الجيش في مصر القديمة وكيف كان النظام العسكري للقوات المسلحة عند الفراعنة؟ تقسيمات الجيوش والشرطة والاسطول البحري وما هي أدوات الحرب التي كان يستخدمها المصريون القدماء في الحضارة الفرعونية.
تنقسم القوات المسلحة في حضارة مصر القديمة إلى ثلاثة أنواع هي (الشرطة، الجيش، الأسطول البحري).
الجيش في مصر القديمة
الشرطة في مصر القديمة
لم يظهر تخصص جهاز الشرطة في مصر القديمة إلا مع المملكة الحديثة في مصر القديمة منذ الاسرة المصرية الثامنة عشر بداية حكم الملك أحمس الأول، فقد كانت قبل ذلك مدغمة برجال الجيش أو رجال الإدارة رغم وجود رجال شرطة لحفظ الالتزام والأمن الداخلي.
كان من مهام الشرطة حراسة ملوك الفراعنة وقصره والعائلة المالكة من الاميرات والاميرات وملكات مصر الفرعونية ودواوين الحكومة والحكم في مصر القديمة، وكان الوزير على رأس جهاز الشرطة فهو الرئيس الأعلى لها في العاصمة، وكانت تقدم له من رجاله تقارير عن إغلاق المخازن وفتحها في المواعيد المبررة، فضلاً عن الداخلين والخارجين في ديوان إدارة البلاد، بل وفي البلاد نفسها.
ونعلم من نص موظف الحدود من عهد الملك مرنبتاح من الاسرة المصرية التاسعة عشر كيف كانت سلطات الأمن تسيطر سيطرة كاملة على حركات الناس والبدو في تلك البقاع من تخوم مصر الشرقية، حيث يذكر التقرير أنه سمح لقبائل البدو من أدوم بالعبور من القلعة لرعي ماشيتهم بالقرب من تل المسخوطة، على مبعدة 15 كيلومتر شرقي الإسماعيلية.
وكان هناك نوعان من الشرطة هما:
- شرطة العاصمة طيبة والمدن الكبرى مثل ممفيس ويشرف عليها (رئيس الشرطة) (الجابو).
- شرطة الصحراء الشرقية والعربية يشرف عليها (مدير الصيادين) (المازدي).
الأسلحة في مصر القديمة
كانت الشرطة في مصر القديمة تستخدم الكلاب البوليسية أحياناً وتستعين بالنوبيين في اقتفاء الأثر، وكانت تستخدم المرشدين لمنع الجريمة قبل وقوعها أي المخبرين السريين. وكانت أسلحة الشرطة هي السهام والأقواس والدروع، وكان لها بيوت تسمى بيوت الحراسة ولها دوريات منتظمة، وهناك الشرطة الخاصة بالفرعون والشرطة النهرية وشرطة المعابد المصرية.
الجيش في مصر القديمة (مشع):
منذ عصر ما قبل الأسرات وحضارة نقادة الثالثة وحتى نهاية المملكة القديمة في مصر الفرعونية لم يكن هناك جيش منظم بالمعنى الدقيق، فالدويلات أو الأقاليم المصرية حسب جغرافيا مصر القديمة قبل التوحيد كان لكل منها قوات تستعمل وقت الحروب.
ويبدو أن فكرة تكوين جيش نظامي جاءت مع الأسرة المصرية السادسة حين عين الملك تتي القائد ويني الأكبر “يوني” قائداً عاماً لمثل هذه القوات لكي تواجه الغزاة الآسيويين وكانت تضم عشرات الألوف من المجندين، وبعد انتصار هذه القوات قام الملك تتي بأربع حملات كبرى واحدة منها بحرية، وهذا ما دعى الملك بعده لتأسيس جيش نظامي كبير.
وقد أصبحت ملامح الجيش المصري القديم واضحة؛ فالسرايا والفرق محددة العدد والعدة، ويحمل كل منها اسم واحد من الالهة المصرية القديمة أو الملوك، فهناك «فرقة الرماة، وفرقة المرهبات، وفرقة الأقواس التسعة، وسرية آمون، وسرية «فرعون»، وسرية «بهاء قرص الشمس» وهناك أيضاً «حملة الأعلام».
