الزراعة في مصر القديمة | تاريخ وحقائق عن المحصولات الزراعية عند الفراعنة. اسرار تم اكتشافها عن الأدوات الزراعية التي كان يستخدمها المصريين القدماء وما هي الالهة المصرية القديمة الزراعة والأعياد الفرعونية الزراعية في العصر الفرعوني والمزيد عن ثقافة الحضارة الفرعونية.
الزراعة في مصر القديمة
كانت السنة المصرية حسب الفلك في مصر القديمة تبدأ بظهور كوكب الشعرى اليمانية (سبدت) والذي كان إشارة لفيضان نهر النيل، ويبدو أن بداية السنة المصرية لم تكن في الربيع، كما هو عند الشعوب الأخرى، بل في الصيف.
ما هي مواسم الزراعة في مصر القديمة عند المصريين القدماء؟
قسم المصريون القدماء السنة المصرية في حضارة مصر القديمة إلى ثلاثة فصول هي (الفيضان، التحضير، الحصاد)؛ وكان كل فصل يحتوي على أربعة شهور، وكانت السنة تبدأ في شهر مارس تقريباً.
أن ينتهي فصل الصيف (الفيضان) تنحسر مياه النيل وتنكشف الأراضي الصالحة للزراعة والرطبة بالماء، حينها يبدأ موسم أو فصل الزراعة في مصر القديمة فيستعد الفلاح للعملية ويأخذ أبقاره وآلاته ويبدأ بعزق وحرث الأرض ويصاحب ذلك أغاني الحراثة، ثم تبذر الحبوب في الخط خلف المحراث بمصاحبة الأغاني.
كيف كانت الزراعة في مصر القديمة؟
وينتظرون نمو زرعهم حتى مجيء فصل الحصاد “عندما يبتدئ الفلاح بحصد القمح يخرج الزراع وبأيديهم مقاطع صغيرة يقطمون بها سنابله قبضة فقبضة، وبينما هم يجدون في العمل صفاً واحداً يكون الزامر بالناي مشغولاً بتسليتهم بأدوار منظومة مطربة للقلب منعشة للأرواح.
ويغني معه رجل آخر بصوت رخيم مصفقاً بيده لإظهار النغمات وتوقيع الحركات ويستنهض هممهم بعبارات تدل على تفوقه عليهم في الأعمال. ومتى ربطوا أغمار القمح وأرادوا إرسالها فوق الحمير ابتدأوا بأغانٍ جديدة يقولونها خلف الحمير بعد تحميلها ويقيمون هذا الغناء بقولهم (حا) فتسرع الحمير في العدو.
من الحبوب التي زرعها المصري القديم؟
اعتمدت مصر في اقتصادها، بالدرجة الأولى، على ما تنتجه من محصولات زراعية يمكن تقسيمها كما يلي:
- المحصولات الدائمة: الشعير، السمسم، العدس، الكتان، القمح، الذرة، الذرة البيضاء، البصل، البرسيم، القطن، القرطم، القصب، القنب، الحلفا، الترمس، الغول.
- المحصولات الموسمية المعروفة: النعناع، الشبت، أنس النفس، الأسر، الأثل، النعناع الفلفلي، الينسون، الفلفل الأسود، بذرة القرطم، حب المر الناشف، العنبر، الثوم، الزعفران المائي والأرضي، القطن، أبو النوم، الكمون…إلخ
- الأشجار الخشبية: البلوط، اللبخ، شجرة المونت، جوز الصنوبر، خشب الحياة، النخل، شجرة عخ، شجرة العرعر، شجرة الخرنوب، شجرة اليسار، الكافور، خشب الجوز، الزيتون…إلخ
- الفواكه: البلح بأنواعه، البرقوق، البطيخ، جوز الهند، التوت، النبق، التين، الرمان، الكمثرى، التفاح، الكريز، الليمون.
- الخضروات: الخس، الباذنجان، القرع، الرجلة، الملوخية، السلق، الخيار، الكرنب، القثا، الكراث، الفجل، الحمص، الفول…إلخ
- الزهور: حصا اللبان، الورد بأنواعه، الريحان، غصن البان، النرجس، عباد الشمس، التمر حنا، الآس.
- النباتات البرية التي كانت تنمو على ضفاف النيل وفي الصحراء مثل أعشاب الكرفس والريزومات التي تستعمل في الطبخ أو في العطور، ومثل البردي الذي يستخدم في الكتابة، ونباتات الزينة مثل اللبلاب والسوسن، ونباتات الصباغة، والنباتات الطبية مثل شجرة التربنتين.
