الذي يرى نفسه مدعوا للقيام بدور المحرر في كل مصر.

“سأهبط النهر كالبطل للقضاء على العرب طبقًا لأمر أمون صاحب الخطط المحكمة، وجنودي البواسل أمامي مثل وهج اللهيب، والرماة (المساعدون) المدجايو خرجوا من الحصون لكي يرموا الآسيويين ويدمروا أماكنهم.

إن الشرق والغرب يجلبان الدهن ويتم إمداد جيشي بكل شيء وأرسلت شجعان المدجايو وأمضيت الوقت (في محاولة إبعاد) تتى بن أبوبى داخل نفروسى، ولن أتركه يهرب”.

الجيش المكون من المدجايو تحرك ولم يجد مقاومة إلا في نفروسى مدينة محصنة بعمر الوسطى، كان قد تحصن بها تنى بن ببى (المكتوب أببى). ومن المثير للفضول أن نرى أسماء الملوك القدماء الفراعنة يستعملها زعماء الهكسوس، ولن يسمحوا لهم بالهروب، وسيأتي يوم الهجوم:

“أمضيت الليل على متن المركب هانئ القلب، وأشرقت الأرض، وانقضت عليه كما ينقض الصقر، وعندما حانت ساعة تناول الطعام في مصر القديمة ووقت تعطير فمه، صرعته ودمرت أسواره وذبحت رجاله وجعلت نساءه ينزلن إلى رصيف النهر، وكان جنودي مثل الأسود حول الفريسة وهم يسوقون أمامهم الخدم والماشية ويحملون اللبن والزيوت والسل ويتاقسمون الغنائم”

ولكن الاستيلاء على نفروسى كان قليل الأهمية.

“وكانت هناك محلة أخرى خالية عندما أتينا، وقد تركوا تجهيزات عرباتهم (هذا أقدم شاهد على استخدام العربات التي تجرها الخيول)”.

وينقطع النص هنا ولا نعرف ماذا كانت النتائج اللاحقة لهذا النجاح الأول.

لوحات الملك كامس في معبد الكرنك:

لكن الملك كامس خلد انتصاره على لوحتين، ربما كانتا مشيدتين، إحداهما بجانب الأخرى في مجمع معبد الكرنك بالاقصر، وهما مكتوبتان في نفس الاتجاه.

اللوحة الثانية مكتملة، وعثر عليها مستخدمة في أساس أحد التماثيل وفى وقت مناسب نصبت (بلا شك بجوار الأولى) في فناء معبد الاله آمون.

تبدأ اللوحة فجأة: بالحديث التهكمي وإعلان الحرب حيث تختلط أحيانًا بشكل غامض أسباب الحرب بالتنبؤات المستقبلية. ويشاهد كامس على أنه سيد أواريس ويحكم على خصمه المهزوم تمامًا. تعتقد بعض التعليقات أن كامس قد استولى، (على عاصمة العدو حقيقة. لا، فلم يحدث هذا إلا في عهد أحمس خليفة الملك كامس) وسوف نرى ذلك عندما يعود كامس للحديث عن الأحداث الواقعية.

“سوف ينكشف ظهرك الخسيس عندما تتعقبك جنودي، ولن تحمل نساء أواريس، ولن تنبض قلوبهن في أبدانهن بعد أن يسمعن صرخات الحرب يطلقها جنودي”.

كما هو الأمر دائما فإن الفرعون هو حورس آخر وجنوده صقور، وبالعكس فإن جنود أواريس بلا كرامة، ورؤساءهم يفكرون كيف يختبئون، وبالنسبة لحليفه الطبيعي ملك رتنو، فقد بقى حذرًا في بلاده.

“لاحظت امرأته (الملك أواريس) في شرفاته يفحصن الشواطئ من خلال المزاغل، كن يضعن أنوفهن على الأسوار، مثل صغار البوم داخل أوكارها.

“ها أنا قد أتيت، مع حسن الطالع، والفرصة أمامى

“أقسم بأمون، ولا أقسم بك، لن أتركك بعد الآن تطأ حقولي، (لم يعد ملك الهكسوس يقسم بالفرعون)، لقد طار قلبك ووهن أيها العامو الخسيس! ها أنا أحتسى النبيذ من مزارع كرومك الذي عصره من أجلى العامو من الأسرى”.

“سأدمر مقر إقامتك تدميرًا، وسوف أجتث أشجارك، وسوف ألقى بنسائك (على متن سفني) وسوف أستولى على عجلاتك الحربية”.