وكان الجيش يتكون من مقدمة وقلب وميمنة وميسرة بالإضافة إلى العناصر المساعدة في المقدمة وفي المؤخرة. ولقد اتبع الجيش المصري الكثير من الخطط العسكرية التي كان من بينها الحرب المفاجئة، والتي قصد منها مهاجمة العدو من حيث لا يدري، ثم هناك التراجع التكتيكي لإعادة تنظيم الصفوف والتمويه والخداع، وفرق الاستطلاع الحربي.. إلخ.
كان الملك، من الناحية المعنوية، هو القائد الأعلى للجيش، ولكن الجيش كان يقوده قائد فعلي يسمى (أمي – أر – مشع) أي (قائد الجيش).
أول جيش نظامي في التاريخ
يتكون الجيش من قسمين هما:
جنود المشاة الفراعنة
جنود المشاة الفراعنة هما مادة الجيش الأساسية لأن الجنود هم من يقوم بالعمل الأساس، وهناك تشكيلات منها (المشاة العادية، القوات الخاصة، القوات المؤلفة من المحاربين الأجانب) وينقسم المشاة العادية إلى ما يلي:
- الفيلق
- الفرقة
- الكتيبة (سريتان)
- السرية (عدة فصائل)
- الفصيل (عدة مجموعات)
- المجموعة (10 جنود).
وينقسم المشاة إلى رماة وحملة الرماح، وكان لكل فرقة علم خاص ورمز خاص، أما القوات الخاصة فكانوا من صفار السن ويتلقون تدريبات خاصة.
العربات الحربية الفرعونية
من اين اخذ الفراعنه فكره العجلات الحربيه؟
ظهرت العربات الحربية الفرعونية منذ أيام الملك تحتمس الثالث وكان هناك حامل لواء مقاتلي العربات الحربية، ولكل عربة قائد سائق ومقاتل يرمي السهام، وتكون العربات من فصائل يشرف عليها ضابط قديم (قائد الاصطبل الملكي) ويعاونه ضابط ومدربون لهم خبرة بالخيول يسمون بـ (رؤساء الاسطبل)، وكانت العربات تقدم الجيش خلال المعارك ثم تبعها المشاة ثم تحمي فصائل منها مؤخرة الجيش.
كان الوزير بمثابة وزير دفاع أيضاً لأنه يشرف على قائد الجيش في مصر القديمة الذي يقوم بالتجنيد، وكان الجيش وقواده يكلفون بمهام إدارية وأمنية وقت السلم. وقد اجتهد المصريون في توثيق معاركهم وحروبهم المهمة عبر الوثائق البردية أو النقوش الحجرية بل ورسموا، ببراعة فنية على جدران المعابد الجنائزية والمقابر المصرية، مجرى بعض هذه المعارك كما يتضح في هذا الشكل المميز لإحدى طرق تسلل إحدى كتائبهم لمدينة أثناء الحرب:
وعرف المصريون طرق المخابرات والتجسس على تحركات الأعداء من خلال الجيش وجمع المعلومات، وكانت أدوات القتال هي:
أسلحة الجيش المصري القديم
- الهراوة (الدبوس) وهو أشهر سلاح مصري منذ عصر ما قبل الأسرات.
- الأقواس والسهام.
- الحراب الطويلة
- المقامع
- الخناجر
- الفؤوس النحاسية التي تطورت إلى السيوف المنحنية (خبش) على شكل منجل.
- التروس والدروع وقمصان الحرب
- الطبول والأبواق لزيادة حماس المقاتلين.