ما الادوات التي استخدمها المصري القديم في الزراعة في مصر القديمة؟
- الفأس: التي كانت تستخدم للحفر أو لتفتيت كتل الطمي الكبيرة، كانت قبضتها من المعدن وتستعمل أيضاً لقطع الأشجار وتحويل مجرى الماء.
- المحراث: يتكون من سكين خشبية لها مقبضان خشبيان وقصيران ضمن الصناعة في مصر القديمة، وهناك عريش طويل يتصل بالمحراث في جزئه الأسفل وتربط أحياناً إلى المحراث عرضياً قطعة خشب. ويربط المحراث كله بقطعة خشب كبيرة (ناف) تربط إلى قرون الثورين اللذين يجران المحراث.
- المسحاة (المسحة): وهي قطعة خشب أو معدن ضمن المعادن المصرية القديمة مربوطة بعصا تستعمل للحفر والتسطيح.
- المعزقة: تتكون من قبضة ملساء ممسوكة بقبضتين، وهي مقوسة وتربط بحبل مجدول مع السلاح. وكان حامل المعزقة يظهر خلف المحراث أو أمامه وكان العزق يتم لوحده دون علاقة بالمحراث.
- الطنبور: أسطوانة خشب يتصل أعلاها بذراع لفاف، ويركب الطنبور عليها على عمودين مائلاً في المجرى المراد رفع الماء منه.
- الدلو: ويسمى النطال يتصل بمجموعتين من الحبال يمسكها رجلان متباعدان بنحو مترين ويقذفان معاً الدلو ليصل الماء إلى المكان العالي المطلوب.
من هو اله الزراعة عند المصريين القدماء؟
الإله نبري:
إله الحبوب والغلال، ويظهر بشكل رجل ممتلئ وبصدر متدل للأسفل ومرسومة على جسده حبوب الغلال، وهو يشبه إله النيل حابي، ويظهر أحياناً كإله للحصاد مع سخمت إلهة الحقول.
الإلهة سخمت:
إلهة الحقول تظهر مع نبري حاملة مائدة القرابين الحاوية على بيض وبطتين صغيرتين وسمك وأوز ويسير أمامها نبري ممسكاً حزمتي الحنطة. وهي تحمل عادة في يدها أوراق زهرة اللوتس.
الإلهة سشات:
إلهة الكتابة التي تسجل سنوات حكم ملوك الفراعنة وأعماله على الشجرة المقدسة في مدينة هليوبوليس، وتساعده في تحديد مساحات المعابد المصرية عند إنشائها وتقيس الأرض حسب ديانة قدماء المصريين، وعادة ما تصور على هيئة امرأة وعلى رأسها عود أو ساق تنبثق أو تتفرع منه سبع وريقات يعلوها قرنان في وضع مقلوب.
الإلهة حتحور:
إلهة السماء ابنة رع وزوجة حورس، وتصور رننوتت عادة على شكل بقرة (وهي حيوانها المقدس) برأس بشري وقرني بقرة أو بأذني بقرة وضفائر سميكة تحيط بالوجه. وتسمى حتحور بـ (سيدة الجميز) فهذه شجرتها المقدسة التي تختبئ فيها عند أطراف الصحراء حيث عالم الموتى فهي تمدهم بالطعام في مصر القديمة والشراب في رحلتهم إليه، وهي التي تسند السلم الذي يصعد عليه الخيرون إلى السماء. وارتباطها بالبقرة والجميز جعلاها قريبة من عالم الزراعة في مصر القديمة.
الإلهة رننوتت:
إلهة الحصاد وتصور على شكل أفعى متحفزة لكي تأكل الفئران التي تهدد الحقول، وأحياناً بشكل أفعى مع (نبري) إله الحصاد، وأحياناً تلبس تاج حتحور البقري، وهي إلهة ولادة وإخصاب للتربة والأطفال وتزويد الموتى بملابس الكتان والمومياءات بالأربطة.
الإله أوزر:
هو الإله اوزوريس إله الخصب وعالم الموتى وسيد الأبدية، وكان مرتبطاً بالماء وبالنيل، وربما ارتبط بالإله القمر.