هذه فقرة تستبق الأحداث، إذ يرى كامس نفسه سيد ماء أواريس وحرًا في امتلاك المراكب الخشبية المصنوعة من خشب الصنوبر، وكلها جديدة وعددها ثلاثمائة، وغنيمة رائعة من الذهب والفضة واللازورد والفيروز والفئوس بلا عدد، والزيت والصمغ والدهن والعسل…. كل الأخشاب الثمينة، وكل المنتجات القادمة من رتنو.

“أخذت كل شيء دون أن أترك شيئا وأورايس يرثى لها.

نرى العامو يرد: أنا سيد البلاد بلا مثيل، من الأشمونين (هليوبوليس بمصر الوسطى) حتى بر حتحور (بالقرب من الإسماعيلية) مرورًا بأواريس التي على النيل سأقضى على كل هذا ولا يوجد هنا شخص (يوقفنى).

دمرت مدنهم، وأماكن تصنيع النبيذ تدهورت، والكل اصطبغ باللون الأحمر للأبد بسبب ما سببوه لمصر من أضرار جعلتهم يسمعون نداء العامو الذين هاجموا مصر سيدتهم”.

من خلال هذه الشتائم والنقد المتبادل، يمكننا أن نخرج بمعلومات قيمة:

أولًا: حقيقة غزو الهكسوس، لأن كثيرًنا من المؤرخين ينكرونه أو يقللون من حجمه، وهو يمتد من الحدود المصرية القديمة حتى الأشمونين، وكانت أواريس العاصمة، وكان ملك الهكسوس أبوفيس على صلة بملك سوريا وسفنه من خشب الصنوبر المشيدة في جبيل لتقوم بإمداد المدن التي في حاجة إلى المدد وتأخذ الفائض من المدن الأخرى.

هؤلاء لأعدائهم العرب (العامو)، ولكن نضحك كثيرًا من أجلهم. يبدو أن أمير طيبة قد باشر هجومًا مباغتًا على نفروسى، وكان في هذا إجابة عن سب أبوفيس الذي زاد على الحد.

ندخل الآن إلى الأحداث، لم يكن الملك كامس على صواب عندما اشتكى في مجلسه من أنه محاصر بين آسيوى وزنجى، لقد كان يشعر بالخطر من الحرب على جبهتين. عندما نحت الأحداث منحى قلقًا، بعث ملك أواريس وزير رع ابن الشمس أبوفيس رسالة لملك كوش يلومه على عدم تحركه لحظة هجوم الملك كامس على الحدود ليخبرنا كيف اهتم الملك بتطوير الجيش في مصر القديمة.

فلم أستثره لكي يقوم بكل ما قام به ضدك، لقد اختار بلدين لكى يهاجمهما: بلدي وبلدك، ولقد خربهما وهبط مع النهر ولم يتوان.. بينما كان هنا عندي (في الحرب) لم يكن يوجد بمصر من يوقفك أو يقف لك وسوف نقتسم مدن مصر”.

وكان برنامجًا جميلًا، ولكن لسوء حظ ملك أوازيس استوقف جنود الملك كامس حامل رسالته الذي لم يخف غبطته. “الكل سعيد وغارق في البهجة، الملك، وجاء خبر رع يعاقب المخطئين، عملت على أن تخضع لي كل البلاد الأجنبية والأراضي والنيل، ولم يجدوا الطريق للهرب منى، لم أكن مهملًا لأمر جنودي. لم آخذ شيئا من أرض ذلك الذي يحترمني وهبطت النهر لمحاربتك، وعندما لاقانا رأى شعلتنا التي تسري من بلاد كوش في طريقها للبحث عن مكانه.

استوقفته في الطريق (الرسول)، ولم أتركه يصل لهدفه، ولكن بعد أخذه نفذت قواتي إلى قلبه وارتعد جسمه عندما أبلغه رسوله بما فعلته على أرض إقليم مقاطعة الكلب الأسود الذي كان لا يزال تحت سيطرته.

سوف أقود الشجعان الذين سوف يجتاحون الواحات البحرية، بينما كنت في سخا لتفادى حدوث ثورة ضدي كما في الثورات في مصر القديمة”.

يكفي أن نلقى نظرة على الخراطين لنعلم مدى ضخامة ما حدث بعد الاستيلاء على نفروسى، فقد سار رسول في طريق الصحراء من واحة إلى واحة، لينقل خطاب ملك الهكسوس إلى ملك كوش، وعندما قبض عليه تركه الملك كامس يرحل ليحمل إلى سيده النبأ السعيد، وليمنع حوادث مشابهة، وقدم جنود مصريين الواحة البحرية، في حين استولى كامس تمامًا على سخا، مدينة ست في إقليم الكلب، ومؤكد تعترف بالسلطان لملك أواريس وليمنع أي اعتداء ولم يتقدم كامس أكثر من ذلك، وبدأ الفيضان فتوقفت العمليات العسكرية، والملك الذي لم يخسر أي شيء سوف يستريح في أسيوط، وطالبه السكان السعداء بأن يضع حدًا لمعاناتهم.