وكانت أهم التدريبات العسكرية في الجيش في مصر القديمة هي المصارعة والاشتباك والانقضاض ضمن الرياضة في مصر القديمة ورقصات الحرب، وضرب السهام من العربات، والعدو والسباق، وكانت هناك الحصون والقلاع العسكرية وخصوصاً في الطرق العسكرية خارج وداخل مصر؛ وسميت فيالق الجيش بأسماء الآلهة (آمون، رع، بتاح، ست). وكان الجنود يختارون بنسبة %1 ثم %10 ثم أنيط الشر لمجلس عسكري
وكان المصريون لا يحبون تدمير مدن أعدائهم كلياً ولا يبطشون بقساوة ولا ينكلون بهم، فحين حاصر الملك تحتمس الثالث مدينة مچدو “تل المتسلم، تل مچدو” سبعة شهور اضطر أهلها بعد ذلك إلى الاستسلام، عفا عنهم جميعاً بل واصطحب بعض زعمائهم إلى مصر ليعرفوا مصر وليضمن طول وفائهم، وهم بذلك يختلفون عن جيوش وادي الرافدين أو الشام أو الرومان أو الفرس؛ الذين لهم مآثر سلبية في هذا المجال.
ما سبب تكوين اسطول بحري في مصر القديمة؟
كان النقل البحري معروفاً في مصر منذ بداية عهد الدولة القديمة ضمن التجارة في مصر القديمة ولكن أول إشارة لاستخدامه في الحرب كان منذ الأسرة السادسة في نهاية هذه الدولة القديمة. كانت السفن البحرية تبئى من أشجار الجميز ضمن الصناعة في مصر القديمة، وكان أكثر الملوك اهتماها بالأسطول البحري هو الملك تحتمس الثالث الذي جعل من منف مركزاً للأسطول المصري وأنشأ فيها ميناءً بحرياً (الميناء الجميل).
أو ترسانة ملكية ضمن الجيش في مصر القديمة (برو — نوفه) لتجهيز السفن الذاهبة إلى آسيا. واشتهر الأسطول المصري بتفوقه على الأساطيل الفينيقية التي كانت تجوب البحر المتوسط، واستطاع الملك بسماتيك الثاني من الأسرة المصرية السادسة والعشرون بداية العصر المتأخر أن يبني أسطولا كبيراً تحرك نحو قبرص ودمر المحطات الفينيقية هناك.
يتكون طاقم السفينة المقاتلة من بحارة (خنيت) يبلغ عددهم حوالي 200 جندي على رأسهم حامل العلم والضابط برتبة قائد بحارة (حري خنيت) يليه حامل اللواء (ناسريت) ثم الجندي البسيط النفر (وعو) (عو خنيت).
وهكذا سبق المصريون الشعوب القديمة في بناء مراكب كبيرة للتجوال في البحر الاحمر والأبيض، واختاروا شكلا لهذه المراكب يطابق تماماً مراكب الشحن في نهر النيل، وهي مراكب كانت خلواً من العوارض الداخلية التي تربط جوانب السفينة بعضها إلى بعض، وتغلب المصري على هذه المعضلة بأن مد حبلاً سميكاً من مقدمة السفينة إلى مؤخرتها.
وجعله يرتكز في امتداده على قوائم خشبية تشبه الشوكة في طرفها الأعلى، ثم لف هذا الحبل بقطعة من الخشب، فكان كلما زاد اللف قصر الحبل وتماسكت أطراف السفينة، وقويت على تحمل ارتطام مقدمتها بأمواج البحر، كما اعتاد القوم طوال عهد الدولة القديمة أن يمدوا حبالاً قوية سميكة حول الطرف العلوي لجوانب السفينة فيساعد بذلك على تماسكها وترابطها، ويقوي من احتمالها لأمواج البحر.
مصادر الجيش في مصر القديمة: كتاب الحضارة المصرية خزعل الماجدي
شركة رحلات الغردقة توفر لك أحسن عروض أسعار للرحلات البحرية والسفاري وجولات الأقصر والقاهرة للعروسين شهل العسل والعائلات والمسافرون العرب عند قدومك للغردقة، الجونة، سهل الحشيش، مكادي بي، سوما بي بخدمات مميزة من أفضل منظم الجولات السياحية في الغردقة مصر.