الإله مين:
مين إله الخصب والمني وكانت تقام له أعياد الحصاد ويحمل فوق رأسه تاجاً ذا ريشتين، ويظهر عادة بقضيبه الواضح. وهو الإله الذي ينقل فصل الجدب والجفاف إلى فصل الزرع والنبات، وتدل يده المرفوعة على الحماية.
الإله جب (سب، كب):
جب هو إله قديم للأرض.
ما العلاقه بين الزراعه والاعياد عند المصريين القدماء؟
أما اًشهر الأعياد الزراعية الفرعونية فكانت تقام عند شق الترع وعند جمع المحصول وإيداعه في المخازن وعند قطع الجسور وعند البذار وغيرها. وكانت مجمل هذه الأعياد مرتبطة بمراحل الزرع، ويحمل فيها تمثال الإله على مقصورة خشبية ويتم الطواف به على أكتاف كاهن آمون الأكبر في أنحاء القرى حسب جغرافيا مصر القديمة ويهتف باسمه من قبل الناس، وأهم هذه الأعياد هي:
عيد رأس السنة عند الفراعنة
وهو عيد بزوغ نجم (سيد، سوبدت، سيريوس) أو الشعرى اليمانية الذي هو إشارة لبدء مجيء الفيضان الذي يبدأ مع (نزول دموع إيزيس) في أول شهر توت.
عيد وفاء النيل عند الفراعنة
حين ترتفع مياه فيضان النيل دون أضرار يخرج الناس للاحتفال بالنهر وإلهه (حابي) الذي كانت ترمى له عروس كما أشيع في أخبار الإغريق عن مصر.
عيد الانقلاب الشتوى عند الفراعنة
عيد الانقلاب الشتوى عند الفراعنة يكون مع بداية البذار والزرع حيث يرافق الغناء عمليات شق الأرض وحرثها وبذرها، وكان الحيد احتفالاً بأوزيريس حيث تصنع تماثيله من الطين وتزرع بحبوب تنبت على التمثال، وتجري فيه احتفالات ميلاد الأطفال وإنبات الفول، لأن هذا العيد هو مناسبة ولادة حورس ابن أوزيريس وإيزيس.
عيد حصاد القمح عند الفراعنة
حيث يقوم الملك ببدء أعياد الحصاد بقطع السنابل بمنجل من الذهب ويقدم باكورة الحصاد (البروكة) للإله المحلي للمدن، وتقدم أيضاً لعروس القمح حيث تضفر من سنابل القمح وسيقانه في شكل العلامة الهيروغليفية احد انواع اللغة المصرية القديمة الدالة على الحياة (عنخ)، وتقدم أيضاً للإله (مين) وللإله (رننوت) و(نبري)، وهكذا يكون عيد الحصاد مجموعة أعياد الآلهة الزراعية ومنها إيزيس رمز أرض مصر وخصبها فيحملون لها ولزوجها أوزيريس سلال سنابل القمح.
عيد أوزيريس عند الفراعنة
وهو عيد خاص به كإله للزراعة وهو يعود للحياة (يبعث) في الحصاد فهو عيد قيامته، وفي عيد موته ودفنه الذي يجري مع بداية دفن الحبوب في الأرض مع الحراثه، وتنصب شجرته المقدسة (الأثل والرساء).
عيد شم النسيم عند الفراعنة
يبدأ مع بداية سخونة الجو حيث يخرج الناس للتنزه في الحقول والحدائق وعلى ضفاف النيل حيث يضعون البصل الأخضر حول أعناقهم ويأكلون الأسماك المملحة والبصل، ويأكلون البيض الذي هو رمز بداية الخليقة والخصب، ويأكلون الحمص الأخضر.
عيد قطف العنب عند الفراعنة
حيث الاحتفال بالكروم وقطفها لصناعة النبيذ، حيث يتم الاحتفال بأوزيريس وبالإلهة رنوت ربة الخصب حيث توضع القرابين لها وتمثل عادة على شكل أفعى.
الفلاح في مصر القديمة
فرض نهر النيل على الحياة المصرية نظامه، فانتظمت الزراعة والحياة في مصر على إيقاعه، وكان من أهم صفات هذا النظام ثبات مواعيد المد والجزر في مياهه، فموعد الفيضان كان يحتم على الناس التكاتف والتظافر لكي يصدوا خطر الفيضان عن طريق فتح القنوات والترع وتقوية الجسور. كذلك أعطى هذا النظام الإنسان المصري الفرصة لتحويل زراعته من زراعة بعلية تعتمد على الأمطار إلى زراعة تعتمد على تنظيم الري.