بلا شك بدأت عملية التحرير، حيث كانت منف ومدينة هليوبوليس ومدن أخرى مهمة لا تزال تحت سيطرة العنو: فلا ندرى ما إذا كان الملك كامس قد دخل منف أم لا؟ وما المدة التي عاشها بعد ذلك؟ هل مات أم قتل؟ أم مات في القتال؟ بل إن بعضهم يزعم وجود اثنين أحدهما كامس، وهو ما لم يثبت إطلاقًا.

كان مدخرًا لأخيه أحمس إنجاز هذا العمل الكبير، طرد الهكسوس والزنوج جميعًا وتشييد لوحة كبيرة لتخليد النصر.

انشغال الملك كامس ببناء مقبرته:

انشغل الملك كامس في أعوامه الأخيرة بتشييد مقبرته بجوار المقابر المصرية أسلافه، ملوك وأمراء الأسرة السابعة عشرة عند سفح هضاب ذراع أبى النجا. اكتشف العمال الذين كانوا يقومون بالحفر لحساب الخديو منتصف القرن التاسع عشر بحثًا عن الذهب مقبرة الملكة إياح حتب زوجة تاعا الشجاع ووالدة كامس التابوت مذهب تمامًا ويحتوي على أشياء رائعة.

مارييت الذي أبلغ في اللحظة الأخيرة استوقف مركب المدير واستطاع تارة بالتهديد وتارة بالإقناع الحصول على الحلى، لكنه كان في حالة سيئة جدا، لأنهم انتزعوه بالقوة من بين كمية كبيرة كانت موضوعة في مكان مرتفع، وأسرع إلى الإسكندرية وحكى للباشا ما كان بشكل مضحك جدًا حتى نجح في أن يضحكه.

ولم يحتفظ إلا بسلسلة من الذهب لإحدى سيداته وبعض المجوهرات التي سرعان ما ردها، وهكذا دخلت مجموعة فخمة متحف بولاق “متاحف مصر”. معظم القطع الأكثر جمالًا تمت صناعتها في أتيليه من عصر الملك كامس أو قبله بقليل. وبعضها أضيف إليها، وهي من عصر أحمس مثل الفأس المزخرفة بحيوان خرافي، وملك يذبح أحد أفراد الهكسوس وفؤوس أخرى وخناجر.

وبالمقارنة، كانت أدوات الملك كامس ضعيفة نوعًا ما، فهي تحتوي على مركب تذكارى مجهز بمعداته من المجاديف وموضوع على عربة ذات أربع عجلات ومقبض مروحة مصفح بالذهب، وفأس احتفالية دخلت ضمن مجموعة إبيفانس.

لقد كان كامس ابن ملك محارب هو الملك تاعا الشجاع، وكان هو نفسه شجاعًا وأنجب شجعانًا، ولم تنقصه الموهبة وأدار الفترة العصيبة بمهارة حقيقية.

وبه تنتهي الأسرة السابعة عشرة بشكل رائع نحو عام ١٥٨٠ قبل الميلاد.

جاري إضافة الحقائق واسرار تاريخ ملوك الفراعنة قريبا…

اعتمد على منظم رحلات الغردقة لتوفير جولات يومية لزيارة معالم الاقصر والقاهرة للاكتشاف اسرار مصر، الحجز اونلاين عند قدومك للغردقة، الجونة، سهل الحشيش، مكادي بي، سوما بي، خدمات مميزة من أفضل منظم جولات سياحية في مصر.

الملك كامس | اكتشف تاريخ اهم الملوك الفراعنة المحاربون ضد الهسكوس في حضارة مصر القديمة الفرعونية
الملك كامس | اكتشف تاريخ اهم الملوك الفراعنة المحاربون ضد الهسكوس في حضارة مصر القديمة الفرعونية

 

نبذة عن الكاتب

client-photo-1
Tamer Ahmed
Eng. Tamer Ahmed | Researcher in Ancient Egypt History and Egyptology. Faculty of Science, Mansoura University, 2004 Tourism and E-marketing Expert I love Egypt and I strive to develop tourism. Booking Your Tours Online Whatsapp: +201112596434