في الجانب الديني والأسطوري ضمن أساطير الفراعنة، اعتبر المصريون أن مياه النيل هي دموع إيزيس التي تبكي زوجها أوزوريس، ونجد صدى ذلك في تسمية إيزيس وأختها نيفتيس بـ (النادبتين)، وكان للنيل إله هو (سوتيس) الشبيه بإيزيس، وهو إله مجرى النيل وله إله مشهور هو (حابي أو حعبي)، ويذكر كتاب الموتى أن النيل مولود من (رع) أي من الشمس وهو بذلك نهو الضوء.
وكان الاسم المقدس للنيل هو (جعبي) والعامة يسمونه (آبور) وهذه مشتقة من كلمة (أور) (يور) أي نهر، وذكر اسم النيل في الوجه البحري بلفظ (وعر) أما كلمة (نيل) فهي من أصل يوناني وتعني نهر. وهناك اسم مصري قديم له هو (يومع) بمعنى اليم.
“فيضان النيل كان يأتي في أواخر الصيف وأوائل الخريف حتى إذا ما تقدم هذا الفصل الأخير من السنة بدأت مياه الفيضان تنحسر عن جوانب الوادي في الدلتا. وهنا نلاحظ أن منتصف الخريف أو أواخره هي الوقت الملائم لزراعة نباتات الحبوب الشتوية، وأهمها الشعير والقمح. وبعبارة أخرى كان الفيضان يأتي فيمد أرض مصر بالطمي والماء ثم ينحسر عنها في أصلح وقت لزراعة تلك النباتات، حتى إذا ما زرعت ونبتت كان فصل الأمطار الشتوية في مصر قد بدأ.
وظاهر أن تلك الأمطار في العصر الحجري الحديث وما بعده كانت أوفر منها الآن، فكانت تغذي نباتات الشتاء إلى أن تكون قد أكملت نموها، ثم ينقطع المطر ويحل فصل الحصاد.
وهكذا تكامل عنصران في مصر، هما عنصر الفيضان وعنصر الأمطار الشتوية، وكان من ثمرات ذلك التكامل أن أصبحت أرض النيل صالحة كل الصلاحية لتكون مهداً من مهاد الزراعات الشتوية القديمة.
تطور هندسة الري في مصر القديمة
تطوراً ملحوظاً مع توسع عملية الزراعة والقدرة على السيطرة على فيضان النيل من خلال وقت الفيضان الثابت في بداية العام. وتمثلت هندسة الري بالمظاهر الآتية:
- صناعة الجسور النهرية: التي حاولت ضبط عمليات الري.
- الري الحوضي: والذي كان يتم من خلال إقامة أحواض لاستيعاب مياه الفيضان ثم استخدامها في سقي المزارع.
- السدود: مثل سد اللاهون في الفيوم الذي اشتهر بسواقي الهدير.
- السدود الصغيرة (الهدارات): والتي كانت تقام في عرض مياه النهر لكي تقلل من سرعة تدفق المياه وترفع من استيعابها.
- السواقي والطنابير: التي كانت وسائل شائعة في الري القديم.
- الشادوف: الذي كان يستخدم لرفع مياه النهر إلى الحقول الأعلى منه، وهو عمود طويل يرتكز على محور عال ويستخدم لخفض ورفع دلو يمتلئ بالماء من النهر أو الترعه، وصوره لنا المصريون القدماء في مشاهد من مقبرة (إبي) في دير المدينة.
- الترع الطويلة: التي كانت تحفر لجلب مياه النيل إلى منخفضات قريبة منه مثل منخفض الفيوم وترعة بحر يوسف.
- الطنوشة: وتسمى التابوت، وتتكون من عجلة مجوفة مقسمة إلى غرف تؤدي وظيفة الأواني في الساقية وهي أقرب إلى ما يعرف بـ (الناعورة).
مصادر الزراعة في مصر القديمة: كتاب الحضارة المصرية خزعل الماجدي
اعتمد على منظم رحلات الغردقة لتوفير جولات يومية لزياة معالم مدينة الاقصر والقاهرة للاكتشاف اسرار الزراعة في مصر القديمة , الحجز اونلاين عند قدومك للغردقة، الجونة، سهل الحشيش، مكادي بي، سوما بي, خدمات مميزة من أفضل منظم جولات سياحية في مصر.